انطلقت أمس أشغال الدورة الثانية لمنتدى «مال وأعمال تونس 2014» الذي تنظمه كنفدرالية مؤسسات المواطنة التونسية بالتعاون مع رئاسة الجمهورية والهياكل والوزارات المعنية وبحضور مكثف من قبل رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين والفاعلين الاقتصاديين وهياكل التمويل من تونس ومن البلدان العربية. وقال طارق الشريف رئيس كنفدرالية مؤسسات المواطنة التونسية (كونكت) خلال افتتاح المنتدى الذي تتواصل أشغاله على مدى يومين بمشاركة حوالي 200 مستثمر أجنبي من العرب، انه سيتم التركيز على التعاون والشراكة على مستوى القطاع الخاص وبعث المشاريع الاستثمارية المشتركة في العديد من القطاعات الحيوية على غرار الصناعة والفلاحة والسياحة والطاقات المتجددة والنقل والخدمات والبناء والبنية التحتية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وأضاف الشريف ان محور عمل المنتدى يتمثل في دعم الاستثمار التونسي والأجنبي مع التعبئة من خلال العمل على تحسين العلاقات مع الغرب واستقطاب الأموال من الخليج والدول العربية بعيدا عن الوعود فقط مع فتح الأبواب للتلاقي بين المستثمرين وباعثي المشاريع. المرزوقي : الرئاسة ساهمت في محاربة البطالة ودعا محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية ، لدى إشرافه على افتتاح المنتدى، إلى ضرورة توفير الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للشعب، قائلا : «إن معادلة الديمقراطية لن تنجح في حال عدم توفر أحد هذه الحقوق مشيرا الى ان تونس ليست بلدا فقيرا جدا وموقعها الجغرافي هدية من السماء لكن لم يتم استثماره كما ان لها قدرة تنافسية عالية» داعيا الخليجيين إلى الاستثمار فيها. وقال المرزوقي «إن رئاسة الجمهورية انخرطت في محاربة البطالة مع الحكومة وذلك عبر برنامج لتشجيع المشاريع الصغرى معتبرا ان الديبلوماسية الاقتصادية هي اليوم الجزء الأهم من كل ديبلوماسية» مشيرا الى أن الزيارات المتعددة التي قام بها كانت لها دور هام في تسريع الدعم المالي والاقتصادي الذي تحظى به تونس للمرور بسلام من هذه المرحلة الانتقالية التي تعطلت فيها نسبيا الآلة الاقتصادية ومؤكدا أن الزيارة القادمة التي سيؤديها إلى عديد البلدان الإفريقية تندرج أيضا ضمن هذه السياسة. وأضاف «يجب أن نقنع الشباب وخاصة الفقير منه المتعطش للشغل والتعليم أن الديمقراطية وان لم تكن شرطا كافيا فهي الشرط الضروري لكي يتمتع هو الآخر بكامل حقوقه وليس فقط حرية التظاهر والعودة للبيت بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها. إنها الشرط الضروري للإصلاحات الجوهرية التي تمكن آلة الإنتاج من العمل خارج سطوة الابتزاز من قبل نظام استبدادي فاسد». الشاذلي العياري: انتظروا مفاجأة سارة اعتبر محافظ البنك المركزي الشاذلي العياري مصرّحا ل«التونسية» ان جمع 300 مليون دينار في الاكتتاب الوطني مؤشر ايجابي قائلا «انا متفائل...لدينا صعوبات ونقص في التمويلات والموارد لكن الاكتتاب سيمكننا من سد جزء منها ..وصلنا الى حد الآن الى 300 مليون دينار وانتظروا في الأيام القادمة مفاجأة سارة.. لدي أرقام ومؤشرات تقول ان المبلغ سيتجاوز 500 مليون دينار». وبخصوص الحوار الاقتصادي، أكد العياري ان لجنة التسيير «ستجتمع بعد غد للقيام بتحديد مضمون المؤتمر وتوقيته والأطراف المشاركة فيه لكن لن يتم تنظيم الحوار الا اذا كانت نسبة نجاحه مئة في المئة لكن اذا كانت هناك مؤشرات على الإخفاق فأنا أفضّل عدم تنظيمه». وعبّر العياري عن تفاؤله لأن المواقف تغيرت حسب قوله مشيرا ان الحكومة ستتوصل بعد غد مع الأطراف المعنية الى اتفاق على أجندا المؤتمر وتوقيته والهدف منه. مناخ مشجع ولكن... في المقابل، قال نظيم محمد صباح الرئيس التنفيذي للمستثمر العربي ل «التونسية» ان الوضع الاقتصادي والسياسي في تونس في طور متقدم وأنه يسير نحو الأفضل وهو ما يشجع على استقرار الوضع الأمني مشيرا ان المستثمر العربي يبحث عن الاستقرار السياسي والأمني في أي بلد ينوي الاستثمار فيه. أما خالد غالب مستثمر فلسطيني في السعودية فقد أكد ل «التونسية» ان ملتقى مال وأعمال وفّر للمستثمرين العرب فرصة هامة للتعرف على إجراءات وقوانين الاستثمار في تونس لكن اعتبر بعضها عائقا أمام المستثمر العربي داعيا الى اعادة النظر في بعض الاجراءات والقوانين لتشجيع الاستثمار العربي وخاصة الخليجي.