التونسية (تونس) يحتفل التونسيون هذا العام بعيد الأضحى في ظروف استثنائية ذلك أن التضخم بلغ أرقاما قاسية أثقلت كاهل المواطن وجعلت الأسعار تحلق عاليا غير مبالية بجيب أنهك واستنفد كل الحلول للصمود أمام متطلبات العيش الكريم. كل هذا لم يمنع السواد الأعظم من التونسيين من شراء الأضاحي إما بشراكة بين بعض الجيران أو الأشقاء أو فرادى كالعادة. لكن المصاريف لا تتوقف عند شراء الخروف بل ينطلق مارطون آخر من النفقات بمجرد حلول «الضيف» بالمنزل. وعلاوة على العلف المكلف بالنسبة لبعض الأسر التي تمكنت من شراء الخروف قبل العيد بأسبوع أو أكثر ولوازم الأكلات التقليدية والشواء يتجند أغلب المواطنين لتغطية مصاريف الذبح وخصوصا ضمان خدمات أحد الجزارين يوم العيد. ذلك ان خدمات الجزار تصبح أمام العيد عملة نادرة ويستغل بعض القصابين حاجة المواطنين الملحة إلى خدماتهم ليرفعوا في أسعار الذبح وتقطيع الأضحية لا سيما في الأحياء الراقية بالعاصمة. انتشار نقاط الذبح أكد الصادق الحلواني رئيس غرفة القصابين أن القيمة المادية لذبح الخروف تعادل سعر الكيلوغرام الواحد من اللحم بما معناه أنها تتراوح بين 20 و25 دينارا وبين أن هذه التسعيرة متفق عليها منذ سنة 1970. وأضاف محدثنا أن سعر ذبح العجول الصغيرة يبلغ 100 دينار في حين ترتفع التسعيرة إلى 150 دينارا بالنسبة للعجول كبيرة الحجم. و بين رئيس غرفة القصابين أنه سيتم هذا العام تركيز العديد من نقاط الذبح إما في المذابح البلدية أو بمحلات الجزارة. ولم ينف محدثنا امتعاضه من بعض الدخلاء الذين يستغلون العيد ويركزون بعض نقاط الذبح العشوائية في الشوارع أو حتى الساحات وأكد أن السبب في انتشار هذه الظاهرة هو المواطن الذي يقبل خدمات هؤلاء. و في نفس السياق أكد محدثنا أن قطاع الجزارة يشهد ركودا نسبيا هذه الفترة نظرا لتدني القدرة الشرائية للمواطن وبين أن العديد من القصابين اقفلوا محلاتهم خاصة في العاصمة نتيجة الغلاء وقلة الإقبال على اللحوم الحمراء. وقال إن الفلاح والقصاب يعانيان من غلاء العلف حيث تبلغ كلفة الخروف في اليوم دينارا واحدا في حين تبلغ كلفة العجل 7 دنانير. و أضاف محدثنا أن غرفة القصابين ستعقد جلسة إصلاح هيكلي مع السلط المعنية وانه سيتم في هذه الجلسة بحث إمكانية تخفيض سعر الأعلاف وتأهيل المسالخ التي أصبح أغلبها متسخا ومهمشا. وأكد على ضرورة تنظيم قطاع القصابين ببعث هيكل يسند شهائد مهنية لتطهير القطاع من الدخلاء. «كراس» مواعيد أكد «معز» أحد القصابين بولاية أريانة أن حرفاءه يطلبون منه موافاتهم إلى منازلهم يوم العيد لذبح الخرفان وأكد انه دأب على تدوين طلبات حرفائه في كراس حتى لا ينسى أحدا منهم وبين أن عمليات الذبح تنطلق بعد صلاة العيد مباشرة وان عمله يمكن ان يتواصل إلى الساعة الثانية بعد الظهر وأنه يتنقل من منزل إلى آخر صحبة «الصانع». وأكد محدثنا انه يذبح قرابة 30 خروفا يوم العيد بأسعار مختلفة تتراوح بين 20 دينارا «للزوالي» و50 دينارا في الأحياء الراقية. وأضاف أنه يتنقل بواسطة دراجة نارية تجر خلفها عربة يجمع فيها الجلود والأحشاء أو رؤوس الخرفان وأرجلها التي لا يرغب فيها أصحابها. وأكد «معز انه يحرص على نظافة معدات الذبح من سكاكين و«مبرد» ويغسلها بعد كل عملية ذبح بالإضافة إلى حرصه على نظافة مكان الذبح والسلخ. في ثاني أيام العيد يفتح محدثنا محله ل «تكسير» الأضاحي وأكد أن هذه العملية تتطلب جهدا كبيرا يدوم كامل اليوم وبين أن سعر «تكسير» الخروف يتراوح بين 15 دينارا و25 دينارا حسب حجم الخروف. بالإضافة إلى رحي اللحم وصنع «المرقاز». مهنة العيد بعد ذبح الأضاحي يتجمع العديد من الشباب في بطحاء الحي أو على قارعة الطريق ويشعلون النار أو يضعون أمامهم قارورة غاز و«شاليمو» إيذانا بانطلاق «موسم تشوشيط» رؤوس الخرفان وقوائمها.أكوام من الحطب توضع على قارعة الطريق يتخذها الشبان مصدر ربح للأموال سيما ان سعر «تشوشيط» الرأس الواحد وأربعة قوائم هو 3 دنانير وخمسمائة مليم فما بالك بأغلب رؤوس أضاحي الحي؟. وهكذا وبعملية حسابية بسيطة يتضح ان الكلفة الدنيا لمصاريف «علوش» العيد تبلغ قرابة 500 دينار لا بد لرب العائلة أن يوفرها سيما وإن كان أبا لأطفال لن يقتنعوا بضيق ذات اليد ولن يتفهموا غلاء الأسعار. من جانبه أفادنا سليم سعد الله نائب رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك أن المنظمة ستحاول توعية المستهلك في العيد من خلال إصدار كتيب يفسر كيفية معالجة اللحم والتثبت من صحته.