أحيل على انظار احدى دوائر الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس ملف قضية قتل تورّط فيها شاب عمد الى إزهاق روح غريمه بعد خلاف حاد جد بينهما. ومن المنتظر ان تبت المحكمة في الملف في غضون الاسبوع المقبل وتحيله على انظار احدى الدوائر الجنائية. ملابسات هذه القضية التي تعود لشهر افريل 2012 انطلقت عندما تلقت السلط الأمنية إشعارا يفيد بقبول شاب في حالة احتضار وأن وضعيته الصحية حرجة فتحولت دورية على عين المكان لكن بحلولها بالمكان كان الهالك قد فارق الحياة فأجريت المعاينات الميدانية على جثته واذن بعرضها على الطبيب الشرعي فيما انطلقت التحريات في الجريمة والتي تبيّن من خلالها أنّ الجاني والمجني عليه أنجزا سويا بمنزل عجوز أعمال بناء وطلاء واثناء فترة عملهما تمكنا من معرفة بعض خبايا المنزل. وبعد أن أتمّا الاشغال قرّرا سويا سرقة منزل العجوز وتحينا فرصة غيابها عن المنزل وتسللا الى داخله واستوليا على الفي دينار كانت موجودة بين ثنايا الملابس وقطع مصوغ وغادرا المكان وعندما تفطنت العجوز للأمر ابلغت السلط الامنية بالسرقة لكنها لم توجه شكوكها نحو أي كان. في الاثناء تم اخفاء المسروق لدى الضحية واتفقا سويا على ألاّ يلتقيا إلّا بعد أسبوع لتوزيع المسروق مناصفة فيما بينهما. وبعد انتهاء المدة اتصل الجاني بالضحيّة هاتفيا وأعلمه أنّه سيأتي ليلا لقضاء السهرة عنده وأثناء الجلسة الخمرية التي عقداها سويا طلب منه ان يسلمه نصيبه من الاموال والمصوغ فمكنه من الف دينار اما المصوغ فقد اعلمه انه قام بتسليمه لصديق له قصد التفويت فيه. لكن هذا الكلام لم ينطل على الجاني الذي احس من كلام غريمه نوعا من المماطلة وان نيته متجهة الى الاستئثار بالغنيمة بمفرده فاندلعت مناوشة كلامية بينهما تحولت الى معركة باغت خلالها الجاني غريمه بطعنة على مستوى صدره ثم قام بتفيش ارجاء الغرفة فعثر على المصوغ واستولى عليه وغادر المكان. وبموجب التحريات القي القبض على المظنون فيه الذي كان متحصنا بالفرار بمنزل جدته بإحدى المدن الساحلية. وباستنطاقه اعترف بما نسب اليه وافاد ان الضحية استفزه عندما اختلق سيناريو وهميّا يؤكّد أنه وضع يده على كامل المسروق وأنّ ذلك ثابت لأنه مكنه من نصيبه من المال على مضض. وأضاف أنّه عمد الى تعنيفه لبث الرعب فيه وحمله على تنفيذ الالتزام المتفق عليه لكن كل محاولاته باءت بالفشل حينها أخرج آلة حادّة وأشهرها في وجهه تأكيدا منه على انه ماض قدما في تهديده لكن غريمه لم يأخذ تهديداته محمل الجد مما اضطره الى طعنه بواسطة الة حادة على مستوى صدره دون ان تتجه ارادته الى قتله ثم استحوذ على المصوغ وتحصن بالفرار. وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من أجل ما نسب إليه. وقد تمسك المتهم بأقواله في جميع مراحل التحقيق وبعد ختم الابحاث وجهت له تهمة القتل العمد ثم احيل الملف على دائرة الاتهام للنظر في التكييف القانوني الذي اصبغه قاضي التحقيق على الافعال.