اذا كان يحق لي ان اسند عددا لمقال الصحفية المصرية سحر جعارة التي قالت فيه او تنبأت بصريح وفصيح العبارة بان الغنوشي يسعى ويجري ويخطط ليصبح رئيسا للجمهورية التونسية سنة الفين وتسعة عشر وان تونس ستعود بعد ذلك الى مربع الصفر فإنني سأسند لها صفرا قبله صفر وبعده صفر اذ اظن ان هذه الصحفية قد تسرعت كما تتسرع عادة اغلب النساء في الحكم على الأشياء دون ترو وتأن تقتضيهما الفطنة والذكاء ذلك ان الغنوشي يا سحر ليس غبيا حتى يهرول في البحث عن الوصول الى قصر قرطاج وهو يعلم حقيقة العلم ماذا وقع وماذا حصل للرئيس محمد مرسي الذي نصبه الأخوان رئيسا على مصر فعزله السيسي من منصبه بين عشية وضحاها وهو الآن قابع في سجنه الى مدة غير معلومة والله وحده هو الذي يعلم نهايتها او منتهاها كما غاب عنك يا سحر ان الغنوشي لو كان حقا يبحث عن منصب الرئاسة لأخذه منذ سنوات بعد ان كانت النهضة بعيد الثورة تصول وتجول وحدها على الساحة السياسية منتصرة على كل الاحزاب التي صارعتها في كسب تأييد الشعب في الانتخابات الأولى التاريخية ثم الم تسالي نفسك هذا السؤال هل ان منصب رئيس الجمهورية يا سحر بقي له نفس البريق والنفوذ و القداسة والمهابة التي كان له قبل ثورة الربيع يا ذات الحسن والقلم والقرطاس والجدال؟ الا فلتعلمي ولتتأكدي يا سحر وبالمفيد المختصر ان ذكاء وفطنة الغنوشي تجعله يريد ويختار ان يبقى مؤثرا في الحياة السياسية التونسية وهو جالس في الظل بعيدا عن اي منصب سياسي يجعله محل نقد او اتهام متواصل ومستمر خاصة وان جميع الساسيين التونسيين الذين سارعوا وهرولوا نحو المناصب في هذه البلاد قد نالهم من الذم ومن القدح ومن الشتم ما سبب لهم ما كانوا في غنى عنه من الأوجاع ومن الماسي ومن المتاعب واني ساذكرك يا سحر جعارة بمثل تونسي يوضح لك في كلمات سياسة راشد الغنوشي تلخيصا و اختصارا(بو شكارة داخل في الربح خارج في الخسارة) فليتك تتركين يا سحر الحديث عن السياسة التونسية وتريحين نفسك من مشاكلها و اتعابها ولتدعي ولتتركي التونسيين وحدهم يحللونها ويتحدثون عنها ويسبرون اغوارها ونحن لانظنك تجهلين ذلك المثل العربي الذي يقول(اهل مكة ادرى بشعابها) اما اذا كنت تجهلين هذا المثل فلتنتظري الأيام حتى تعرفك ما تجهلينه إجمالا او بالتفصيل الممل