عبد القادر مقداد مسرحي معروف عرف بعدة اعمال مسرحية منها «عمّار بالزّور» وفي التلفزة قدم «الدوار» و«حبوني وادللت» وغيرها. مع ابن قفصة كان ل «التونسية» هذا الحوار: بماذا تفسر غيابك عن التلفزة لمدة طويلة؟ من سوء الحظ هناك اقصاء من التلفزة وهو اقصاء غير مبرّر بالمرة. اعتقد ان هناك نوعا من التغاضي و«تطفية الضوء» على الممثلين الذين ينشطون داخل الجمهورية وحتى إن وقع استدعاء بعض الوجوه فذلك لذر الرماد على العيون اذ يقع منحهم ادوارا ثانوية لكن التلفزة تبقى حكرا على المقيمين والمقيمات في العاصمة. هناك مركزية ومن حسن الحظ أن هذه المركزية لم تكرسها الدولة بل كرسها المخرجون وادارات الانتاج التي لا أبرئها من هذه الكارثة!! ألهذه الدرجة تعتبر هذه المسألة كارثية؟ طبعا هي كارثة والا بماذا تفسر غياب شخصي المتواضع عن التلفزة لمدة تفوق 20 سنة بينما أنا من رواد المسلسلات التونسية من «حبوني وادللت» الذي كان الانطلاقة الحقيقية للدراما التلفزية الى «الدوار» و«خميس ترنان» و«فج الرمل» واعتقد ان المخرجين هم السبب. وهل هذا الإقصاء اتبعه المسرح الوطني كذلك تجاهكم ؟ بكل صدق المسرح الوطني قدم الكثير للمسرح التونسي على مستوى البنية الأساسية اللائقة والمحترمة بتونس القرن 21 سواء ورشات الانتاج في الحلفاوين او قاعات العروض كقاعة الفن الرابع واعتقد ان المسرح الوطني سواء في عهد المنصف السويسي او محمد ادريس قدم الكثير للمسرح التونسي وشغّل الكثير من المبدعين وأنا لا أشاطر الرأي الذي يقول ان المسرح الوطني أقصى الفنانين والانتاجات المسرحية للمسرح الوطني دليل على ذلك. ربما هناك وجهات نظر مختلفة في هذا الصدد فالمنصف السويسي مختلف في النظرة عن محمد ادريس وعبد القادر مقداد قد يكون مختلفا في نظرته عن ادريس والسويسي وأعتقد ان الاختلاف رحمة واثراء للمسرح التونسي. واعتقد انه لم يسلم من النقد لا المسرح الوطني ولا مراكز الفنون الركحية ولا الفرق الجهوية ولا فرق القطاع الخاص كلنا متهمون وكلنا أبرياء في النهاية. تلوم الأمين النهدي على عدم تنويع تجاربه المسرحية وتركيزه على ال «وان مان شو»؟ لم أبد رأيي في الأمين النهدي ولا غيره من الفنانين وأظن انه من البلاهة أن يتحدث مبدع عن زميل له فلماذا نصدر الأحكام جزافا وأنا أظن ان الأمين النهدي ممثل كبير صاحب طابع ويحبه الجمهور فلماذا نريده ان يغير نوعيته ما دام الاقبال مضمونا؟ لقد وقع فهم رأيي فهما خاطئا عند نقل تصريحي. ما موقفك من ظاهرة ال «وان مان شو» التي اكتسحت الساحة المسرحية؟ ال «وان مان شو» ليس بالبدعة وهناك من يريد ان يحرم كل من يتجرأ على الإقدام على «وان مان شو» فليس هناك ما يدعو الى هذا التحامل على هذه النوعية فمن يقدم على ال «وان مان شو» هو من اختار ان يقدم على التعب والعذاب لأن الممثل الذي يقف لوحده لمدة اكثر من ساعة يتعب فهذا أمر ليس هيّنا فال «وان مان شو» هو نوع من المسرح الراقي ولكن العيب هو في من يتبع ال «وان مان شو» لغايات اخرى تجارية أو لتخفيف عبء الفرقة او عدم تشريك الآخرين وفي نظري فهذه المبررات غير مقبولة. أما بالنسبة لنوعية الوان مان شو والمسرح الفردي فهو بريء من هذا لأن المسرحي غوغول عندما كتب مسرحية «يوميات مجنون» لم يكتبها من أجل التقشف والاقتصاد أو اقصاء الآخرين. عبد القادر مقداد وقع اقصاؤه ايضا من السينما لماذا هذا التجاهل؟ اقصاء عبد القادر مقداد من التلفزة تم على مسمع من الجميع فما بالك بالسينما، السينما مخصصة من سوء الحظ لأشخاص معينين في تونس العاصمة وأؤكد أن هذه النظرة المركزية كرّسها المخرجون والممثلون فالفن طغى عليه هذا الفكر للأسف بسبب هؤلاء الأشخاص الذين يتحملون المسؤولية في هذا السلوك الذي لا يلزم سواهم ! هل صحيح أن هناك استياء من أهالي قفصة من بعض المشاهد التلفزية المغرقة في الابتذال؟ فعلا هناك مشاهد في جل الأعمال التلفزية أثارت الاحتجاج والاستياء أما في السينما فحدث ولا حرج هناك احتجاجات من مثقفي قفصة ظهرت على أعمدة الصحف ولكن الكل يدعي أنه المحق والكل يغني على ليلاه فالمخرجون يدافعون عن أعمالهم باسم الحرية وحركة الابداع ولكن أعتقد أن لكل شيء حدودا وضوابط وإذا فقدت الضوابط فعلى أي مقياس سنقود القافلة الثقافية؟! ما هو رأيك في زملائك الذين يعملون في الكوميديا؟ زملائي مبدعون ومناضلون عانوا كثيرا كرؤوف بن يغلان والأمين النهدي وتوفيق الغربي وتوفيق البحري ونورالدين بن عياد وغيرهم كلهم مناضلون وليس عندهم ما يحسدون عليه حتى نهاجمهم أو نبدي فيهم رأيا سلبيا فهم أناس ضحوا بالكثير ومَنْ مِنَ الممثلين رأيته يملك ثروة؟. هل هناك من ظلم عبد القادر مقداد؟ الظلم الذي لا يؤثر ولا يترك فراغا لا أعتبره ظلما وحتى المخرجين في التلفزة عندما تجاهلوني فأنا موجود وحسنا فعلوا عندما لم تقع دعوتي لأن الأعمال التلفزية لم تقنعني فهي تنقصها الحبكة والصدق والحرفية وأنا لي احتراز على الأعمال الفنية. ففي التلفزة ليس هناك ديمقراطية إلا في توزيع الأدوار التي وقع منحها للمخرج. من أبكاك؟ أبكاني علي بن عياد لما زرته في مستشفى بباريس أيام كنت أدرس المسرح وقتها بن عياد كان مريضا في مستشفى بنهج كابانيس بباريس وأثر فيّ المشهد خاصة أنني مازلت أدرس وأثناء عودتي في نفس المدة جيء بجثمان علي بن عياد وكنت من الحاضرين في جنازته وقد أبكاني المشهد كثيرا. ما هي نقائص السينما التونسية؟ أنا لم أشاهد فيلما تونسيا من ألفه إلى يائه منذ بداية مسيرتي وحتى لو صادف ان شاهدت فيلما فإنني ما إن أشاهد منه 15 دقيقة حتى تشتد أعصابي وأغادر قاعة السينما وإن كنت ساهمت في فيلم «ظل الأرض» في دور رئيسي ولكن حصلت زوبعة فنية نفرتني من السينما التونسية فعندما أكملت تصوير الفيلم قام المخرج بتغيير صوتي فكنت تشاهد صورة عبد القادر مقداد وصوت ممثل آخر وكل هذا حصل لكي لا أتحصل على مستحقاتي المالية ولا أطالب بها!!