تتجه حركة «النهضة» خلال الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة إلى تكوين ائتلاف سياسي وانتخابي واسع يعتمد قاسما مشتركا هو التقاء الأحزاب المدافعة عن الهوية العربية الإسلامية وهو ائتلاف سينطلق من خلال الأحزاب القومية المخالفة لتمشي التيار الشعبي والرافض للالتحاق ب«الجبهة الشعبية». وعلمت «التونسية» أن راشد الغنوشي يقود هذه المفاوضات مع عدة أحزاب إضافة إلى الدور الذي يقوم به نور الدين العرباوي وكذلك الاتصالات المكثفة لمحمد المنصف المرزوقي مع سالم الأبيض لتقريب وجهات النظر مع تيارات عروبية وقومية تدافع عن الهوية العربية الاسلامية على غرار «المؤتمر من إجل الجمهورية» و«حركة الشعب» و«التحالف الديمقراطي» وحزب محمد القوماني و«حزب الأمان» وبقية الحركة الاسلامية المتواجدة حاليا في الساحة السياسية. وكان رئيس حركة «النهضة» راشد الغنوشي قد ألمح في تصريح الأحد الماضي خلال حضوره لاجتماع شعبي ل«حزب الأمان» أن ّتونس تحتاج في الفترة القادمة إلى ائتلاف ديمقراطي يتجاوز الائتلاف الحكومي السابق. وأضاف الغنوشي أنّ حركته تدعم خيار تشكيل حكومة وحدة وطنية بما يقيم الدليل على أن ّتونس هي أول دولة عربية ديمقراطية حسب تقديره وبما يثبت أنّ الديمقراطية والإسلام لا يتعارضان في شيء وإنّما يلتقيان . كما أكد أن «النهضة» تؤمن بكافة الطاقات وبدورها الفاعل في رسم ملامح الخارطة السياسية مستقبلا ملاحظا أنّ حزبه منفتح أمام التعاون والتواصل مع كافة الأحزاب السياسية. وكان المرزوقي قد انطلق منذ فترة في الاتصال بعدة وجوه عروبية آخرها سالم الأبيض القريب من «حركة الشعب» ومن التيار القومي الاسلامي والذي سيكون حلقة الوصل في هذا التحالف الواسع. من ناحية أخرى لم يستبعد ملاحظون سياسيون أن يندرج اللقاء الذي جمع أمس الشيخ راشد الغنوشي بالسيد أحمد نجيب الشابي رئيس الهيئة السياسية العليا ل«الحزب الجمهوري» في إطار المشاورات للإعداد للإئتلاف المذكور.