أصدر المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل بيانا أكد فيه أهمية مصادقة المجلس الوطني التأسيسي على الدستور الذي جاء حسب البيان توافقيا مقبولا وتضمّن دسترة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وأعطى الثقة إلى حكومة جديدة يفترض أن تكون مستقلة مكوّنة من كفاءات ملتزمة بخارطة الطريق وبالحوار الوطني عاملة على احترام الدستور وعلى نفاذه. وتشكّلت الهيئة العليا للانتخابات وهي تنتظر مناقشة القانون الانتخابي والمصادقة عليه لتحديد آجال الانتخابات لتنتهي بذلك مرحلة انتقالية تعدّ من أعقد المراحل التي مرّت بها بلادنا. وطالب اتحاد الشغل مهدي جمعة رئيس الحكومة المؤقتة الجديد بمسؤوليته كاملة في حيادية الفريق الوزاري الذي اختاره وفي حرصهم على خدمة المصلحة العامة بعيدا عن المصالح الخاصة أو الفئوية و مواصلة المطالبة بالالتزام بتنفيذ بنود خارطة الطريق ومنها العمل على تنقية المناخ السياسي والإعداد إلى انتخابات شفافة ونزيهة، وحلّ ما يسمّى بروابط حماية الثورة واتخاذ إجراءات اقتصادية واجتماعية عاجلة والكشف عن خبايا الاغتيالات السياسية والقضاء على الإرهاب، ومراجعة التعيينات الحزبية. كما أكد البيان التزام الاتحاد ضمن الرباعي باستمرار الحوار الوطني باعتباره سبيلا لتجاوز الخلافات وأداة لتحقيق التوافق ومواصلة إنقاذ الوطن، حتى وإن سعت أقلية إلى محاولة التشكيك في جوهره وأهدافه أو تقزيمه وجحد إنجازاته. ودعا اتحاد الشغل إلى ضرورة فتح حوار شامل للبدء في التأسيس إلى منوال تنمية جديد يقطع مع ما كان سائدا من خيارات ليبرالية لم تجلب غير الكوارث الاقتصادية والاجتماعية في تونس، ويؤسّس إلى نموذج أكثر عدالة وإنصافا وتوازنا بين الفئات الاجتماعية وبين الجهات وفق توجّه اجتماعي يبدأ بمراجعة الوضع الاجتماعي المتردي لأغلب الفئات الاجتماعية. وبين المكتب التنفيذي للاتحاد أهمية ما تم التوصل إليه في الحوار الوطني والذي جاء تتويجا لحوار طويل وصعب بين الأحزاب السياسية قاده الرباعي، الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والهيئة الوطنية للمحامين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، قاده باقتدار وصبر وحنكة فأنقذ البلاد من مزالق العنف والإرهاب، التي كادت تعصف بها وحقّق بذلك إنجازا تاريخيا غير مسبوق. وقد جاء ذلك أيضا تتويجا لتضحيات الشهداء الذين سقطوا في معركة الديمقراطية والكرامة ومقاومة الإرهاب ومنهم لطفي نقض وشكري بلعيد والحاج محمد البراهمي وعدد من جنودنا ورجال أمننا البواسل. كما كان حصيلة نضالات المجتمع المدني من جمعيات ومنظمات وقوى ديمقراطية وشخصيات وطنية وعموم شعبنا. ووبالمناسبة هنأالمكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل، الشعب التونسي على تتويج المسارات التي تضمنتها خارطة الطريق وأهمّها المصادقة على الدستور وانتخاب هيئة عليا مستقلّة للانتخابات وتغيير الحكومة بأخرى لا تخضع إلى التجاذبات والمحاصصة الحزبية وعلى خروج بلادنا من أزمتها السياسية بالطرق السلمية ضمن شرعية توافقية تمثّل أنموذجا عالميا، معبرا عن اعتزازه بالدّور الذي لعبه الاتحاد العام التونسي للشغل وبقيّة مكوّنات الرباعي، وتثمينه لدعم النقابيين للمجهود المبذول من أجل نجاح الحوار الوطني، ويؤكّد التزام هياكل الاتحاد وتصميمهم على لعب دورهم الوطني كلّما دعاهم الواجب إلى ذلك.