التونسية (تونس) يتم تقييم مادة الخطّ في السنوات الثلاث الأولى من المرحلة الإبتدائية ب 10 نقاط من 10 حسب ثلاثة معايير تنصّ على الوضوح ... التناسق والاسترسال... والجمالية تفاعلا مع هدف يؤشر إلى قدرة التلميذ على كتابة مقاطع ومفردات وجمل من مكتسبات مجال اللّغة العربية. وإن كانت مادة الخط في مضمونها تكشف عن نشاطها وغايتها فإن بقية كل المواد التعلمية في طابعها الكتابي وشكلها المكتوب ترتبط ارتباطا وثيقا بمادة « الخط» طالما التلميذ مطالبا بتقديم مادة كتابية بعرض واضح وخط جميل أساسه التناسق والاسترسال في مواد الإنتاج الكتابي والإملاء والمحفوظات والترغيب في المطالعة ليتواصل معه النشاط في الأقسام العليا مع المواد المكتوبة عربية وفرنسية في مجالات اللغة والعلوم والتنشئة الاجتماعية حيث يثني المعلّم على جمال خط تلاميذه أو يشير عليهم برداءته مما يجعلهم مطالبين بالعمل على التقيد بنصائح المعلّم من ناحية مسك القلم واعتدال الجلسة وتشكيل الحروف غاية تحسين الكتابة لديهم في منحاها الجمالي. وقد عاش «الخط» عصره الذهبي إن صحّ التعبير مع جيل الستينات والسبعينات لما كان التنافس علىأشده في تقديم كل منتوج كتابي سواء بالعربية أو الفرنسية بخط جميل تشكلت فيه الحروف والمفردات كما أزهار البستان الباهرة.... وكانت الكتابة تتمّ بواسطة ريشة «عربي» وأخرى « سوري» تغمس في الحبر الأزرق لمحبرة تموقعت في وسط مناضد التلميذ... ولما بدأ تطبيق مشروع الكفايات الأساسية أبطل دور الريشة وعوّضت بالأقلام الجافة لتحلّ الكتابة الرديئة مكان الخط الجميل وزاد عليها توجّه التلاميذ إلى الرقن على الحاسوب لتخرج مادة «الخط» من حظوتها ومكانتها المرموقة مع انتشار وسائل الإتصال والمعلومات والآلات الناسخة وآلات الطباعة والتصوير لولا بعض التدخلات من قبل المعلمين الغيورين على جمالية الخط لأنه أحد مصادر الحس الفنّي والذوق الجمالي والبعد الخيالي في النشاط التعلمي.