ستنظر إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بسوسة في منتصف شهر فيفري القادم في قضية قتل تورط فيه كهل عمد إلى الاعتداء بالعنف الشديد على صديقه وطعنه بسكين على مستوى صدره ورغم محاولة اسعاف الضحية فإنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابات التي تعرض لها. وتعود وقائع هذه القضية الى شهر مارس 2012 عندما استأمن الجاني الضحية وسلمه تجهيزات الكترونية لإخفائها عنده بمستودع منزله لفترة إلى حين بيعها . وبعد شهر تقريبا طلب منه البضاعة لأنه عثر على مشتر فوعده بالاستجابة لطلبه لكنه اختفى عن الأنظار فتوجه الجاني إلى منزله بحثا عنه بعد أن ظن أن مكروها أصابه إلا أن زوجته أعلمته انه سافر إلى ليبيا لبضعة ايام لكن طال انتظاره وبدأ الشك يساور الجاني بأن صديقه خان الامانة واستولى على البضاعة وفرّط فيها بالبيع فتكتم على الأمر وبقي ينتظر عودة الضحية بفارغ الصبر إلى أن علم صدفة عن طريق احد معارفه انه عاد في ساعة متأخرة من الليل إلى منزله فتوجه في اليوم الموالي إلى منزل غريمه وظل ينتظر خروجه وما إن شاهده حتى توجه نحوه مباشرة وامسكه من ثيابه فاندلعت مناوشة كلامية بينهما خاصة بعد أن تعمد الجاني نعت غريمه بالسارق واحتد النقاش وحاول المتضرر تبرير موقفه وأكد لغريمه انه مستعد لجبر الضرر وإرجاع قيمة البضاعة التي قام ببيعها في ليبيا وجنى قيمتها مضاعفة لكن الجاني لم يمهله الفرصة وطعنه على مستوى صدره قبل أن يلوذ بالفرار تاركا ضحيته ينزف إلى أن خارت قواه وسقط أرضا وسط بركة من الدماء. وعلى ضوء ما أثبتته الأبحاث القي القبض على المظنون فيه وباستنطاقه اعترف بما نسب إليه وأفاد أن الضحية هو السبب في وقوع الجريمة لأنه سلبه بضاعة تقدر قيمتها ب10ملايين وباعها واستأثر بالأموال وأنه عزم على الانتقام منه مؤكدا أن نيته لم تكن متجهة لقتله وإنما لتعنيفه فقط بقصد تأديبه ,وأن الغضب استبد به ولم يتمكن من السيطرة على نفسه فطعن غريمه بطريقة عشوائية لكن الإصابة طالت مكانا حساسا من جسده. وقد تمسك المظنون فيه بأقواله في جميع مراحل التحقيق وبعد ختم التحقيق وجهت له تهمة القتل العمد وأحيل الملف على انظار إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بسوسة التي ستبت فيه قريبا .