تزييف الحقائق منذ الازل كان ولا يزال عملا وفعلا سيء النتائج يبدع فيه اهله حتى احيانا تنطلي حيلهم على بعض السذج او من لم يكن يدور بخواطرهم الحيف اللفظي على الواقع المعلوم ، ومثل هؤلاء الكذابين عرفوا في سابق الدهر وحتى في العهد الاسلامي ولنا من ذالك مسيلمة الكذاب و الاسود العنسي وما جرى له مع ابو مسلم الخولاني ، وحتى في مجتمعنا فان كبارنا كانوا يقولون عن الكذاب ما لم يقله ابو نواس في الخمر ، نذكر مثلا " استنى الكذاب كل دقيقة يطلعلك بكذبة " ومثلهم كثير من يبدع في فبركة الكذبة ويؤطرها ويحسن اخراجها وتنميق حواشيها حتى يهزك الى تصديق ما جاء بها ومنها وبها ولكن يبقى دوما الرجل المطلع هو من ينقذ وضعه وبالتالي لا تنطلي عليه و يوقف صاحبها في لمح البصر لكن ما كل مرة تسلم الجرة خاصة اذا كان الكذاب ذكيا وحصيفا ومتمكنا من الاخراج الفني واللفظي ...ورغم ان علامات الكذاب اصبحت شائعة ومعلومة لدى الكثيرين فان اللباقة احيانا والدراية احيانا اخرى و الخبرة في اغلب المواقف المصحوبة باخراج حسن يمكن ان تمر سلسة على سامعها واعرف ان كثيرا من الكذابين قد ورطوا كثيرا من المغلوبين على امرهم سواء بالتغرير المدروس او من جراء بساطتهم الاجتماعية وعدم المامهم بنواميس الكذب المقنن او لنقل في اغلب الاحيان الاشخاص ضعفاء الشخصية او المسالمون حد الخنوع ولا ننس ان هؤلاء الكذابين يدرسون ضحاياهم دراسة معمقة ويعرفون كيف يختارون المغرور بهم احيانا من نظرة ثاقبة والغريب في هؤلاء المناوئين الذين لا يتوانون في فعل افعالهم حتى في شهر الصيام الكريم ولا اظن ان أي حاجز مهما كبر يمكن ان يثنيهم عن صنيعهم المشين والحاذق مهما كان لا بد وان يراوده الكذب ولو مرة في حياته وناس بكري قالوا وقولهم صواب " الحاذق حصّال"...وحتى القانون في باب من ابوابه الكثّر لا يحمي المغفلين ، وكثيرون هم الذين وقعوا في شراك الكذابين ولم ينبسوا ببنت شفة وكما نقول " كلاووها في عظامهم وسكتوا " وختام الكلام : " آية المنافق ثلاث، اذا حدّث كذب ،واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان " وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالصدق , فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق , حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب , فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار , وما ..يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا "