اليوم و أنا أراقبها بشغف ... أتذكر تلك الطفلة الصغيرة بعينيها الزرقاوين و ضفيرتيها الشقراوين... أتذكر كيف علمتها تشير لجدتها بال ( باي)... اتذكر كيف علمتها تلفظ ال e بالفرنسية ... أتذكر كيف علمتها الفرق بين المربع و المعين و المستطيل.. ... و كيف تحفظ و تشرح و تعرب قصيدة لابي تمام او ابي القاسم .... ليس هذا فقط !!!! أنا علمتها كيف ان الثقة بالنفس هي التي ستعطيها القدرة على اتخاذ القرار الصح في الوقت الصح ... و الأهم من اتخاذ القرار هو تحمل مسؤولية ذلك القرار... أراني اليوم أراقبها و هي تقود بي السيارة أراني اليوم استمع إليها ...تلك الدكتورة الصغيرة ... و هي تشرح لي الفرق بين نخر الميناء و نخر العاج في مقطع مجهري... او كيف نميز صورة شعاعية ان كانت لأرحاء علوية ام سفلية !! هي لا تعلم أنني لا أسمع و لا افهم حرفا مما تقول... لأنني فقط أستمتع بتأملها و هي تستفيض في شرحها... هي لا تعلم أنني أخاف عليها من النسمة اذا هبت أمام وجهها... أخاف ألا تحصل المعدل اللازم لدخول الماجيستير و من بعده الدكتوراه... و أكثر ما أخافه...... ألا تحسن اختيار شريكها الذي ستقضي معه باقي سنين عمرها .... و فجأة .... تتبدد مخاوفي كلها ... حين أتذكر أن القاضي الشرعي الاول قد طمأننا حين قال أن زواج القاصر بعمر الثالثة عشر و ضمن الضوابط القانونية هو زواج صحيح مئة بالمئة ....طالما أن الفتاة موافقة اذا كانت الفتاة بعمر 13 اي في الصف السابع !!!!! قادرة على اتخاذ قرار زواجها ...فكيف بابنتي الواعية الدارسة ... شكرا شيخي ...طمنت قلبي الله يطمن قلبك مساكم أتحدى العالم كله و انا وياك