يبدو أن قدر الأولمبي الباجي ألّا يعيش خارج دائرة الأزمات والإضطرابات هذا الموسم حتى وإن كانت النتائج تسير نحو التحسّن فالأزمة المالية الخانقة والتشتت الإداري ألقيا بظلالهما على أجواء الفريق منذ أوّل بداية الأسبوع وذلك رغم صرف وزارة الشباب منحة بقيمة 140 ألف دينار أشعلت نار الخلاف داخل الهيئة وخلّفت غضبا وإضرابا للاعبين بسبب عدم تمكينهم مما يكفي من المستحقات المالية... كلّ هذا والفريق مازال يكافح من أجل الظفر بورقة البقاء بين أندية الرابطة المحترفة الأولى. أزمة منتظرة رغم أن الأزمة الحالية فاجأت البعض خاصة أنها تزامنت مع حاجة الفريق للإستقرار ولتوفير ممهدات تحقيق البقاء فإنها كانت منتظرة في ظل تراكم الخلافات والإنشقاقات صلب الهيئة المديرة التي غاب عنها التجانس والتناغم منذ تسلمها للمهام بتاريخ 29 ديسمبر الماضي... الأزمة الحالية في ظاهرها خلاف بين المسؤولين حول التصرف في مستحقات اللاعبين إلا أنها عكست تباينا واضحا في الرؤى والمواقف من البداية وصراعات عميقة بين أكثر من مسؤول في الهيئة المديرة حيث برزت الإتهامات في الكواليس والمجالس الضيقة إلى أن طفت أزمة «الملايين» لتكشف المستور وتفضح عمق الخلاف خاصة بين رئيس النادي جلال الغربي وأمين المال محمد الحبيب جفال حول طريقة التصرف والتسيير صلب النادي... هذه الأزمة بثت مخاوف كبيرة في صفوف الأحباء الذين إنتظروا وقفة الرجل الواحد من طرف المسؤولين في هذا الظرف من أجل الوصول إلى تحقيق البقاء وتأجيل الخلافات إلى ما بعد نهاية الموسم الحالي والتفرغ لإيجاد مخرج من الأزمة المالية الخانقة التي دفعت اللاعبين إلى الغضب ومقاطعة التمارين. «عبد اللطيف الكافي» يستقيل إنعكاسات الأزمة تجسدت على أرض الواقع من خلال ردة فعل عضو الهيئة المديرة عبد اللطيف الكافي الذي بادر أوّل أمس إلى تقديم إستقالته كتابيا وقد أكّد ل«التونسية» أن تشتتا كبيرا يسود أجواء الهيئة المديرة محملا مسؤولية ما يحصل إلى رئيس النادي جلال الغربي الذي رآه متفردا بالرأي ويتصرف دون إستشارة بقية أفراد الهيئة المديرة خاصة في ما يتعلق بصرف المستحقات مؤكدا أن الغربي خالف الإتفاق الجماعي وتصرف في منحة وزارة الشباب والرياضة بشكل منفرد كما قال الكافي أن الغربي تسبب في تشتت الهيئة من خلال تسريبه لعديد الأسرار وترويج أقاويل بين الأعضاء ساهمت في تعكير الأجواء. سعي إلى حل الأزمة إضراب اللاعبين عشية الأربعاء كردة فعل على ضعف المبالغ المالية التي قدمتها الهيئة المديرة مقارنة بقيمة المنحة التي وفرتها وزارة الشباب والرياضة أقلق الأحباء وعديد الوجوه المؤثرة في النادي بما دفع للتحرك بسرعة من أجل تطويق الأزمة وتوفير الحلول قبل فوات الأوان خاصة أن الفريق مقدم على مباريات هامة ستحسم مصير بقائه خلال الأسابيع القادمة...زملاء الميساوي واصلوا تغيبهم عن التمارين خلال الحصة الصباحية ليوم أمس بما دفع المدرب الكوكي للتحرك والإتصال باللاعبين لإقناعهم بالعودة بعد أن تلقى وعودا من بعض الوجوه المؤثرة بالسعي لتوفير مبالغ مالية في بداية الأسبوع القادم... وتجدر الإشارة إلى أن عديد اللاعبين تواجدوا في ملعب التمارين ونحن بصدد كتابة هذه الأسطر كإستجابة لطلب مدربهم ولم يبق سوى بعض اللاعبين من بينهم المهاجم نبيل الميساوي الذي أكد ل«التونسية» أنه يعيش تعبا ذهنيا جراء ما رافق التحضير لمباراة المنستير من ضغوط وتوتر. وقال الميساوي أنه يحتاج لبعض الراحة حتى يستعيد أنفاسه ويعود بقوة لأجواء التحضيرات على أمل أن يلتف الجميع حول الأولمبي الباجي في هذا الظرف الصعب بعيدا عن كل الخلافات وتأكيد صدق النوايا لخدمة النادي دون شرط أو حسابات قد تؤثر سلبا على واقع الفريق.