الشكندالي: "القطاع الخاص هو السبيل الوحيد لخلق الثروة في تونس"    أجور لا تتجاوز 20 دينارًا: واقع العملات الفلاحيات في تونس    عشر مؤسسات تونسية متخصصة في تكنولوجيا المعلومات ستشارك في صالون "جيتكس أوروبا" في برلين    تونس.. زيادة في عدد السياح وعائدات القطاع بنسبة 8 بالمائة    الليلة: أمطار رعدية بهذه المناطق..    توزر: إمضاء اتفاقية بين ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية لتحسين إنتاجية وجودة المنتجات الحيوانية    نقابة الصحفيين تندد بحملة تحريض ضد زهير الجيس بعد استضافته لسهام بن سدرين    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    القيروان: انتشال جثة طفل جازف بالسباحة في بحيرة جبلية    تعاون ثقافي بين تونس قطر: "ماسح الأحذية" في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج    مدنين: مهرجان فرحات يامون للمسرح ينطلق في دورته 31 الجديدة في عرس للفنون    معرض تونس الدولي للكتاب يختتم فعالياته بندوات وتوقيعات وإصدارات جديدة    عاجل/ تسجيل إصابات بالطاعون لدى الحيوانات..    أسعار الغذاء تسجّل ارتفاعا عالميا.. #خبر_عاجل    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري بالكامل دون تسجيل أضرار بشرية    النادي الصفاقسي: 7 غيابات في مباراة الترجي    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    عاجل/ في بيان رسمي لبنان تحذر حماس..    عاجل/ سوريا: الغارات الاسرائيلية تطال القصر الرئاسي    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    في مظاهرة أمام منزله.. دروز إسرائيل يتهمون نتنياهو ب"الخيانة"    جندوبة: سكان منطقة التوايتية عبد الجبار يستغيثون    الإفريقي: الزمزمي يغيب واليفرني يعود لحراسة المرمى ضد النادي البنزرتي    عاجل : ما تحيّنش مطلبك قبل 15 ماي؟ تنسى الحصول على مقسم فرديّ معدّ للسكن!    عاجل/ قضية التسفير..تطورات جديدة…    استقرار نسبة الفائدة في السوق النقدية عند 7.5 %..    البرلمان : مقترح لتنقيح وإتمام فصلين من قانون آداء الخدمة الوطنية    الرابطة المحترفة الاولى: صافرة مغربية لمباراة الملعب التونسي والاتحاد المنستيري    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    إلى الأمهات الجدد... إليكِ أبرز أسباب بكاء الرضيع    ارتفاع تكلفة الترفيه للتونسيين بنسبة 30%    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    في سابقة خطيرة/ ينتحلون صفة أمنيين ويقومون بعملية سرقة..وهذه التفاصيل..    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    عاجل/ هلاك ستيني في حريق بمنزل..    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    سعر ''بلاطو العظم'' بين 6000 و 7000 مليم    سقوط طائرة هليكوبتر في المياه ونجاة ركابها بأعجوبة    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي بالفوز 3-1 على بودو/جليمت    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمود البارودي ل «التونسية»: سياسة حافة الهاوية قد تقود ««النهضة»» إلى الهاوية
نشر في التونسية يوم 02 - 10 - 2013


سنعود إلى «التأسيسي» عندما تستقيل الحكومة
«النهضة» تريد إفراغ خارطة الطريق من محتواها
المجلس التأسيسي جزء من المشكل وإذا لم يتغير شيء لا انتخابات قبل 2015
التونسية (تونس)
ضيف حوار اليوم هو أحد نواب المجلس الوطني التأسيسي المنسحبين , وقيادي بحزب التحالف الديمقراطي .
هو محمود البارودي الذي انتمى بين 2001 و2005 إلى حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» ثم التحق ب «الحزب الديمقراطي التقدمي» الذي انتخب على قائماته اثناء انتخابات المجلس التأسيسي في دائرة نابل 2, وفي نوفمبر 2012 ساهم البارودي والتيار الإصلاحي في تأسيس التحالف الديمقراطي بعد اندماجهم مع «حزب الإصلاح والتنمية» وعدد من المستقلين.
البارودي أكد خلال هذا الحوار ان «الترويكا» الحاكمة هي المسؤول الاول عن الازمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ...
وعارض فكرة تولي «لطفي بن جدو» وزير الداخلية منصب رئاسة الحكومة التي قد تخلف الحكومة الحالية وذلك على خلفية الاخفاقات الامنية في عهده واهمها اغتيال الشهيد «محمد البراهمي» مبديا مساندته المطلقة للتحركات الاحتجاجية التي دعا اليها الاتحاد العام التونسي للشغل مشترطا استقالة الحكومة الحالية للعودة الى المجلس التأسيسي.
ماهي الاسباب الحقيقية التي تقف وراء تأزم الوضع بتونس , ومن المسؤول خاصة أن كل طرف يلقي بالكرة في ميدان الاخر؟
الأزمة الحالية سببها الأساسي الأغلبية الحاكمة بطبيعة الحال لانها لم تكن قادرة على توفير الظروف والشروط الموضوعية للخروج من الأزمة ولتأمين المسار الانتقالي, حسب رأيي هناك عديد المشاكل الاجتماعية والاقتصادية خاصة الامنية أجهزت على الحكومة مما تسبب في تعميق الازمة السياسية خاصة بعد اغتيال الشهيد «محمد البراهمي».
فقد كنا نرى بوادر فشل هذه الحكومة منذ انطلاقتها لانها كانت قائمة على اساس محاصصة حزبية وتأسست وفق نفس السيناريو الذي شكلت به حكومة «حمادي الجبالي» اذن لم يتغير اي شيء وكل المسائل التي تحدثنا عنها ونددنا بها قبل وبعد اغتيال الشهيد «شكري بلعيد» لم ينجز منها اي شيء. فقد طالبنا بتحييد المساجد والادارة وايقاف الجماعات التي تمارس العنف وحل رابطات حماية الثورة واقترحنا انتهاج سياسة امنية واضحة وتشكيل مجلس امن قومي لكن للاسف عند تكوين الحكومة لم ياخذوا بعين الاعتبار هذه المقترحات وسارت حكومة العريض على منوال سابقتها وبنفس الروح ,وبالتالي فهي ستسقط لان حكومة الجبالي سقطت ولذلك فان الحكومة الحالية آيلة للسقوط لان عملية تشكيلها كانت تماثل بشكل كبير تشكيل حكومة الجبالي .
خرجت مسيرات في اغلب المناطق تلبية لدعوة الاتحاد العام التونسي للشغل تنادي باستقالة الحكومة , هل ترى ان الشارع هو الذي سيحسم المعركة السياسية؟
للشارع دوره في هذه المرحلة على غرار الطبقات السياسية ومكونات المجتمع المدني والمواطن العادي ايضا له دوره في اطار محاولات تطبيق خارطة الطريق.
فالمناورة التي تقوم بها حركة «النهضة» من خلال قبولها بخارطة الطريق ورفضها مبدا استقالة الحكومة هدفها افراغ الخارطة من محتواها,لذلك فالشارع يمثل عاملا اساسيا للضغط على الاغلبية الحاكمة من اجل القبول بالخارطة,وبطبيعة الحال الاعتصام والتظاهر السلمي والمدني هوجزء من الممارسة الديمقراطية وهوالذي سيمكننا من دفع الاغلبية الحاكمة للقبول بخارطة الطريق .
انتقد مسؤولون من حركة «النهضة» وبعض الصفحات الموالية لها مشاركة اياد الدهماني في مظاهرة بولاية سليانة وهو انتقاد اعتبره الكثيرون شيطنة لنواب التأسيسي المنسحبين ؟
لا يمكن ان نمنع احد من المشاركة في المظاهرات السلمية فانا مثلا شاركت في مظاهرة بولاية صفاقس حضرها ما يقارب 30 او40 الف مواطن, وفي الحقيقة هذا شيء ايجابي عندما ترى المتظاهرين يعطون مثالا في التظاهر السلمي واستغل الفرصة لتحية اهالي صفاقس لاننا وجدنا ترحابا كبيرا.
نحن ندعم مبادرة اتحاد الشغل وليس هناك مبرر للتشكيك في وطنية النواب المنسحبين عندما يشاركون في مسيرات ويجب ان نلتزم بالتظاهر السلمي والابتعاد عن العنف وهي اهم مبادئ الديمقراطية .
بماذا تفسر مثل هذا التجاوب الجماهيري لنداءات اتحاد الشغل وجبهة الانقاذ والنواب المنسحبين؟
نداء الواجب هو من دفع بالمواطنين الى النزول الى الشوارع تحت شعار «تونس فوق كل اعتبار» لان «التوانسة» متخوفون حقيقة على مستقبل ابنائهم .
ما هو مصدر هذه المخاوف؟
بطبيعة الحال هم متخوفون على قوت ابنائهم بسبب تدهور المقدرة الشرائية على خلفية الازمة الاقتصادية التي ترزح تحتها البلاد والوضع بصفة عامة اضافة الى التخوف على مستقبل تونس,ويتساءلون هل ستبقى تونس تلك الدولة المدنية الديمقراطية ؟ التوانسة متخوفون من ارجاعهم الى مربع الخوف والترهيب باسم الدين...
لكن لا يجب ان نخاف ف «بن علي» كان يرهب «التوانسة» بمنطق الارهاب ومحاربة الارهاب واليوم يقع اعتماد نفس المنطق,ولكن باسم الدين نريد ان نرهب خصومنا السياسيين,وهي معادلة خاطئة وعلى من يمسك بزمام السلطة ان يدرك ان تونس تحررت من الخوف والرعب, وتسعى لبناء الديمقراطية,وبالتالي فكل المحاولات لاجهاض هذه المسيرة سيكون مآلها الفشل و«هذاك علاش التوانسة» لبوا نداء الواجب دفاعا عن مصلحة تونس دون غيرها ولا ينضوون تحت لواء اي حزب...
أنصار «النهضة» والحكومة يحمّلون الاتحاد مسؤولية الازمة الحالية التي تتخبط فيها البلاد , مرددين «الاتحاد هلك البلاد» هل تؤيد هذا الكلام؟
لا اعتقد ذلك لان اتحاد الشغل جزء من الحل وليس جزء من الازمة وكل من حاول اخراج الاتحاد من الخارطة السياسية ومن الواقع السياسي باءت محاولاته بالفشل,وكلنا نعرف انه كلما كان الاتحاد قويا كانت بلادنا في الطريق الصحيح لانه يمثل جزءا كبيرا وهاما من نبض الشارع وبالتالي فان دوره كبير وحساس من اجل مصلحة البلاد وهذا ما نتمناه وكل من يحاول تهميش دور الاتحاد سيفشل...من يريد ان يهمش الاتحاد سيكون هو الخاسر لان الاتحاد عنصر من عناصر البناء الديمقراطي .
قيادات «النهضة» اتهمت الاتحاد بعدم الحياد وبأنه لا يقف على نفس المسافة من القوى السياسية؟
لا اريد الدخول في هذه المسائل لان كل الحكومات التي اتت بعد الثورة كانت تتهم الاتحاد بعرقلة المسار الديمقراطي والانتقالي وبالتالي فان حركة «النهضة» لم تخرج من هذا المنوال بل صعدت مع الاتحاد في بعض الاوقات وجميعنا يذكر كيف هوجم الاتحاد في 4 ديسمبر واحداث العنف,وبالتالي فهي سياسة ممنهجة لاضعاف الاتحاد وقسم ظهره ومحاولة لفرض نمط معين عليه لادخاله في منظومة الحكم .
هل يمكن اعتبار الاتحاد شوكة في خاصرة حكومات الثورة ؟
بطبيعة الحال لان دور الاتحاد تعديلي في الساحة السياسية وهذا شيء ايجابي ان تكون هناك مؤسسة قوية ومجتمع مدني ممثل في الاتحاد وان يكون له دور تعديلي في هذه المرحلة الانتقالية في الوقت الذي نحن فيه بصدد بناء مؤسسات الدولة الحديثة وبالتالي فالاتحاد له دور كبير , لذلك فكل الاطراف التي تحاول السيطرة على مفاصل الدولة وبناء مؤسسات لا ديمقراطية وتكون على مقاس طرف ما فانها ستجد الاتحاد يعطل هذا المسار لذلك تحاول اضعافه الى ابعد درجة.
بماذا تفسر تأخر حركة «النهضة» في الإمضاء على خارطة الطريق ؟
هناك العديد من الاسباب الموضوعية والنفسية. فسقوط منظومة الاخوان المسلمين في مصر يجعل حركة «النهضة» متمسكة بحكومة «علي العريض» وكأنها هي الملاذ. ف «النهضة» تعتقد ان المطالبة باستقالتها محاولة للانقلاب وهي ليست كذلك وانما ممارسة شرعية وشعبية لاسقاط الحكومة وتعويضها بأخرى قادرة على انجاح المسار الانتقالي وايصال البلاد الى انتخابات وبالتالي تمسك «النهضة» له العديد من الابعاد.
هناك من قال ان هذه الحكومة تخشى المحاسبة؟
بطبيعة الحال فان كل شخص كان في الحكم أو في المعارضة معرض الى المساءلة والمحاسبة,فالحكم ليس حصانة في حد ذاته لاي طرف,وكل من يعتقد ان الحكم سيكون حصانة لممارسة ما يريد فهو مخطئ, اذن كل تونسي معرض للمحاسبة خاصة اذا كان مسؤولا ومنتخبا ويكون شرعيا كما يدعون .
واعتقد ان المصالحة الشاملة واردة بين التونسيين بخصوص الحقبة الفارطة والحالية للخروج من الازمة التي تتخبط فيها بلادنا .
بعض وسائل الاعلام تحدثت عن وجود تجاذبات سياسية داخل حزبكم وتعدد التيارات؟
لا وجود لتيارات وانما تيار واحد...لنا آراء قريبة من بعضها فيمكن ان نختلف في التفاصيل وفي بعض المسائل المتعلقة بتسيير الحزب لكن جميع الخطوط العريضة متفق عليها .
اكدت بعض الاطراف ان حزبكم اراد الاصطفاف وراء «النهضة» لاقتسام ما اسموه كعكة الحكم ؟
لا بل بالعكس فنحن يقع اتهامنا بالاصطفاف وراء كل الاحزاب مثلا وراء «الجبهة الشعبية» عند اصدار بيان مشترك معها, ونتهم باننا قريبون من «نداء تونس» عندما نلتقي بالباجي قائد السبسي ثم نتهم أننا ندافع عن حركة «النهضة»...
وفي الحقيقة هذه نقطة قوتنا فنحن قريبون من كل التونسيين ولا نفرق بينهم على اساس الانتماء الايديولوجي او الحزبي...حزبنا يريد ان يشبه التونسيين كما هم ويحبذ ان يفكر مثلما يفكر التونسيون .
توجه لكم انتم كنواب منسحبين تهمة محاولة ادخال البلبلة والقلاقل في البلاد وبدفع الاتحاد الى ارباك الاوضاع؟
هذا غير صحيح لان النواب المنسحبين يمارسون دورهم بطريقة اخرى وهو اصعب واصدق من سابقه الذي كان داخل المجلس التأسيسي وهذا هو المهم. فعندما ترى النواب المنسحبين يعتصمون أمام «التأسيسي» وفي الساحات بعيدا عن المكاتب المرفهة وملتحمين بالمواطنين يكسبون المصداقية و«هذا هوالي بيه الفايدة والاهم في الوضع الراهن»,صحيح يمكن ان نختلف في بعض الاشياء لكن المهم هو الدفاع عن المبدإ ( الحرية,حقوق الانسان,الديمقراطية...) في الساحات لتلبية نداء الواجب في كل الولايات للخروج من الازمة
السياسية عبر بوابة مبادرة اتحاد الشغل...
«التحالف الديمقراطي» له دور كبير خاصة في مسألة خارطة الطريق ومبادرة الاتحاد وكنا من الاوائل الذين قدموا مبادرات تشبه الى حد كبير مبادرة الاتحاد بنسبة 90 بالمائة ونفس الشيء بالنسبة لخارطة الطريق...فنحن لا نحاول السيطرة على الاتحاد بل نقدم تصورات عملية دقيقة لاخراج البلاد من الازمة الراهنة .
أين وصلتم في مسألة العودة الى المجلس التأسيسي؟
هذه المسالة واضحة عندما تعلن الحكومة عن استقالتها والدخول في حوار وطني نعود الى المجلس الوطني التأسيسي...فلا مجال للعودة الى «التأسيسي» ما لم ينطلق الحوار الوطني وهي مرتبطة باستقالة الحكومة وانطلاق الحوار الوطني .
ماهي حقيقة التهديدات بالقتل التي تلقيتها في الآونة الاخيرة؟
التهديدات ليست بجديدة واصبحنا نتعايش معها,فهي تكاد تكون شبه يومية على صفحات الفايسبوك وفي بعض الاوقات بأشكال اخرى... «التهديدات ستانسنا بيها»...
هل تقدمت بمطلب الى السلط المعنية لتوفير الحراسة لك؟
توجهنا بمطالب الى وزير الداخلية ورئيس الجمهورية الا ان بن جدو لم يجب على المراسلة لا بالرفض ولا بالقبول مع العلم ان رئاسة الجمهورية حولت المراسلة اليه,في حين ان رئاسة الحكومة وفرت لي الحراسة لمدة 10 ايام فقط ... ( يستغرب ) كان عليه ان يرسل ولو خطابا مطمئنا,لكنه تعامل مع المطلب كما لو أنه لم يوجه إليه ابدا... «وكيلنا ربّي وماناش معملين عليهم»...حقيقة شيء يؤلم...
صحيح نختلف في مسائل معينة على غرار الوثيقة المسربة التي اعقبتها تصريحاته ( اي بن جدو) المتضاربة لكن من غير المقبول ان ينعكس الخلاف السياسي على عمله, وهذا ما حصل مع البراهمي...نحن نقول له انه ليس استهدافا لشخصك وانما بغية اصلاح المنظومة الامنية ...اردنا ان نحيط الرأي العام علما اننا توجهنا لهم بطلب حتى لا يقولون فيما بعد انه لا علم لهم .
كيف تفسر هذا ؟
هناك سوء تقدير يصل الى الاهمال وهذا ما حصل مع البراهمي كما لا اتصور ان وزير الداخلية اومدير الامن العمومي اومدير المصالح المختصة متواطئون في جريمة اغتيال البراهمي...لست مقتنعا بمسألة الامن الموازي .
كيف تفسر الاستهداف المتواصل للقوات والمقرات الامنية كان آخرها العثور على مخطط لتفجير مؤسسات تابعة للدولة منها وزارة الداخلية بحوزة هارب من العدالة ؟
من يريد ارباك البلاد يحاول ادخال البلبلة في صفوف المنظومة الامنية, وهذا يندرج في اطار تصفية الحسابات بين اطراف متداخلة,ومع الاسف هناك اطراف تتحرك وتريد ادخال البلبلة في البلاد من كل الاطياف حتى الاجنبية .
لكن الأجانب المقبوض عليهم مارقون عن القانون ولا يمثلون دولهم بل انفسهم فقط؟
بطبيعة الحال...فانا لم اقل ان هناك منظومة او استخبارات تحرك هؤلاء وانما هي اطراف ارهابية تتسلل الى تونس من البلدان المجاورة في اطار الجريمة المنظمة وتحاول ارباك المنظومة الامنية حتى تصبح الارضية مهيئة لتحقيق اهدافهم .
ولذلك فأنا ارفض استهداف الامنيين والاعلاميين والفنانين ونشطاء المجتمع المدني,ولابد من القبول بمبدإ التعايش المشترك. فمشكلتنا اليوم اننا نعيش وفق توازن ضعيف فلا المعارضة قادرة على اسقاط الحكومة ولا الحكومة قادرة على الاشتغال وهي في الحكم بسبب ضعف ووهن الاحزاب السياسية بصفة عامة وستأخذ هذه المسألة حيزا زمنيا لا باس به حتى نعود الى حالة التوازن والاستقرار,لان كل الثورات مرت بهذه المراحل .
وهناك تجاذب وصراع حقيقي داخل المؤسسة الامنية مما يؤثر على عملها...نريد امنا جمهوريا وعلى «بن جدّو» ان يترفع عن التجاذبات السياسية ويحاول ان يحل المسائل العالقة داخل اروقة الوزارة ولا يخرج بها الى العلن ولا يجب ان تبلغ مسامع السياسيين, لان التجاذب الحاصل سيؤثر على الوضع الامني وسيربك المسار الانتقالي والعمل السياسي ...فإرباك المؤسسة الامنية يقابلها وضع اقتصادي صعب اضف الى ذلك التجاذب السياسي والخاسر الوحيد هو تونس.
اما اقتصاديا فلا بدّ من الخروج من الازمة باقتراح حلول عملية ودقيقة وسريعة عن طريق ادخال جرعات من الاصلاحات لانعاش الاقتصاد .
هل تعتقد ان الحل يكمن في اطلاق سراح رجال الاعمال المغضوب عليهم والسماح لهم بالسفر؟
هو جزء من الحل,فنحن مع تسوية ملفات من لم يثبت تورطه للعودة الى النشاط في المجال الاقتصادي وبالتالي يجب ان يكون الملف الاقتصادي بعيدا عن التجاذب السياسي حتى نستطيع التقدم .
هناك عدد من الاحزاب والمنظمات رشحت لطفي بن جدو لتولي رئاسة الحكومة القادمة , ماذا عنكم؟
لقد سمعت بهذا الخبر,ولم افهم ابعاده والحال ان مشكلتنا الحقيقية هي الامن, اضف الى ذلك الوثائق المسربة,لا بد ان يتحمل مسؤوليته اوعلى الاقل يستقيل ... «موش نرقيه يولي رئيس حكومة», وكاننا نخترع تقاليد جديدة في الديمقراطية وهي بدعة تونسية وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار,فعليه تحمل جزء من المسؤولية...
صحيح ان الوضع الامني تحسن ولكن حادثة اغتيال البراهمي اسقطت كل ما قمنا به لتحسين الوضع الامني في بلادنا الدعوة الى ترقية بن جدو الى رئاسة الحكومة كما قلت هي بدعة تونسية في الديمقراطية.
الكثيرون اعتبروا ان العريض هو الصندوق الأسود لمرحلة ما بعد 23 اكتوبر؟
مع الاسف هذه هي السياسة المعتمدة من قبل «النهضة»... فأيام كان «العريض» وزيرا للداخلية اغتيل بلعيد وعندما كان رئيسا للحكومة اغتيل البراهمي وهذا يمكن ان يقع لاي رئيس حكومة غير منتم لحركة «النهضة» وهذا لا يمنع ان العريض يتحمل مسؤولية سياسية كبيرة في عمليتي الاغتيال الناتجتين عن كيفية التعاطي مع الملف الامني.
ففي الوقت الذي كانت فيه المعارضة تتحدث عن جماعات ارهابية تتدرب في جبل الشعانبي كانوا يجيبون بانهم يمارسون الرياضة وعندما تحدثنا عن حادثة السفارة الامريكية وانعكاساتها السلبية كانوا يقولون انها حادثة عرضية ولا قيمة لها, وكان عليه ( اي العريض ) ان ياخذ بعين الاعتبار كل هذه المسائل فلا يهم ان كان صندوقا اسود أو ابيض...
هل ترون أن المرزوقي تدخل في الشأن المصري وفي ما لا يعنيه عندما دعا في الأمم المتحدة الى إطلاق سراح الرئيس المعزول محمد مرسي؟
لا أتصور ان المرزوقي تدخل في ما لا يعنيه وهو لم يتدخل في الشأن المصري لان المرزوقي لم يتحدث كرئيس جمهورية ( وانا لا ادافع عنه) وانما كحقوقي ونحن كحقوقيين قبل ان نكون في مناصب سياسية ندافع عن حقوق الانسان ونندد بما نراه منافيا لها...
هل هناك مجال لاستئناف الحوار في ظل التجاذبات السياسية الطاحنة؟
الحوار الوطني مطروح ولكن لا بد من القبول بشروطه التي تعني القبول بخارطة الطريق ومبادرة اتحاد الشغل, وتعنت حركة «النهضة» التي لا تقدم تنازلات الا عندما ترى نفسها معزولة عن الساحة السياسية والشارع سياسة خاطئة وهي سياسة حافة الهاوية اذ يمكن ان يأتي وقت على حركة «النهضة» لا تجد فيه فرصة لتقديم التنازلات لانها تضيع الوقت على البلاد والعباد وتخسر كل شيء وبالتالي اطالبها من جديد بقبول خارطة الطريق قبل نهاية الاسبوع لان الأمور ستتطور .
اشترطت «النهضة» تشكيل حكومة مستقلة لكن بعد الاطمئنان على المسار الانتقالي بكتابة دستور , ما تعليقكم؟
المجلس التأسيسي جزء من المشكل فلا يمكن تحديد موعد للانتخابات والحال ان المحكمة الادارية رفضت الاعتراف باعضاء الهيئة المستقلة للانتخابات وتركيبتها وهي تتطلب 3 اشهر اضافية لتشكيلها ,اذن من سيحدد موعد الانتخابات؟ اننا لا نمتلك اي شيء اليوم ... اذا انطلق الحوار الوطني في ظل الظروف الراهنة وتعنت حركة «النهضة» لن تكون هناك انتخابات قبل 2015 وستحل كارثة بالبلاد من كل النواحي...
وبالتالي حركة «النهضة» تضيع الوقت على البلاد وعلى العباد فلا يمكن استكمال الدستور دون توافقات سياسية,كيف ستقع المصادقة على الدستور وثلث اعضاء التأسيسي خارجه؟هل سيكون هذا الدستور لكل التونسيين؟ لا بالطبع وانما سيكون مرفوضا من جزء كبير وهام من التوانسة... نعيش حالة من التعنت الكبير ويجب الدخول في الحوار من اجل استكمال كل هذه المراحل .
كنت قد شبهت «التأسيسي» ببرلمان بن علي , علام ارتكزت في هذا التوصيف؟
نعم , لأن الطريقة التي يشتغل بها «التأسيسي» هي اغلبية واحزاب ديكور,ما الذي تغير في ظل عدم وجود المعارضة داخل «التأسيسي» فاليوم لدينا اغلبية حاكمة واحزاب ديكور وهذا نفس المنوال الذي كان ينتهجه بن علي,نجد اغلبية يصوتون على ما يريدون ويمررون القوانين التي يحبذونها باغلبية 90 بالمائة...هذا «شيء يحشّم» عندما تجد كل هذا بعد الثورة ...
هل حقا يعتقدون ( اي الاغلبية ) اننا قمنا بثورة؟...الانتخابات افرزت اغلبية حاكمة واحزاب ديكور ...
وبالتالي فنقطة ضعف اي نظام هي نقطة سقوطه,فبن علي كان يعتقد ليلة سقوطه أنه باستطاعته السيطرة على الاجهزة الامنية عن طريق برلمانه وحكومته , اذا لم يستمعوا ( اي الترويكا ) للتوانسة فان لحظة سقوطهم ستأتي مباغتة .
رسالتك الى من يحكم اليوم ؟
ستنهارون في اي وقت وسياسة حافة الهاوية التي تعتمدونها ستقود حركة «النهضة» الى الهاوية قبل اي طرف آخر... يجب عليكم تقديم التنازلات في الوقت المناسب وليس آخر لحظة لان بن علي عندما قدم التنازلات واقال الحكومة كان الوقت قد انتهى وحسم الامر وبالتالي «ان شاء الله متتعاودلكمش نفس الحكاية هذي»...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.