في اطار تركيز المكاتب الجهوية لحزب «المبادرة الوطنية الدستورية» أشرف السيد كمال مرجان صحبة اعضاء المكتب الوطني للحزب على تنصيب المكتب الجهوي بصفة رسمية وذلك بحضور مناضلي ائتلاف هذا الحزب المتكون من اربعة احزاب مثل «حزب الوطن» لمحمد جغام الذي كان حاضرا ثم حزب «زرقاء اليمامة» و«حزب الوحدة والاصلاح» الى جانب «حزب المبادرة». هذا الاجتماع حضرته عدة وجوه سياسية بارزة مثل محمد جغام وسالم المكي ورضا كشريد وهو تمهيدا واعدادا للملتقى الوطني المزمع عقده بين شهري مارس وأفريل القادمين. وقد تم بالمناسبة تركيز مكتب اقليمي لشباب «حزب المبادرة» ويضم ولايات القيروان والقصرين وسيدي بوزيد. وتحدث كمال مرجان على تموقع «حزب المبادرة» في المشهد السياسي الى جانب حضوره الاعلامي كما تطرق الى المشاكل التي تعاني منها البلاد مثل الاقتصاد والفلاحة والسياحة والامن والانتخابات اضافة الى المسارات الثلاثة. مرجان تطرق في البداية إلى تاريخه مع مدينة القيروان وعدد خصالها مشيرا إلى أنه درس فيها الابتدائي والثانوي والى ان له فيها اصدقاء كثيرون. كما تطرق الى وضع البلاد الذي قال عنه بانه صعب بكل المقاييس ملاحظا انه متفائل بمستقبلها خاصة اذا تمت مقارنتها بدول الربيع العربي الاخرى مثل مصر وليبيا وسوريا. وأضاف مرجان ان الواجب الوطني فرض ائتلاف حزبه مع الأحزاب الأخرى المذكورة وان هناك ائتلافات اخرى في الطريق مع أحزاب قريبة من التوجه الدستوري على اعتبار ان هناك مواصلة للحركة الدستورية حسب تعبيره. وبخصوص الوضع السياسي بالبلاد قال مرجان: «رغم الصعوبات والعقبات فان هناك انفراجا وتقدّما في المسارات الثلاثة (حكومة ودستور وانتخابات) والمهم ان نصل الى الاستقرار». كما عبّر عن استيائه مما حصل مؤخرا في المجلس الوطني التأسيسي من اتهامات واعتداءات. وشدد كمال مرجان على اهمية التوافق دون أي اقصاء لأي طرف كما شكر الرباعي الراعي للحوار خاصة الاتحاد العام التونسي للشغل. وقال بأن تونس هي بلد التسامح والحوار والتحضر. وانه يلزمها نظام برلماني وان الضرورة تقتضي التشاور بين كل الاحزاب. وأضاف مرجان بأن: «وضعية وعلاقة حزبنا بالاحزاب الاخرى طيبة جدا رغم ان القائمين عليها لامونا حول عملية تصويتنا لحكومة علي العريض الذي استشارنا سابقا ومن الاخلاق ان نمنحه الثقة مع الاشارة الى ان حزبنا هو اول حزب انسحب من التأسيسي». وقال مرجان «ان الحوار الوطني سيتواصل حتى بعد فض كل المشاكل ونحن نطالبه بذلك حتى تتقدم الامور». وبخصوص حكومة مهدي جمعة قال كمال مرجان: «نحن نتمنى لها التوفيق والنجاح باعتبارنا نريد بناء مجتمع مدني مبني على الحريات». وعن الوضع الاقتصادي بالبلاد قال مرجان: «ان حزبنا معتدل ووسطي ونؤمن بالتنافسية والعدالة الاجتماعية كما يجب ان تسترجع الدولة دورها في حماية البلد واعادة النظر في النظام البنكي والتنمية الشاملة خاصة بالجهات الداخلية». كما اقترح مرجان ان يقع توزيع البلاد الى اقاليم مثلما هو معمول به في بعض الدول الاوروبية. وأضاف ان مرجعية حزبه تونسية بحتة وان توجهاته ونظرته تعتبر متفتحة على الخارج وبعيدة على الرجعيين. وقال حرفيا: «هناك من نادى بالأمس بعدم عودتنا للساحة السياسية وتنصيص ذلك في مشروع العدالة الانتقالية, لكن الحمد لله تراجعوا, كما اننا معروفين بالتواضع وبالثقة في النفس ونحن نعرف جيدا ماذا يحدث في الوزارات وفي البلاد بصفة عامة». كمال مرجان عرّج في مجمل حديثه بسخرية على من قالوا بان مرجان وجغام تآمرا في محاولة لاحداث انقلاب في البلاد وقال: «الحمد لله صادفنا قاضي تحقيق محترم جدا وفي مستوي اخلاقي كبير. وهذه التهمة هي لفاشل في ادارة دواليب الدولة». وعن السياسة الخارجية لتونس قال مرجان ان طرد السفير السوري من تونس وقطع العلاقات مع دول شقيقة وتوجيه تهم لدول شقيقة عوامل كلها ليست في صالح بلادنا». ونفى الاخبار المتداولة حول تحالف حزبه مع حركة «النهضة» وقال : « نحن نتحاور معها مثلها مثل اي حزب آخر وعلاقتنا طيبة معها ومع كل الأحزاب بما في ذلك «الجبهة الشعبية» وحتى وان قررنا التحالف فان ذلك سيكون مع احزاب قريبة منا». وختم كمال مرجان مداخلته بتفاؤله حول مستقبل البلاد مشيرا إلى أنه لذلك سينطلق الحزب في تركيز مكاتبه الجهوية استعدادا للانتخابات القادمة. من جهته قال محمد جغام في مداخلته المقتضبة: «نحن نعمل في تونس وفق الصدق في القول والاخلاص في العمل ولا نكذب على الشعب وسنساهم في الانتخابات القادمة ولابد من النجاح فيها عبر تحركنا في نطاق اللجان». وسخر جغام من ان يصل الأمر بتونس إلى توريد العلوش والحليب من الخارج. وقال «لابد من التعويل على الكفاءات الوطنية التي تملك تجربة لاعادة الروح للبلاد». وأضاف: «بالنسبة للاتاوة على الحكومة ان تدرك ما معنى المداخيل والمصاريف و«ربي يقوي» مهدي جمعة في مهمته الصعبة»