بعض التونسيين لهم صلة وثيقة بالفواكه الجافّة فهم يقبلون عليها بكثرة لاستعمالها في مهنهم مثل أصحاب محلاّت المرطبات وبيع الحلو بأنواعه وهناك من يصنعون الحلو العربي في بيوتهم لبيعها بعد ذلك في المحلاّت.. تونسيون بعدد غير قليل يشترون الفواكه الجافّة باستمرار وكلّهم أكّدوا أنّ أسعار هذه الفواكه يوما واحدا فالأسوام تزيد يوميا وبشكل مخيف يدلّ على أنّ الحكاية حكاية سوق ودلاّل.. واذا سألت أحدهم لماذا هذا الغلاء الذي يقصّ الأجنحة يجيبك اسأل المهربين فهم عاملين في خلاهم ما ولاهم والجهات الرسميّة لا تحرّك ساكنا ولا تتدخّل.. ورغم هذا الجو الخانق رفضت الحكومة مسألة التسعير فكلّ بائع يبيع على كيفه والمهرّبون يفعلون ما يريدون ويحكموا بأحكامهم ويعملوا في خلاهم ما ولاهم فأسعار الجوز واللوز والبندق والفستق والأكاجو والبوفريوة كلّها تحت تصرّف المهربين. وهم يبيعون الى من أقلّ منهم في البيع والشراء ثمّ توزّع السلعة على الدكاكين وكلّ محلّ يبيع حسب هوائه والجهات الرسمية لم تتخذ قرارا حازما في هذا المجال.. فالفواكه الجافة لا يستطيع التونسي اليها سبيلا فمتى يأتي القرار التاريخي ويتمّ تسعير الفواكه الجافّة وكلّ مخالف ينال عقابه؟