شهدت كلية الاداب والعلوم الانسانية برقادة بمدينة القيروان يوما أسود نتيجة الأحداث التي عرفتها هذه المؤسسة التربوية العريقة التي أنجبت اجيالا منهم من هو الان في سدة حكم البلاد. انطلقت الأحداث بتظاهرة ثقافية (حفل اختتام الحملة الدعوية الوطنية) أراد تنظيمها طلبة انصار حركة النهضة في احد مدرجات الكلية وذلك بعد ترخيص كتابي من ادارة الكلية. لكن تمّ تحويل التظاهرة الى ساحة الكلية وهو ما رفضته الإدارة بعد أن حلت مجموعة اخرى قادمة من خارج القيروان بقيادة هشام العريض جاءت لمناصرة أنصار النهضة رافعين عدة شعارات نهضوية. غير ان ذلك لم يعجب المنتمين الى الاتحاد العام لطلبة تونس فحصلت استفزازات بين الطرفين قبل ان تتطور الامور الى مناوشات حادة ثم إلى عنف وفوضى وغاز مسيل للدموع وقضبان حديدية وصواعق كهربائية نتج عنها اصابة ما لا يقل عن 12 طالبا وطالبة بالاضافة الى حالات إغماء. كما حلّت في ما بعد تعزيزات أمنية كبيرة حالت دون تطور المواجهات نحو الاخطر. وفي تصريح إعلامي قال احد اعضاء المكتب الفيدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس إنّ «عددا من شباب حركة النهضة قاموا بتظاهرة ثقافية في ساحة الكلية حيث رفعوا خلالها شعارات تدعو إلى أسلمة الطلبة وكذلك الى استفزازانا فقام ابن علي العريض صحبة مرافقيه بالاعتداء علينا بالغاز وصواعق كهربائية وذلك بمساعدة الامن ايضا الذي اعتدى علينا, لكننا نجحنا في الاخير في إخراجهم من الساحة». من جهته أكّد أحمد السدري المنتمي الى طلبة حركة النهضة في الكلية، أن تظاهرتهم كانت سلمية وأنه لم يتم رفع شعارات تدعو إلى أسلمة الطلبة وقال محدثنا إنّ الحضور الطلابي كان كبيرا لكنهم فوجئوا بهجوم باستعمال الحجارة والغاز. كما اعترف السدري بأن أغلب الّذين هاجموهم ليسوا من طلبة الكلية، مشيرا في ذات الوقت إلى أن ما يقارب 15 طالبا من شباب حركة النهضة تعرضوا إلى إصابات وتم نقلهم إلى مستشفى الأغالبة في القيروان. صعوبة وجدت وسائل الاعلام صعوبة كبيرة في نقل احداث الكلية بسبب تبادل الاتهامات بين كل الاطراف. ويذكر ان عميد الكلية الذي قرر تعليق الدروس الى غاية يوم الاثنين القادم رفض بدوره التصريح لوسائل الاعلام حول مجريات وحيثيات الحادثة. الاتحاد العام التونسي للطلبة ينفي في تصريحه لوسائل الاعلام نفى عمران الميراوي نائب الأمين العام للاتحاد العام التونسي للطلبة ان الاتحاد لا صلة له من قريب أو من بعيد بالاحداث التي جدت في الكلية وفي المواجهات التي حصلت بين طلبة شباب النهضة بالجامعة وطلبة الاتحاد العام لطلبة تونس.