قال أمس خالد عواينية عضو هيئة الدفاع عن الشهيد محمد البراهمي ان وزير الداخلية الحالي مازال يعتمد سياسة المناورة وانه مصمّم على البقاء بالوزارة مضيفا ان أي وزير في الدول المتقدمة تقع في فترة حكمه جريمة اغتيال سياسي يستقيل على الفور مؤكدا أن بن جدو «لم يخجل من نفسه» مضيفا ان هذا الأخير متورط في جريمة الاغتيال لأنه لم يوفر حماية أمنية للشهيد رغم تلقي الداخلية لوثيقة مسربة من جهاز المخابرات الأمريكية تفيد باحتمال تعرض البراهمي الى عملية تصفية مشددا على أن دم البراهمي سيبقى معلقا في رقبة بن جدو الى يوم الدين سواء بقي بالوزارة أو غادرها ملاحظا انه يوم 6 فيفري 2013 وقع اغتيال الشهيد شكري بلعيد لتقع على اثره ترقية علي العريض وزير الداخلية آنذاك الى رئيس حكومة لتتواصل الكارثة في عهد وزير الداخلية الحالي الذي سالت في عهده دماء التونسيين أنهارا كدماء البراهمي ودماء جنود الجيش الوطني والامنيين وغيرهم حسب كلامه. وأضاف خالد عواينية ان اغتيال البراهمي هو جريمة سياسية وانه في الجرائم السياسية يكون الضحية سياسي والطرف المستفيد سياسي والجاني سياسي مؤكدا ان رفاق الشهيد يعرفون من هم الخصوم السياسيين للبراهمي وان هؤلاء هم الذين يقفون وراء اغتياله حسب تعبيره. الملف يراوح مكانه والقضاء يماطل وعن جديد قضية الاغتيال قال عواينية ان الملف مازال يراوح مكانه مبينا ان هيئة الدفاع مارست ضغوطات على قاضي التحقيق وطالبته بتفعيل الفصل 14 بتوجيه الاتهام الى بن جدو والعريض ولكن القاضي خير الحل الوسط وقام بالاستماع الى اطارات وموظفين بوزارة الداخلية ورئاسة الحكومة كشهود لا كمتهمين مشددا من جهة أخرى على ضرورة ضم جميع ملفات الجرائم الارهابية التي طالت الشهيدين بلعيد والبراهمي والجنود بالشعانبي والأمنيين بسيدي علي بن عون وقبلاط وملفات سوسة والوردية وغيرها حتى يقع الكشف عن الحقيقة كاملة وفق قوله. الاستماع الى المتهمين كشهود عمر سعداوي عضو هيئة الدفاع أكد من جانبه ان ملف قضية الاغتيال الموجود بين أيدي القضاء لا يحتوي على أية وثيقة تبيّن ما قامت به فرقة مقاومة الارهاب من أعمال في الغرض مؤكدا انه ليس لدى قاضي التحقيق المباشر لقضية الاغتيال معطيات حول الملف اضافة الى استقالته من القيام بالأعمال المطلوبة منه مؤكدا من جهة أخرى ان القاضي استمع الى بعض الاطارات الأمنية كشهود في حين انها اطراف متهمة ومورطة بسبب اخلالها بواجباتها في حماية الشهيد ومنع وقوع الجريمةعلى حدّ تعبيره مشددا على ان منطقة الأمن بأريانة مكان اقامة الشهيد لم يقع اعلامها بالتهديد الذي يستهدف الشهيد. «الداخلية» مشاركة في الجريمة وشدد سعداوي على ان «الداخلية» كانت على علم قبل أربعة أيام من الاغتيال بأن ابو بكر الحكيم القاتل المفترض للبراهمي موجود بمدينة أريانة ومعتبرا ذلك مشاركة في الجريمة حسب كلامه منهيا بأن كل من قصّر وأخلّ بواجبه في حماية الشهيد وكل من شارك في اخفاء الوثيقة التحذيرية شريك في جريمة الاغتيال حسب كلامه. مرحلة حكم «النهضة» الأشد سوادا في تاريخ تونس زهير حمدي المنسق العام للتيار الشعبي أكد من جهته ان اغتيال البراهمي محطة مفصلية في تاريخ تونس وتاريخ ثورتها وأن دماء البراهمي هي من صححت الثورة التي انجرفت عن مسارها الطبيعي بعد الالتفاف عليها من طرف حركة «النهضة». وأضاف ان «النهضة» عملت كل ما في وسعها لافتكاك الدولة والمجتمع عبر سياسة التمكين التي تتقنها اسوة بجماعة الإخوان ملاحظا ان هجمة الحزب الحاكم الشرسة على البلاد طالت الجميع من سياسيين واعلاميين ونقابيين وفنانين وقضاة مؤكدا ان «النهضة» حاولت فرض الوصاية والتدجين على الجميع واستعبدت كل فئات المجتمع ملاحظا ان حكم النهضة من اكبر الفترات سوادا في تاريخ تونس. ازاحة «النهضة» مكسب لتونس وثأر للبراهمي واضاف المنسق العام للتيار الشعبي ان فشل «النهضة» في ادارة شؤون البلاد تجسّد في كل الجوانب الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والديبلوماسية مضيفا ان هذه الأخيرة هي الوجه الثاني للرأسمالية المتوحشة اضافة الى دفاعها عن الارهاب واحتضانها للمجاميع الارهابية مما فسح المجال أمام دخول البلاد في مرحلة عنيفة بدأت باغتيال الشهيد شكري بلعيد ثم ازداد العنف في شهر جويلية الفارط الذي يعتبر من أكثر الشهور دموية في تاريخ تونس باغتيال البراهمي وجنود الجيش الوطني مؤكدا ان الفاتورة التي دفعها الشعب باهظة جدا من أجل ازاحة «النهضة» من الحكم ومن أجل ان تدرك هذه الأخيرة ان الشعب لا يمكن ان يدار ويحكم بهذا الأسلوب مبينا ان خروج «النهضة» من الحكم هو مكسب للمعارضة وللشعب وثأر للشهيد بإنهاء ما يسمى بشرعية الانتخابات والصناديق حسب كلامه. خارطة الطريق هي الفيصل وعن الحكومة المقبلة أوضح زهير حمدي ان الالتزام ببنود خارطة الطريق هو الفيصل مبيّنا ان المعارضة لم تقترح مهدي جمعة مشددا على ان تركيبة الحكومة الجديدة لا يجب ان تضم اي وزير من الحكومة الحالية لأن بقاء بن جدو لا يضمن الكشف عن حقيقة الاغتيالات التي وقعت بالبلاد حسب تعبيره. برنامج تظاهرة مرور 6 اشهر على الجريمة برنامج احياء فعاليات مرور 6 اشهر على اغتيال البراهمي المزمع تنظيمها يومي 25 و26 من الشهر الجاري هو المحور الذي تطرق اليه محسن النابتي عضو المكتب التنفيذي للتيار الشعبي موضحا ان مراسم التظاهرة ستبدأ بزيارة تنظمها قيادات الحزب و«الجبهة الشعبية» وبعض نواب التأسيسي وغيرهم الى قبر الشهيد تليها زيارة اخرى الى مقر اقامته بحي الغزالة في حين يخصص اليوم الثاني لتجمع ومسيرة شعبيين بشارع الحبيب بورقيبة تحضرها كل قيادات الحزب و «الجبهة الشعبية» وكذلك نصب خيمة لعرض صور الشهيد وامضاء عريضة تطالب بكشف حقيقة اغتياله وحقيقة اغتيال كل الشهداء الذين سقطوا في معركة التحرير وفق كلامه. سنيا البرينصي