قال "الصادق العامري" كاتب الدولة لدى وزير التجهيز والبيئة ل"التونسية" انه من المهم إعداد لجنة للتوقي من الكوارث ولكن ما ينقصنا هو كيف نستعد للكوارث وماهي الكوارث التي يجب ان نستعد لها ،وهو ما سيمكننا من الحدّ من وقعها . وقال ان البنك العالمي قام بدراسة كشفت عن التغيرات المناخية الموجودة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأكدّ انه أصبحت هناك ولأول مرة معلومات موثقة عن هذه التغيرات،وكشفت ان تواتر الأمطار الغزيرة والجفاف إرتفع في السنوات الأخيرة وهو ما يجبرنا على البحث عن وسائل لمجابهتها. وقال ان اغلب التقارير تشير الى ان أوروبا ستشهد خلال هذه السنة أمطار وفيضانات لم تشهدها منذ 100 سنة . وحول كيفية التوقي من الفيضانات خاصة وان فصل الشتاء على الأبواب قال "العامري" ان استعدادات وزارة التجهيز والبيئة إنطلقت منذ الصائفة وذلك بجهر الأودية ومجاري المياه ،وأكدّ ان عملية الجهر يقوم بها كلا من الديوان الوطني للتطهير وإدارة المياه العمرانية ... وأضاف اننا لا نتمنى حصول أمطار غزيرة كالتي هطلت في الفترة السابقة ولكن تواتر الأمطار والجفاف بات يؤثر على الإقتصاد والفلاحة وهو واقع جديد لا بد ان نستعد له ونتعامل معه. وقال لم نعد نتحدث عن تغيرات مناخية ستحدث في 2050 و2030 بل تغيرات نعيشها في السنوات الحالية والقادمة. وكشف ان هناك صعوبات في التصرف في المياه وبالأخص في تونس العاصمة وقال انّ السبب الرئيسي يعود الى إلقاء الفضلات في قنوات تصريف المياه ،وقال انّ البناء الفوضوي ساهم بقسط كبير في إنسداد بالوعات تصريف المياه ،هذا الى جانب نفايات الردم التي تفاقمت بعد الثورة. وقال ان وزارة التجهيز بصدد الإعداد لمشروع لحماية تونس الكبرى من الفيضانات وستنطلق الحماية خارج مدينة تونس لأن المياه التي تحيط بالعاصمة تتسرب الى المناطق العمرانية . وكشف انه من المنتظر ان يكون هذا المشروع جاهزا بعد سنتين وهو بتمويل ياباني . وأكدّ ان وجود وزارتي البيئة والتجهيز معا في هذا الظرف سهل كثيرا عملية التنسيق. وقال "العامري" انه للتوقي من الثلوج التي شهدناها منذ سنتين في الشمال الغربي فقد إقتنت وزارة التجهيز تجهيزات ضخمة ككاسحات الثلوج وهذه التجهيزات تم توزيعها على ولايات الشمال الغربي واضاف "لقد جهزنا أنفسنا ونأمل التصدي لمثل هذه الكوارث". وحول ظاهرة إنتشار الفضلات قال "العامري" ان جمع الفضلات مسؤولية البلديات وكذلك الشركات الخاصة التي تشتغل مع البلديات . وأكد ان وزارة التجهيز والبيئة لا يمكنها التدخل على مستوى جمع الفضلات ولكنها قامت بصفقة هامة بمبلغ يقدر ب 4 مليون دينار وذلك لرفع نفايات الهدم والبناء. وقال ان الحملات التوعوية تعتبر حاليا غير كافية ،مؤكدا ان ظاهرة النفايات لن تحل بالإعتماد على البلديات فقط بل المطلوب اليوم هو وعي المواطنين ويكون ذلك بإخراج الفضلات في وقتها ،ويجب ان تكون في أكياس مغلقة وهكذا سنحد من إنتشار الأوساخ ،وأكد ان برنامج "حومتي طيارة" والذي إنطلق في بعض الأحياء النموذجية بالتنسيق مع وكالة التصرف في النفايات يندرج في إطار الشراكة بين البلدية والمواطن وهو ما سيخلق تنافسا بين الأحياء . وأكد انه سيتم أيضا العمل مع المدارس لتنمية الوعي البيئي. بسمة الواعر بركات