ونحن نبحث في صلب الحراك الموسيقي عن محامل فنية تؤثث لهذه الفترة الانتقالية من الواقع التونسي بعد 3 سنوات من ثورة 14 جانفي حيث احتكر فن «الراب» تقريبا الساحة الموسيقية... كان علينا أن نلج خانة «الفن الشعبي» قصد الموازنة مع الفن الطربي وفن الراب من خلال المطرب بلحسن علاّم أحد الأصوات الصاعدة بثبات الذي جالسناه نتحاور عن كل ما يهم الشأن الموسيقي. «الفنان مطالب اليوم بالعمل والاجتهاد قصد الابداع طالما الفن غذاء للروح الى جانب أن التونسي بطبعه ميال للطرب و «الزهو» حتى ينسى همومه ومشاكله». والمطرب الشعبي بلحسن علاّم يؤكد في اصرار أن كلمات الأغاني الشعبية قريبة من الناس وهي تترجم واقعهم وحياتهم وقد نجحت لصدق مضامينها. «نعم... وأنا أعي ما أقول... المزود تسمعه كل شرائح المجتمع وليس حكرا على الأحياء الشعبية كما يظن البعض، فقد تطور الفن الشعبي كثيرا بعد فترة السبعينات وأصبح يحاكي العصر كلمة ولحنا وأداء وعرضا». وفي حديثه لنا أكد ضيفنا الكريم أن الساحة الفنية بدأت تتعافى اليوم بفضل أهلها والغيورين عليها وأخذت مسارها العادي خاصة أنها شهدت في الأيام الأولى بعد 14 جانفي انقلابا على وضعها بعد أن هيمن «الراب» على الساحة... وأكد «علاّم» أن وجود جمهور خاص به لايعني أنه ابداع لأنه بعيد عن هذا بكثير في الوقت الذي يرى أن الغناء الشعبي سحر وانه لا يمكن أن يتخيل تونس بدونه لأنه تجذر في أصالتها وتقاليدها. قُدوتي هو الفنان فوزي بن قمرة الذي قدّم اضافات مؤثرة في هذا اللون على مستوى الأغاني وكذلك الحضور الركحي... ولمّا ابتعد ترك فراغا يصعب تعويضه... أنا أسير على منواله من خلال ما قدمته في موسم 2012 من أغان لاقت النجاح الجماهيري في سوق الأشرطة على غرار «أمان يا مداوين الناس» و «في بالها» و «ملّى جرّة» في انتظار الدخول الى استوديو التسجيل لتأمين عمل موسيقي جديد تعاملت فيه مع «سيف الدين بن عبد الله» و«عصام تروال» الى جانب انتاج شخصي أتوق فيه الى الامتياز والتألق في مجال الفن الشعبي أحد المحامل الابداعية التي تتوهج عشقا وهواية في كل أوساط الشعب التونسي بين المكان والزمان.