الميناء التجاري برادس محل متابعة من قبل سلطة الإشراف    مدرب الكاميرون: "دربي إفريقي قوي بين الكاميرون وكوت ديفوار سيحسم على جزئيات"    كأس امم افريقيا 2025 :منتخب بنين يفوز على بوتسوانا 1-صفر    محرز الغنوشي: طقس ممطر أثناء مباراة تونس ونيجيريا...هذا فال خير    بُشرى لمرضى الأبطن: 3 مخابز ونقطة بيع في هذه المنطقة    وزارة النقل: شحن الدفعة الأولى من صفقة اقتناء 461 حافلة من الصين قريبا    كأس أمم إفريقيا 2025: السودان وغينيا الاستوائية في اختبار حاسم لإنعاش آمال التأهل    مداهمة مصنع عشوائي بهذه الجهة وحجز مواد غذائية وتجميلية مقلدة..#خبر_عاجل    عاجل/ حجز يخوت ودرجات نارية فاخرة: تفاصيل تفكيك وفاق دولي لترويج المخدرات يقوده تونسي..    عاجل/ مسجون على ذمة قضية مالية: هذه الشخصية تقوم باجراءات الصلح..    الكاف: ورشات فنية ومعارض وعروض موسيقية وندوات علمية في اليوم الثاني من مهرجان صليحة    اللجنة الوطنية الأولمبية التونسية: محرز بوصيان يواصل رئاسة اللجنة    وليد الركراكي: التعادل أمام مالي "محبط"    الرياض تحتضن الدورة 12 للجنة المشتركة التونسية السعودية    مصادر دبلوماسية: اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية غدا بعد اعتراف إسرائيل بأرض الصومال    جريمة مروعة: وسط غموض كبير.. يقتل زوجته وبناته الثلاث ثم ينتحر..#خبر_عاجل    عاجل/ بعد اعتراف الكيان بأرض الصومال: حماس تصدر هذا البيان وتفجرها..    إيقافات جديدة في فضيحة مراهنات كرة القدم    رئيس الجمعية التونسية لمرض الابطن: لا علاج دوائي للمرض والحمية الغذائية ضرورة مدى الحياة    مستخدمو التواصل الاجتماعي مجبرون على كشف أسمائهم الحقيقية    كميات الأمطار المسجّلة خلال ال24 ساعة الماضية    قابس: نجاح جديد بقسم طب العيون بالمستشفى الجامعي بقابس    عاجل/ تنبيه: انقطاع التيار الكهربائي غدا بهذه المناطق..    حصيلة لأهمّ الأحداث الوطنية للثلاثي الثالث من سنة 2025    كرهبتك ''ن.ت''؟ هذا آخر أجل لتسوية الوضعية؟    المسرح الوطني التونسي ضيف شرف الدورة 18 من المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر    عروض مسرحية وغنائية وندوات ومسابقات في الدورة العاشرة لمهرجان زيت الزيتون بتبرسق    سيدي بوزيد: تحرير 17 تنبيها كتابيا وحجز كميات من المواد الغذائية    قابس: تقدم مشروع اصلاح أجزاء من الطرقات المرقمة بنسبة 90 بالمائة    السكك الحديدية تنتدب 575 عونا    التشكيلة المحتملة للمنتخب التونسي في مواجهة نيجيريا    عاجل/ تعطّل أكثر من ألف رحلة جوية بسبب عاصفة ثلجية..    بعد ليلة البارح: كيفاش بش يكون طقس اليوم؟    حجز 5 أطنان من البطاطا بهذه الجهة ،وتحرير 10 محاضر اقتصادية..    تنفيذا لقرار قضائي.. إخلاء القصر السياحي بمدنين    تايلاند وكمبوديا توقعان اتفاقا بشأن وقف فوري لإطلاق النار    رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن عودة الناشط علاء عبد الفتاح    ألمانيا.. الأمن يطلق النار على مريض بالمستشفى هددهم بمقص    فرنسا.. تفكيك شبكة متخصصة في سرقة الأسلحة والسيارات الفارهة عبر الحدود مع سويسرا    المجلس الجهوي لهيئة الصيادلة بتونس ينظم الدورة 13 للايام الصيدلانية يومي 16 و17 جانفي 2026 بتونس    استراحة الويكاند    نشرة متابعة للوضع الجوي لهذه الليلة..#خبر_عاجل    قرقنة تكشف مخزونها التراثي: الحرف الأصيلة تحول إلى مشاريع تنموية    الأحوال الجوية: وضع ولايات تونس الكبرى ونابل وزغوان وسوسة تحت اليقظة البرتقالية    نصيحة المحامي منير بن صالحة لكلّ تونسية تفكّر في الطلاق    وزارة التربية تنظّم يوما مفتوحا احتفاء بالخط العربي    أيام القنطاوي السينمائية: ندوة بعنوان "مالذي تستطيعه السينما العربية أمام العولمة؟"    قائمة أضخم حفلات رأس السنة 2026    موضة ألوان 2026 مناسبة لكل الفصول..اعرفي أبرز 5 تريندات    4 أعراض ما تتجاهلهمش! الي تتطلب استشارة طبية فورية    جندوبة: انطلاق اشغال المسلك السياحي الموصل الى الحصن الجنوي بطبرقة    بداية من شهر جانفي 2026.. اعتماد منظومة E-FOPPRODEX    تونس: مواطنة أوروبية تختار الإسلام رسميًا!    أفضل دعاء يقال اخر يوم جمعة لسنة 2025    نابل: حجز وإتلاف 11طنا و133 كغ من المنتجات الغذائية    البحث عن الذات والإيمان.. اللغة بوابة الحقيقة    روسيا تبدأ أولى التجارب للقاح مضادّ للسّرطان    السجن المؤبد لصاحب شركة وهمية أغتصب طالبة وقتلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد نجيب الشابي (رئيس الهيئة السياسية العليا للحزب الجمهوري) في حوار شامل ل «التونسية»: (الجزء 2) علي العريّض لم يتغيّر ولكنّ موقعه تغيّر...
نشر في التونسية يوم 27 - 09 - 2013

حرّية الصحافة بمثابة نور العينين ودونها نعود إلى ظلام دامس...
أنا مؤمن ومستعدّ لمواجهة كل المخاطر ولكن أريد لدمي إن سال أن يوحّد التونسيين...
المسؤولية السياسية للحكومة في اغتيال البراهمي تحتّم عليها الاستقالة
التونسية (تونس)
في الجزء الثاني من حوار «التونسية» مع الأستاذ أحمد نجيب الشابي رئيس الهيئة السياسية العليا للحزب الجمهوري، يفصح ضيفنا عن مواقفه إزاء ما يسميه «تصلّب» حركة «النهضة» ويدعوها إلى ضرورة التفاهم مع المجتمع التونسي لتجنيب البلاد مخاطر التصعيد، كما يعلن عن موقفه من حادثة البيضة(الاعتداء على وزير الثقافة من طرف نصر الدين السهيلي) ويتحدث عن حظوظه الرئاسية وعلاقته برشيد عمّار....
تحدّث أحمد نجيب الشابي طيلة أكثر من ساعة محافظا على نبرة هادئة لا تتغير تقطعها ابتسامات أو ضحكات عفوية، تعبيرا عن موقف ما من إسم أو سؤال ...وفي كلّ هذا لم يبد أيّ انزعاج ولم يتهرّب من الردّ وإن حافظ في كثير من المواقف على «شعرة معاوية».
ما موقفكم من تدويل قضيتي إغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي والتقاضي بشأنهما في باريس كما صرح بذلك الطيب العقيلي(شقيق سمير الطيب) عضو المبادرة الوطنية من أجل كشف الحقيقة؟
«شوف» حقيقة لم أطلع على هذا الخبر الذي أعلمتني به و لا أعلّق عما قاله سي الطيب. موقفي أن التدويل يكون عندما تستنفد كل الوسائل الداخلية، وأعتقد أن استغلال أحداث أليمة لغايات سياسوية أمر غير مقبول، من الضروري اليوم أن يتمّ التحقيق بشكل مستقل وواضح في إغتيال الشهيدين بلعيد والبراهمي، التحقيق بهذا الشكل ضرورة أخلاقية إذ لا يمكن أن نستبيح الدم، وهو ضرورة سياسية إذ لا يمكن الوثوق مستقبلا بجهاز الأمن وبالحكومة دون معرفة الحقيقة.
من الناحية السياسية إذا كانت الحكومة على علم بالوثيقة التي تم تسريبها مؤخرا(المخابرات الأمريكية حذرت من إمكانية إغتيال البراهمي قبل وقوع حادث الإغتيال) فعليها أن تستقيل وإذا لم تكن على علم مسبق بها فعليها أن تستقيل أيضا، المسؤولية السياسية كبرى. أما تحديد المسؤوليات الشخصية ودرجتها وخطورتها وما يترتب عنها فيعود إلى التحقيق الذي لا بد أن تقوم به هيئة مستقلة تحوز على ثقة الجميع وتأخذ الوقت الكافي لتحدد المسؤوليات الشخصية عن التقصير. نحن نريد الحقيقة حول إغتيال الشهيد محمد البراهمي، و نريد أن ينال كل من تورط في هذه الجريمة العقاب اللازم وفي انتظار ذلك لا بد أن تستقيل الحكومة لأنّ المسؤولية السياسية شيء والمسؤولية الجزائية شيء آخر.
أيهما أكثر استعجالا، التحقيق في أسباب عدم التعامل بجدية مع التحذير الأمريكي من إمكانية إغتيال البراهمي أو معرفة من سرّب الوثيقة لوسائل الإعلام؟
(يتوثب قبل الإجابة ويغيّر جلسته ) أنا أستنكر هذا السؤال، وكما قال أحدهم أشكر من سرّب هذه الوثيقة، التستر على الجريمة وعدم إعلام الشعب والرأي العامّ بحقيقة ما حدث جريمة أيضا ، فبارك الله في من سرّب هذه الوثيقة وقام بهذا العمل الوطني.
وزير الداخلية حمّل مسؤولية تسريب الوثيقة للأمن الموازي؟
أنا لا أعرف من سرّبها ولا أستبعد أن تستعمل كأداة لتعكير الأوضاع ولكن بقطع النظر عن النوايا فقد وقع ما وقع، الآن وقد علمنا أن وزارة الداخلية والحكومة كانتا تعلمان بوجود مخطط إرهابي لاغتيال الشهيد محمد البراهمي خمسة عشر يوما قبل الاغتيال، لم يعد لهذه الحكومة أي مبرر للبقاء، لا أخلاقي ولا سياسي ، عليها أن تعجّل بإخلاء المكان لحكومة توافقية تقوم بالمهام بجدارة أكبر ويتمّ التحقيق لمعرفة الحقيقة واستخلاص النتائج. فالهدف من التحقيق ليس التشفي أو الانتقام أو الظلم بل معرفة الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة دون أي توظيف سياسي.
هل يخشى أحمد نجيب الشابي على حياته؟
أنا أعيش تحت حماية أمنية مشددة منذ أشهر، أحيانا تبلغ تلك الحراسة أعدادا مخيفة مما يجعلني أستنتج أن الخطر على حياتي قد تضاعف وأحيانا أخرى يتم تخفيف أعداد الأعوان ، لكنني في كل الحالات تحت حراسة مشددة، أعتقد أنه مثلي مثل العديد من الوجوه السياسية في تونس معرّض للإغتيال ، ووسط ذلك كله أنا إنسان مؤمن بالله وأقول لكم إني على استعداد لمواجهة كل المخاطر وأتقبل ما سيكتبه الله لي وليس دمي بأغلى من دماء شكري بلعيد ومحمد البراهمي ومئات الشهداء الذين وهبوا حياتهم من أجل تونس واستقلالها وحرية شعبها ... أتمنى إن متّ تكون بلادي موحدة القلوب تواجه المجرمين بالنجاعة المطلوبة، لا أريد لموتي أن يؤجج الأزمة في بلد ينقسم أبناؤه.
إن قدّر الله لي أن أموت وكل نفس ذائقة الموت ، في كلمة، الحكومة التي نطلب تشكيلها والتي سيكون فيها وزير داخلية مقتدر والذي نتمنى أن يكون من أهل البيت(أي من أبناء وزارة الداخلية نفسها) وان يكون وطنيا منصرفا بالكامل لخدمة الصالح العام، هذه الحكومة لن توقف بالضرورة الجريمة السياسية لكن إذا وقعت الجريمة فإن المجتمع التونسي سيمتص الصدمة مثلما تفعل المجتمعات الديمقراطية التي لها ثقة في حكوماتها ، فالأزمة الحقيقية اليوم هي أزمة ثقة ، نريد أن نواجه التضحيات القادمة ونحن واثقون من أن حكومتنا فعلت أقصى ما بوسعها لحمايتنا.
جرت اليوم محاكمة نصر الدين السهيلي(أفرج عنه لاحقا) في قضية اعتدائه على وزير الثقافة مهدي مبروك بالبيض، ما موقفكم من هذه القضية؟
والله ...مهدي مبروك كان عضو مكتب سياسي في «الحزب الديمقراطي التقدمي» لسنوات طويلة وأعرف هذا الرجل، وكنت أظن وما زلت أتمنى أن له من رحابة الصدر وسعة الثقافة بأنه لا يتتبع شخصا ألقى عليه بيضة، لو ألقى عليه حجرا أو شيئا آخر ينال من سلامته الجسدية- لو حدث هذا لا قدر الله- لكنت معه في تتبعه، لكن والحال أن نصر الدين السهيلي لجأ إلى وسيلة احتجاج معروفة ومتداولة في العالم بأسره ، أن يقف مهدي مبروك وراء تتبع شاب ألقى عليه ببيضة فأنا أستهجن ذلك ولا أصدّقه وأتمنى أن أرى مهدي مبروك يسحب القضية التي أثارها.
اعذرني في السؤال لو تعرضت أنت للإعتداء بالبيض هل كنت تقول هذا الكلام؟
المفروض أن أقول نفس هذا الكلام.
ما موقفكم من التغييرات التي قام بها الرئيس المؤقت على رأس قيادة المؤسسة العسكرية؟
ليس لي المعلومات الكافية لكن ما توفر لدينا من معطيات يجعلني أقول لكم إنها حركة عادية وليس لي شكوك حولها.
هل هناك تواصل بينكم والفريق أول متقاعد رشيد عمار؟
لا ، ليس بيننا تواصل ولم تكن بيننا صداقة شخصية، عرفته خلال وجودي في حكومة السيد محمد الغنوشي وجمعتني به علاقة طيبة.
ما موقفكم مما تردد حول مشاركة فتيات تونسيات في «جهاد النكاح» بسوريا؟
والله هذه فضيحة لم نكن نتخيلها كمعطى من الثقافة الإسلامية التي تربينا عليها، أستنكر هذه الظاهرة وأدين من يشجع عليها تحت أي شعار كان.

ما تفسيركم لسلسلة الاستقالات في «الحزب الجمهوري» وآخرها استقالة ناجي جلول الذي صرح بأنه اكتشف أن «الحزب الجمهوري» غير قادر على التجميع؟
(يحافظ على نبرة حديثه الهادئة) للمستقيل أن يقول ما يريد، كل ما أعلمه أن السيد ناجي جلول قدم ترشحه يوم 8سبتمبر لعضوية المكتب التنفيذي وجرت الانتخابات في ظرف وجيز ومن خلال صندوق شفاف.
والعملية الإنتخابية؟
الصندوق شفاف والعملية الانتخابية أكثر شفافية بمشاركة 54 وحسب الوثيقة التي بين يديّ نال السيد ناجي جلول 17 صوتا ، وعلى الرغم من المرارة التي يمكن للمرء أن يشعر بها فإنه كان علينا أن نخضع جميعنا لنتيجة الصندوق لكن ما راعني إلا وهو يعلن انسحابه وهذه ليست أول مرة ينسحب فيها أناس من «الجمهوري» بسبب اعتمادنا انتخابات شفافة لتشكيل القيادة.
كل استطلاعات الرأي تجعل «الحزب الجمهوري» وأحمد نجيب الشابي في مراتب متأخرة في صورة إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، فما سر هذا التراجع؟
أولا ما تورده استطلاعات الرأي لا يضعنا في مراتب متأخرة، ف «الحزب الجمهوري» في المرتبة الرابعة من كل الأحزاب الموجودة في كل الاستطلاعات(نداء تونس، «النهضة»، «الجبهة الشعبية» ثم «الجمهوري») وإذا اعتبرنا «الجبهة الشعبية» تكتلا لأحد عشر حزبا فمرتبة «الجمهوري» هي الثالثة ، أما أحمد نجيب الشابي فيأتي في المرتبة الرابعة أو الخامسة في استطلاعات الرأي من حيث من يفكر فيه التونسيون بشكل تلقائي كمرشح للرئاسة ولئن كنا لا نرضى لأنفسنا هذه الأرقام التي تسند إلينا فإن وضعنا ليس بالكارثي.
ثانيا استطلاعات الرأي في تونس ليست كلها صحيحة، ثالثا استطلاعات الرأي في كل دول العالم قبل شهرين من الانتخابات لا معنى لها وعموما نحن نعتمد نتائج هذه الاستطلاعات كمؤشرات تحفزنا على مزيد من الجهد وحين يأتي موعد الانتخابات ونقدم مرشحينا للتشريعية والرئاسية سنرى ما هو موقف التونسيين، والحقيقة أني لا أنظر بتشاؤم إلى المستقبل.
هل مازال أحمد نجيب الشابي معنيا بالترشح للرئاسة؟
(يضحك) نجيب الشابي هو مرشح الجميع في ما يبدو، من الأصدقاء وغيرهم، كل الناس يطرحون هذا السؤال وأظنّ أنه من الطبيعي أن أكون من بين الشخصيات المعنية بالترشح للرئاسة، على الأقل هذا ما تبرزه استطلاعات الرأي فهناك جانب من التونسيين يرون فيّ مرشحهم ولكني شخصيا لم أتخذ قراري بعد كما أن «الجمهوري» لم ينظر في الموضوع ليحدد مرشحه، وفي كل الحالات عندما نتجاوز هذه الأزمة ويصبح الاستحقاق الانتخابي واردا سننظر في الأمر ونأخذ القرارات المناسبة. أما الآن فلا مجال في تقديري للحديث عن هذا المرشح أو ذاك لأن الأولوية المطلقة هي لتحقيق التوافق للخروج من هذه الأزمة التي بدأت تطول.
ما الذي تنتظره من مشاركة المنصف المرزوقي في الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة خاصة وأنه هو صاحب مبادرة المحكمة الدستورية الدولية؟
كنت أتمنى أن يبقى في تونس في هذه الأيام الصعبة خاصة وان سفره سيستغرق خمسة أيام ولكن هو يدرك أكثر مني ما عليه أن يفعل.
ما موقفكم من زواج المال بالسياسة وبالإعلام(العياشي العجرودي، سليم الرياحي، نبيل القروي، العربي نصرة) ؟ ألا يفسد الحياة السياسية؟
بقطع النظر عن الأسماء التي ذكرتها ، لا شك أن دخول المال للحياة السياسية بهذا الحجم مدعاة للقلق وأعتقد انه من جملة المسائل التي ينبغي أن تعالج قبل الانتخابات القادمة هو تقنين العلاقة بين وسائل الإعلام والمال السياسي حتى تجري الانتخابات في مناخ سليم وتتوفر الحظوظ نفسها لمختلف المشاركين.
هل مازلت على تواصل بنبيل القروي مدير عام «نسمة»؟
أنا شخصيا لا أفسد علاقاتي، وعلاقتي بنبيل القروي وبتلفزيون «نسمة» طيبة على أساس أنها علاقة بين فاعل سياسي ومؤسسة مهنية محترمة، لا أكثر ولا أقل.
في ظرف اقل من سنة شن الصحافيون من نقابتهم إضرابين عامين فهل لديكم مخاوف على حرية الإعلام في تونس؟
بالعكس أنا مطمئن لمستقبل الإعلام في تونس لا بفضل موقف الحكومة القائمة التي تلاحق الصحفيين بشكل فظّ، بل بفضل هذه اللّحمة التي تميز الجسم الصحفي وفي نفس الوقت بما يحيط به من تعاطف فعال من قبل المجتمع المدني والقوى السياسية الديمقراطية للدفاع عن حرية التعبير وحرية الصحافة.
بالنسبة إلي وأقولها لكم بكامل الصدق حرية الصحافة بمثابة نور العينين ، دونه نعود إلى ذلك الظلام الدامس الذي عانينا منه طويلا قبل 14 جانفي و أكبر إنجاز للثورة هو حرية الإعلام وحرية التنظم وحرية التعبير.

هذا إن لم تتدخل رابطات حماية الثورة؟
فعلا، ولذلك نطالب بتنقية المناخ السياسي من العنف لأنه لا يمكن الحديث عن حياة سياسية وممارسة ديمقراطية في ظل مناخ من الخوف والترهيب والتهديد بالتصفية والجريمة السياسية ، وأنا أعتبر أن ما يقوم به الصحافيون في الإعلام المرئي والسمعي والصحافة المكتوبة والمنشطون أيضا ممن يغفل كثيرون عن دورهم حقيقة هو عمل جبار وأنتم بناة لصرح الديمقراطية في تونس ، واعتقد أن الإعلام بين أياديكم هو بين أياد أمينة وأشدّ عليها، وأنا ممن مارس النضال من اجل حرية الإعلام طيلة حياتي فموقفي هو تعبير عن شعور بالافتخار والاعتزاز كتونسي بالصحافيين التونسيين ...

أين هي جريدة «الموقف»(لسان الحزب الديمقراطي التقدمي سنوات الجمر قبل أن تحتجب بعد الثورة)؟
بفضل الانفجار الاتصالي الذي نحن عليه الآن، تبارك الله في الانترنت يمكن الإطلاع على كل ما تريد في الصحافة المكتوبة و في التلفزيونات والإذاعات تنتقل من محطة إلى أخرى، في مثل هذا الانفجار الإعلامي جريدة من نوع «الموقف» التي كانت تحمل الخبر الصحيح والرأي الحر كثرت عليها المزاحمة ، لذلك خيّرنا أن نتوقف في انتظار اتضاح مجالها كجريدة رأي ربما من نوع الأسبوعيات في أوروبا وأمريكا مثل Times و Le Point و Nouvel Observateur و Newsweek ما لم يستقر المشهد الاتصالي ويتضح أن هناك مجالا لصحيفة تتناول الأحداث بالتحليل والرأي وتكون في مستوى أن يؤمها القراء فربما كان الانتظار أفضل من المجازفة بإمكانيات مالية وجهد بشري ربما نقتصده ونصرفه في مجالات أخرى.
قرار إيقاف «الموقف» لم يكن لأسباب مالية بل كان اختيارا تحريريا إذن؟
بالنسبة إليّ كان قرارا سياسيا ، أدركت أن انفجار الوضع الإعلامي –وهو على خلاف كل الإنفجارات- انفجار محمود يجعلني الآن أوقف صدور «الموقف» إلى حين أن يتضح مجالها وأنا أعتقد أن الجرائد الحزبية الآن كلها مغمورة ولا تقوم بأي دور والشيء نفسه بالنسبة للأسبوعيات في انتظار أن تستقر الأمور ويتضح هذا المجال الممكن لجريدة رأي وتحليل.
ما زال يعترف لك بأنك مهندس إضراب 18 أكتوبر 2005 وتشكيل هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات،
هل مازال ممكنا إحياء هذه الهيئة التي جمعت الفرقاء السياسيين زمن بن علي لتساهم في حل الأزمة الراهنة؟
في الحقيقة الاضطهاد هو الذي جمعنا والمطالبة بالحرية في وجه الاستبداد هي التي جمعتنا ولكننا اغتنمنا الفرصة لإطلاق حوار حول الملامح الكبرى للمجتمع الديمقراطي الذي ننشده، والوثيقة الرئيسية ل18 أكتوبر هي التي نحتت تلك الملامح، و لا أخفي عليكم أني شعرت خلال حوارات دار الضيافة بقرطاج بأن ما ناقشناه في 18 أكتوبر وجد طريقه إلى نسخة الدستور الحالية، كل القيم والأبعاد التي اتفقنا عليها مثل حرية المعتقد وكونية حقوق الإنسان ...
وكنت أعتقد ومازلت أتمنى وبينهما فرق ومسافة أن روح 18 أكتوبر يمكن أن تؤسس لوفاق وطني، تونس حتى تستقرّ في حاجة إلى وحدة النخبة السياسية على مشروع ديمقراطي وعلى عمل اقتصادي واجتماعي يحقق إنتظارات الشباب من الثورة بخلق التشغيل في الجهات بما يخلق الثروة والرخاء ويجد الشاب العمل في موطنه وعودة الأمن ومقاومة غلاء المعيشة الذي تطور في السنوات الثلاثة الأخيرة بشكل مخيف ...
هذه الأشياء تستحق تعبئة جهود كل التونسيين وتتطلب وفاقا وطنيا و18 أكتوبر في نهجها والمبادئ التي أسستها كان يمكن ان تكون أساسا لمثل هذا الوفاق الوطني ، هل سنتغلب على الأزمة الحالية؟ هل سنصل إلى انتخابات شفافة كما نتمنى؟ هل سنتمكن من صياغة وفاق وطني في ضوء الانتخابات القادمة فنهدي لتونس ثمرة الثورة التي فجرتها؟ وهل تعيد تونس مكانها الريادي في العالم كمثال يحتذى به في كل العالم؟ العلم التونسي رفع في كل مكان ورفع الياسمين في الصين كعلامة احتجاج، هل نعيد لتونس هذه المكانة المرموقة؟ لست أدري.
علي العريض كان معكم في 18 أكتوبر 2005 فهل تغير الآن وهو رئيس حكومة؟
كان معنا ولعب دورا رئيسيا، لكنّ علي العريض لم يتغير.
لا سلبا ولا إيجابا؟
علي العريض لم يتغير لم أشعر أنه تغير، موقعه هو الذي تغير.
ما قراءتكم للحالة السورية والتهديد بالتدخل العسكري؟
أنا ضد ضرب أية دولة وأية دولة عربية على وجه التخصيص، والحمد لله أن شبح العدوان على سوريا تراجع، تعلمون أنه في بداية الثورة تعاطفت كثيرا معها وتمنيت انتصارها، أما اليوم لا يمكن أن نغفل عن أن الثورة تحولت إلى حرب أهلية بل هي حرب بالوكالة بين بعض دول الخليج وتركيا من جهة وبين إيران وحزب الله من جهة أخرى، أصبحت حربا قذرة، أمنيتي أن يساعد المنتظم الدولي الفرقاء السوريين على إيجاد مخرج سياسي توافقي يحل الأزمة تدريجيا، اعرف انه أمر صعب ولكن حتى لو كانت الغلبة للنظام السوري كما يبدو الآن فإنه لا يمكن أن يستقر لمدة طويلة وسيكون عاجزا عن استرجاع موقع سوريا إقليميا ودوليا إلا إذا أصلح النظام السياسي ومكّن المجتمع السوري من التعبير عن نفسه والمشاركة في الحياة العامة.
ماهي رسالتك في نهاية هذا الحوار؟
(يفكر ) أريد أن أقول أنني أشعر بقلق إزاء المستقبل كما لم أشعر به من قبل.
حتى في وقت بن علي؟
وقتها كنت أشعر بقرب النهاية وبداية الإنفراج، لم أتوقع سرعة الانهيار ولكني كنت واثقا أن سنة الحياة تحتّم نهايته وتجاوز تلك الحالة ولكني اليوم أشعر بالقلق وأشعر بأن المجتمع المدني بقيادة الإتحاد العام التونسي للشغل والمنظمات الوطنية الراعية للحوار قد اقترح خارطة طريق يمكن أن تخرج تونس من الأزمة وتضعها على سكة نجاح مسارها الإنتقالي وأن التصلب الذي يبديه الجناح المهيمن على حركة «النهضة» يرتهن هذه الإمكانية وبالتالي على «النهضة» أن تعي ضرورة التفاهم مع المجتمع حول حكومة ترأسها شخصية مستقلة تعيد الوحدة للتونسيين وتجنبهم مخاطر التطاحن والمواجهة والتدافع، وأقول إنه إذا كان ضروريا أن نتناقش صراحة حول الضمانات المتبادلة فلنبدأ بذلك، أما أن نضيع الفرصة تلو الفرصة فإننا نتحمل المسؤولية أمام الله وأمام الأجيال القادمة لما قد ينجم عن هذا التصلب وما يفرضه ضرورة من تصعيد مقابل.
هل لديكم مرشح مفضل لرئاسة الحكومة القادمة؟
نفكر في بعض الأسماء ولكن الافصاح عنها سابق لأوانه لأننا لسنا بصدد تشكيل الحكومة وما هو قبل الوقت ليس في الوقت.
هل مرشحكم من بين الأسماء المتداولة(راضي المدب، عبد الكريم الزبيدي، محمد الناصر، نورالدين حشاد، أحمد المستيري)؟
(يضحك ) على كل حال أنت لم تذكر كل الأسماء، مرشحنا قد يكون اسما من بين هذه ممّن ذكرت وممن لم تذكر ...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.