اجتاز الترجي الرياضي للسنة الرابعة على التوالي دور المجموعات بنجاح ضامنا تأهله إلى المربع الذهبي لأمجد الكؤوس الإفريقية ، تأهل هذه السنة كان متشابها لسابقيه من حيث جني الإنتصارات المتتالية بملعب رادس وعدم المساومة في النتيجة على أرضه وهو العنصر الذي يجب أن يتوفر لفريق يطمح إلى مواصلة مغامرته في هذه المسابقة لأن أي عثرة داخل الديار تكون عواقبها وخيمة في حسم الترشح إلى الدور القادم... هذه الميزة الإيجابية دعمها الأحمر والأصفر بانتصار خارج القواعد وكان في أبيدجان بالذات وعلى حساب أحد أفضل الفرق في المجموعة وهو سيوي سبور بطل الكوت ديفوار وهذا ما صنع الفارق ومكن الترجي الرياضي من إحداث منعرج التأهل مبكرا دون انتظار الجولة الأخيرة... أما عن الإنجازين الجديدين اللذين نجح فريق باب سويقة في تحقيقهما في هذا الدور المتقدم من مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية فهما الإنتصار لأول مرة في الأراضي الإيفوارية وتحقيق أول فوز في تونس على يدي الحكم الجنوب إفريقي دانيال بينيت... الأحمر والأصفر «كسّر» هذين العقدتين وأثبت أن لا شيء يصعب على فريق اقترن اسمه بالنجاحات والإنجازات والأرقام القياسية على عدة مستويات. القضاء على بعض السلبيات الترجي الرياضي حقق الأهم في دور المجموعات فضمان التأهل إلى المربع الذهبي هو الهدف الأول والأساسي وهذا ما نجح فيه فريق باب سويقة بامتياز مسجلا أربعة انتصارات متتالية أحدثت الفارق في الترتيب عن بقية المنافسين ومنحته ورقة العبور قبل جولة من نهاية هذا الدور... هذا على مستوى النتائج التي يمكن القول أنها تلبي طموحات الفريق في هذه المغامرة، بقي المشكل الكبير الذي يعاني منه الترجي الرياضي تماما مثل بقية الفرق التونسية التي تمثلنا على الصعيد القاري وأيضا ممثلي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، هذا المشكل يكمن في غياب النسق بسبب عدم انطلاق البطولة وهو عنصر مؤثر جدا على آداء اللاعبين وبالتالي على مستوى الفريق ككل وهو العامل الذي يسمح بالقضاء على بعض النقائص والسلبيات من جهة وتحسين المردود من جهة أخرى... الترجي الرياضي سيستفيد كثيرا من بداية الموسم المحلي وستكون اللقاءات الأولى للبطولة مفتاح الإعداد إلى الدور نصف النهائي وتطور العامل البدني الذي يؤثر بشكل كبير على الفنيات ومن المتوقع أن يكون أبناء ماهر الكنزاري جاهزين كأفضل ما يكون للمربع الذهبي بعد خوض ثلاثة لقاءات محلية وهذا هو العنصر الذي يبعث الطمأنينة في نفوس كل الترجيين وعلى رأسهم الإطار الفني الذي يدرك جيّدا أهمية نسق المقابلات على آداء اللاعبين. ارتياح لنجاح «نجانغ» الكل في الترجي الرياضي كان ينتظر أهداف الكاميروني يانيك نجانغ بوصفها المهمة التي رمى إليها انتدابه الأخير وعودته إلى حديقة الرياضة «ب» ... نجانغ وجد طريق الشباك أمس الأول وسجل ثنائية بعثت ارتياحا كبيرا في الأوساط الترجية لأن الكلام قبل هذه المواجهة مع بطل أنغولا وصل إلى حد الحديث عن سوء الطالع الذي يرافق هذا المهاجم والعقدة التي تمنى كل الترجيين أن تحل بسرعة... الكاميروني نفسه كان مسرورا جدا باستعادة النجاعة وعبر عن فرحته بالهدفين بطريقة لم نعهدها منه وهذا دليل أن الأمر كان يقلقه ويشغل باله... هدفا يانيك نجانغ في شباك ريكرياتيفو الأنغولي جاء في الوقت المناسب لا فقط لأنهما ساهما بشكل كبير في اقتلاع الترجي الرياضي ورقة العبور إلى المربع الذهبي ولكن أيضا لأنهما يعدان «فاتحة خير» ومؤشرا إيجابيا لتجاوز الكاميروني سوء الحظ وتواصل هذه النجاعة في المقابلات القادمة بداية بلقائي الدور نصف النهائي اللذين يحتاج فيهما فريق باب سويقة إلى نجاح هجومي كبير لضمان التأهل إلى العرس الختامي. «البلايلي» « ملاعبي كبير » يوسف البلايلي هو أحد صناع الخطر البارزين في هجوم الترجي الرياضي وهو لاعب مؤثر جدا في تحقيق الإنتصارات والنتائج الإيجابية وكانت مساهمته كبيرة وفعالة في وصول الأحمر والأصفر إلى الدور نصف النهائي لكأس رابطة الأبطال الإفريقية... هو أيضا صاحب إمكانيات فنية عالية ويمتاز بالسرعة اللازمة التي تسمح له بإحداث الفارق على منافسيه... هذا ما لا يشك فيه أحد ولا يختلف فيه اثنان لكن هذا اللاعب ينقصه شيء هام في كرة القدم بالنسبة للمهاجم ويكمن في النجاعة الدنيا المطلوبة أمام المرمى سواء في التمريرة الحاسمة أو اللمسة الأخيرة، فالجزائري لا يسجل هدفا إلا بعد أن يهدر اثنين أو ثلاثة ولا يهتدي للتمريرة الحاسمة التي تفتح أبواب الشباك لأحد زملائه إلا بعد أن يخطئ في أولى وهذا ما يجب أن يعمل على تفاديه مستقبلا خصوصا وأن الدور نصف النهائي سيكون مغايرا تماما لدور المجموعات سواء على مستوى قيمة المنافس من جهة أو خاصة على مستوى أهمية فارق الأهداف في النتيجة من جهة أخرى الشيء الذي يجعل إهدار الفرص السهلة ممنوعا لتأثيره الكبير والمباشر على نجاح الفريق في هذه المغامرة... الإنضباط والجدية في الآداء وخصوصا في التعامل مع الكرات السانحة لإحداث الفارق والتفوق هما سمتا وميزتا اللاعبين « الكبار » وهذا ما يجب أن يدركه البلايلي ويعمل على تحقيقه مستقبلا حتى ينجح في المساهمة الفعالة في حصوله وتتويجه على أول لقب له في مسيرته الكروية واضعا بالتالي قاعدة هامة في الرياضة وهي « ما كل مرة تسلم الجرة ».