في ندوة التجمع الدستوري الديمقراطي حول منزلة المثقف والمبدع في المسيرة الوطنية الغرياني:" المعركة الأساسية اليوم هي مقاومة مختلف أشكال التطرف التي تحدّ من تطور الديمقراطية" المنجي الزيدي "العولمة أفرزت جماعات ضغط غريبة مرتهنة من الخارج و ممولة من قبله" الدكتور بن عامر"بالحوار فقط نؤسس لثقافة المشاركة ونفسح المجال لتجربة ديمقراطية نابعة من الحياة الوطنية" دعا السيد محمد الغرياني الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي يوم السبت 27 جويلية 2009 في افتتاحه الندوة الوطنية التي نظمها حزبه حول "منزلة المثقف والمبدع في المسيرة الوطنية" المثقفين والمبدعين إلى التفطن إلى خطر السيول من الأفكار المتطرفة والمتخلفة في الواقع الجديد المعولم وبيّن أنّ المعركة الأساسية في عالم اليوم تتمحور حول مقاومة مختلف أشكال التطرف التي تحدّ من تطور الديمقراطية ومن تنامي مظاهر الازدهار والاستقرار ، وشدد الغرياني على أهمية دور المثقف التونسي في كسب رهانات هذه المعركة والمحافظة على انخراط المجتمع التونسي في المشروع الحداثي لا سيما عبر الإحاطة بالشباب والمرأة وتفعيل مشاركتهما الناجعة إلى جانب كل العناصر والقوى الحية بالمجتمع ودعم الإلمام بصيغ وأشكال النضال الحديثة والانخراط في الفضاءات الجمعياتية والالكترونية المتزايدة الانتشار في هذا العصر المعولم. مثقف وتصنيفات وقدّم السيد المنجي الزيدي مدير جريدة الحرية ورقة تناولت "منزلة المثقف والمبدع في مشروع التغيير-الخيارات-المكاسب-الانجازات" أكد من خلالها على دور الخيار المدعم للمسار الثقافي في المحافظة على المكاسب المحققة وفي الوصول إلى انجازات هامة في هذا الميدان. وأبرز الزيدي تصنيفا وظيفيا للنخبة المثقفة فصنفها نخبة متقدمة وهي التي تعي المشروع المجتمعي الوطني وتنخرط فيه وتساهم في تطويره ونخبة عدمية حسب تعبيره لا يمكنها أن تحقق أي تقدم نظرا لضبابية الرؤى وغياب البرنامج وبيّن أن العولمة أفرزت جماعات ضغط غريبة مرتهنة للخارج وممولة من قبله ، إضافة إلى نخبة مستقيلة لم تنخرط في أي مسار ولم تتحمل مسؤوليتها التاريخية. وشدد على أن المشروع الثقافي التونسي يجب أن ينطلق من مقاربة حضارية تجعل من الهوية أهم مقوماتها ولكنها مواكبة للمتغيرات التي أفرزتها العولمة وتستجيب لتحدياها مؤكدا على قيم التسامح وحوار الحضارات كضرورة حتمية لترشيد العولمة. حوار وثقافة المشاركة وفي ورقة ثانية بعنوان دور المثقف والمبدع في كسب الرهانات المحقق والآفاق حمّل الأستاذ توفيق بن عامر المثقفين مسؤولية كل ما يطرأ على المجتمع بما أن الثقافة عامل حراك أو جمود وهي سلطة لها منزلتها وتأثيرها في المجتمعات. ودعا بن عامر المثقفين لاعتماد منهج الحوار لترشيد السلوك و أبرز دوره في نشر قيم الاعتدال ونبذ العنف والتنشئة على الفكر الحداثي وركز على دور المثقفين في تجذير ثقافة المواطنة على أساس الوعي بالحقوق والواجبات في مجتمع حضاري يحترم دور القانون والمؤسسات "بالحوار والحوار فقط نؤسس لثقافة المشاركة ونفسح المجال لتجربة ديمقراطية نابعة من الحياة الوطنية". وبيّن الدكتور بن عامر مشروعية تجديد النظر للتراث والفكر الديني عن طريق اعتماد آليات الفكر المستنير وذلك تصحيحا لصورة الدين والهوية والتعريف بالقيم الناصعة وهي رسالة يرجى من المثقف والمبدع الاهتمام بها وإبلاغها وذلك بتنويع آلياته وتحيينها مثل كسب رهان الثورة المعلوماتية والافتراضية. دور المثقف وتدخل العديد من الوجوه المثقفة في النقاش مثل المسرحي المنصف السنوسي والسيدة جليلة الماجري رئيسة اتحاد الكتاب التونسيين وتطرقوا لعدة مسائل تعلقت خاصة بدور المثقف في النهوض بالثقافة الوطنية في عصر العولمة والتكنولوجيات الرقمية كما تم التركيز على مزيد الاهتمام بالشباب التونسي المثقف وبالحركة الثقافية في مختلف جهات البلاد الداخلية. وأكد السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث في ختام الندوة ثقته في التفاف المثقفين والمبدعين حول المشروع التونسي الذي يسعى إلى تخليص الثقافة من الفكر الاحادى والظلامي ومن التهميش والحفاظ على هذه المكاسب وتعزيزها من خلال تفعيل روح المبادرة والابتكار والإبداع لدى النخب. إعداد: أيمن الزمالي
الكواليس شهدت الندوة حضورا هاما لعديد الوجوه الثقافية من مختلف القطاعات. تميز حضور المسرحيين بالجلوس في زاوية من القاعة مع عبد العزيز المحرزي خلافا لبقية الفنانين الذين تفرقوا في كل أرجاءها. اقتصر تدخل الفنانة زهيرة سالم في النقاش على أداء مقطع لأب القاسم الشابي. أعطيت الكلمة لممثلين عن النخب المثقفة في كل جهات الجمهورية.