أول تعليق من القاهرة بعد اختطاف 3 مصريين في مالي    المنتخب التونسي للبايسبول 5 يتوج ببطولة إفريقيا    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    عفاف الهمامي: المواظبة على التعلم تمنح كبار السن قدرات إدراكية تحميهم من الزهايمر    خطير: النوم بعد الحادية عشرة ليلاََ يزيد خطر النوبات القلبية بنسبة 60٪    هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    شوف وين تتفرّج: الدربي ومواجهات الجولة 14 اليوم    التشكيلات المحتملة للدربي المنتظر اليوم    تعرفش شكون أكثر لاعب سجل حضوره في دربي الترجي والإفريقي؟    سحب وأمطار بالشمال وانخفاض طفيف في الحرارة    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    النواب يناقشو مهمة رئاسة الحكومة: مشاريع معطّلة، إصلاح إداري، ومكافحة الفساد    اختتام الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع": مسرحية "الهاربات" لوفاء الطبوبي تُتوّج بجائزة أفضل عمل متكامل    الأربعاء المقبل / إطلاق تحدّي " تحدّ ذكاءك الاصطناعي" بالمدرسة العليا للتجارة    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    الجزائر.. الجيش يحذر من "مخططات خبيثة" تستهدف أمن واستقرار البلاد    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    تركيا: 6 قتلى في حريق بمستودع للعطور والسلطات تحقق    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    تشيلسي يصعد لوصافة الدوري الإنجليزي بالفوز على وولفرهامبتون    الأحد: أمطار رعدية والحرارة في انخفاض    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    منخفض جوي وحالة عدم استقرار بهذه المناطق    زيادة في ميزانية رئاسة الحكومة    وزارة الصحة: 1638 فحص أسنان: 731 حالة تحتاج متابعة و123 تلميذ تعالجوا فورياً    منتدى تونس لتطوير الطب الصيني الإفريقي يومي 21 و22 نوفمبر 2025    تونس تحتضن ندوة دولية حول التغيرات المناخية والانتقال الطاقي في أكتوبر 2026    الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: 10أجنحة تمثل قطاع النشر التونسي    من كلمات الجليدي العويني وألحان منير الغضاب: «خطوات» فيديو كليب جديد للمطربة عفيفة العويني    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    عماد الأمن الغذائي والمنظومة الإنتاجية .. الدعم لإنعاش الفلاّح وإنقاذ الفلاحة    الجولة 12 لبطولة النخب لكرة اليد :سبورتينغ المكنين وجمعية الحمامات ابرز مستفيدين    دعوة الى رؤية بيئية جديدة    رئيس الجمهورية يكلّف المهندس علي بن حمودة بتشكيل فريق لإيجاد حلول عاجلة في قابس    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    ألعاب التضامن الإسلامي – الرياض 2025: فضية لجميلة بولكباش في سباق 800 متر سباحة حرة    ربع التوانسة بعد الأربعين مهدّدين بتآكل غضروف الركبة!    الرابطة الثانية – الجولة 8 (الدفعة الثانية): النتائج والترتيب    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    البنك المركزي: نشاط القطاع المصرفي يتركز على البنوك المقيمة    عاجل: من مساء السبت والى الأحد أمطار رعدية غزيرة ورياح تتجاوز 90 كلم/س بهذه المناطق    الدورة الاولى لمهرجان بذرتنا يومي 22 و23 نوفمبر بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس    عاجل/ محاولة اغتيال سفيرة إسرائيل بالمكسيك: ايران ترد على اتهامها..    هام/ الهيئة الوطنيّة للوقاية من التعذيب تنتدب..#خبر_عاجل    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    بايدن يوجه انتقادا حادا لترامب وحاشيته: "لا ملوك في الديمقراطية"    جلسة عمل بوزارة الصحة لتقييم مدى تقدم الخطة الوطنية لمقاومة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية    أمطار بهذه المناطق خلال الليلة المقبلة    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    عاجل: حدث نادر فالسماء القمر يلتقي بزحل ونبتون قدام عينيك..هذا الموعد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد بن صالح ل «التونسية»:على تونس ألاّ تتحرك بمفردها لمواجهة الإرهاب
نشر في التونسية يوم 27 - 06 - 2014


«النهضة» يمكن أن تكون ويمكن ألاّ تكون
أياد أجنبية تدفع نحو اختيار رئيس يلائمها
حاورته: سنية البرينصي
شغل أحمد بن صالح السياسي والنقابي وصاحب تجربة التعاضد الشهيرة في الستينات عدة خطط وزارية في عهد الزعيم بورقيبة قبل ان تنزل عليه بعد ذلك نقمة المجاهد الأكبر وسخطه ويزجّ به في السجن ثم يتمكن من الهروب للعيش في المنفى أين أسس حزب «حركة الوحدة الشعبية». ولكن المثير في المسألة أن بن صالح ما فتئ يردد أنه لا يحقد على بورقيبة وأنه سامحه معتبرا المسألة مؤامرة سياسية حاكتها بعض الأطراف بهدف إفشال تجربة التعاضد.
«التونسية» التقت الرجل في حوار شيق جمع بين عبق التاريخ ومقالب السياسة وبين تقلبات الحاضر الذي تعيشه البلاد بكل تشابكاته السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، حوار تطرق إلى كل القضايا التي تشغل الرأي العام حاول خلاله محدثنا وضع يديه على مكامن الداء مقدما مقترحات وحلولا رآها فعالة ومجدية لتأمين مرور تونس بسلام من تعرجات المرحلة الانتقالية الدقيقة والحرجة على كافة المستويات.
بداية ما تقييمكم للمشهد السياسي الحالي؟
نأمل أن تتوصل البلاد بسلام إلى مرحلة الانتخابات. وأرجو ألّا يكون الموعد الانتخابي مصدر تشنج وتشويش بمعنى نرجو أن تبقى البلاد هادئة حتى ذلك الموعد وإن اقتضى الأمر تخفيض زخم الأحزاب وزخم التجاذبات والاختلافات السياسية لأن الهدف الأساسي هو الوصول إلى تنظيم انتخابات بالطرق اللازمة والملائمة للظرف الحالي نظرا لأن الانتخابات السابقة لم تكن موفقة باعتبار ان حوالي 50٪ من التونسيين لم يشاركوا في التصويت. ولذلك ونظرا لما عاشته البلاد من ظروف صعبة نوعا ما فالوضع الآن يتطلب توفر وحدة قوية وعدم التشتت خاصة التخفيف من الطموحات «البوليتيكية» الزائفة.
لماذا ترون أن الانتخابات الفارطة غير موفقة؟
لأنه كانت من المفروض ألّا تقع أصلا فالوقت آنذاك لم يكن مناسبا لتنظيم انتخابات وكان من الواجب اقتراح تفعيل برلمان شعبي يمثل كامل جهات البلاد وتحرير الدستور ثم الاستفتاء عليه. ولكن هذا الأمر لم يحدث بل ما حدث هو تعاقب عدة حكومات على السلطة. ولذلك لا بد من طي هذه الصفحة وأظن أن «شباب» الحكومة الحالية سينهي الفترة الانتقالية على أسس ديمقراطية.
وأيهما الأجدى في نظركم, تسبيق التشريعية أم الرئاسية؟
لا وجود لإشكال في تسبيق التشريعية على الرئاسية وتسبيق الأولى ربما هو الأفضل في كل الحالات لأن النتيجة الأساسية للثورة هي تكريس حكم الشعب الذي يجب أن يكون وفق نظام برلماني كما نص على ذلك الدستور الجديد.
يؤكد مطلعون أن السبسي هو مرشح حركة «النهضة» لقصر قرطاج.. بماذا تردّون؟
لن أدخل في خانة ذكر الأسماء لا بالنسبة للانتخابات التشريعية ولا للرئاسية, ولا يهمني الموضوع ولنترك مهمة تقييم المترشحين للشعب. وأتمنى أن يقع انتخاب الرئيس المقبل أو الرئيسة المقبلة لتونس من طرف الشعب مباشرة.
هل ترون أن هناك نساء تونسيات قد يزاحمن الرجال في الانتخابات الرئاسية؟
قد يكون رئيس تونس المقبل امرأة وهناك نساء يمكنهن رئاسة تونس.
هل يمكنكم تقديم أسماء؟
هناك بعض الأسماء بإمكانها أن ترأس البلاد.
كيف تقيمون مقترح «الرئيس التوافقي» الذي اقترحته حركة «النهضة»؟
يجب أن تترك الحرية للتونسيين في اختيار رئيسهم القادم لأن هناك جهات وتأثيرات أجنبية تدفع في اتجاه اختيار فلان أو علاّن.
ولكن أي معنى لتنظيم الانتخابات أصلا إذا اتفق علية القوم من السياسيين على اختيار الرئيس, ألا تصبح الانتخابات مجرد واجهة شكلية وإهدارا للوقت ولطاقات البلاد؟
ربما هذا الأمر هو من أماني وتمنيات حركة «النهضة» وهذه مسألة تخصّها هي. «النهضة» تتمنى إيجاد اسم توافقي قبل الانتخابات ولكن هذا المقترح ليس الأساس لأن الأساس هو حرية الاختيار التي يجب أن تترك للتونسيين.
هل في هذا المقترح نية في الانقلاب على الدستور بما أنه نص على تنظيم انتخابات رئاسية لا التوافق الحزبي أو السياسي حول الرئيس؟
لا... ليس انقلابا على الدستور بل هناك محاولة لتنظيم الانتخابات على أساس الإجماع وهذا ما يتمنونه. وكما قلت لك سابقا هناك أياد أجنبية تدفع في اتجاه اختيار رئيس يلائمها ويكون مقربا منها.
ولكن بعض الأطراف تؤكد أن المعركة الانتخابية محسومة وأن السلطة المقبلة قسمت بين «النهضة» و«النداء», بماذا تردّون؟
لن أدخل في التعليق على مثل هذا الكلام لأنه مجرد هذيان «بوليتيكي».
ولكن هذا السيناريو ليس مستبعدا على كل حال؟
بعض الجهات من الداخل والخارج تعتبر أن هناك قوتين سياسيتين في تونس هما «النهضة» و«نداء تونس» و هذه الرؤية ستتوضح في الانتخابات. هذا السيناريو قد يحدث بقرار خارجي ربما على خلفية أن بعض الدول الأجنبية قد يلائمها تواجد هذا الحزب أو ذاك في السلطة. وهذه رؤية آنية لا تليق بشعب متطلع إلى مستقبل مختلف في نطاق شمال افريقي ومتوسطي.
وماذا بخصوص مصطفى بن جعفر الذي يبدو أن بعض الدول تراهن على ترشيحه؟
قد ترشحه بعض الدول الأوروبية كفرنسا وبلجيكا وربما ألمانيا. توجد حسابات انتخابية داخل تونس وحسابات انتخابية في أوروبا والأفضل الرجوع إلى الأصل لأن الرجوع إلى الأصل فضيلة طبعا أقصد الأصل المتحرر.
أفادت بعض الجهات أن قطر تمارس ضغوطات على حركة «النهضة» لإعادة ترشيح المرزوقي لولاية ثانية, فهل هذا السيناريو يبقى بدوره غير مستبعد؟
كل الفرضيات واردة في ظل الاوضاع الحالية. لذلك لا بد من الغربلة وتجاوز الواقع الراهن إلى ما هو أهم وأساسي أي في اتجاه ما يتطابق مع المصالح الجديدة لتونس الجديدة.
جولة المرزوقي الافريقية هل هي فتح مبين لإفريقيا أم حملة انتخابية سابقة لأوانها أم إهدار للمال العمومي في زيارات غير ذات جدوى مثلما اعتبر البعض؟
يمكن أن تكون حملة انتخابية ..كل شيء وارد في الوقت الراهن وكل شيء أصبح انتخابيا. و بالنسبة لإهدار المال العام أقول لاحظوا كم وحجم الأموال التي أنفقت منذ الثورة إلى الآن وقارنوه بكل المراحل التي مرت بها تونس عبر تاريخها ستجدون أن هذا الأمر لم يحدث أبدا بل وحتى المقارنة لا تجوز أصلا. هناك تفريط في المال العام يشبه الإهدار وكل الزيارات التي نظمت في اتجاه ألمانيا أو كندا أو غيرها كانت «زائدة» و هي طبخات دعائية فقط.
لكن تبقى جولة المرزوقي الافريقية خطوة طيبة وهي تفعيل لما نتمناه وما تمنيته شخصيا في تكريس تواجد افريقي متحد وموحد وفاعل في مجاله العالمي. من الجيد أن نعود إلى الأصل ونحن آفارقة وننتمي إلى شمال افريقيا وعلينا بناء مغرب عربي كبير موحد وكذلك افريقيا موحدة وفاعلة ومتعاونة.
ولكن تونس تعتبر رائدة في الخارطة الإفريقية في كامل مراحلها التاريخية وفي مختلف المجالات, بمعنى أية مكاسب سنجنيها من زيارات إلى دول على غرار مالي أو تشاد وغيرها؟
أنا لا أتحدث عن النتائج الحالية لكن أتحدث عن المستقبل لأنه من الواجب أن تتواجد تونس في محيطها وقطرها الإفريقي, القارة السمراء هي أمنا جميعا وكذلك هي تحتوي على ثروات باطنية ومنجمية
كبيرة يخشى أن توزع على من هو ليس جديرا بها من المستعمرين المحنكين. أيضا هناك ثروات أرضية خارقة بالقارة السمراء غير متوفرة بدول شمال افريقيا من شأنها أن تشجع على الاستثمار وتفعيل المشاريع الاقتصادية, وكما قلت لك سابقا الرجوع إلى الأصل فضيلة.
توقيع اتفاقية مع مالي حول تبادل الخبرات الطلابية توجس البعض من ان تسهل تسلل ارهابيين إلى تونس بما أن هذا البلد كغيره من البلدان الافريقية التي زارها المرزوقي متاخم للحدود الليبية الساخنة؟ هل ترون أن هذه الاتهامات واقعية؟
لا أظن ذلك لأن النوايا من الزيارة ومن الاهتمام بافريقيا طيبة. هذا الكلام هو كلام انتخابي كما أن التوجه إلى افريقيا ليس جديدا في تاريخ تونس فأنا شخصيا وقعت باسم تونس سنة 1963 على وثيقة تأسيس البنك الإفريقي للتنمية بالسودان. ولذلك أنا من جهتي مع الاهتمام بالعلاقات مع إفريقيا ولم لا تصبح البلدان الإفريقية الولايات المتحدة الإفريقية في يوم ما على غرار الولايات المتحدة الأمريكية؟.
ما تعليقكم على قرار تفعيل مشروع الخط الجوي بين تونس و أربيل مؤخرا (قبل تعليق الرحلات بسبب الوضع في العراق), وهل ستكون لهذا القرار تداعيات سلبية يمكنها تهديد الأمن القومي كتسهيل تسرب الإرهابيين إلى بلادنا مثلا؟
يمكن أن يسهل دخول إرهابيين, كل الاحتمالات واردة. ولكني أتساءل فقط عن توقيت تفعيل هذا الخط الجوي, لماذا تم في هذا الوقت بالذات ؟ اختيار التوقيت غير مفهوم. كذلك يوجد تناقض كبير فمن جهة يفتح خط جوي بين تونس وأربيل ومن جهة أخرى يُقلص في عدد طاقم السفارة التونسية ببغداد؟؟.
عرفت العراق في عهد صدام حسين وكانت علاقتي طيبة بطارق عزيز و ميشال عفلق والعراق في عهد صدام كان مأوى للكثير من المناضلين. و يؤسفني ألا تجتمع الجامعة العربية والاتحاد الافريقي من أجل العراق وسوريا وبلدان شمال افريقيا بهدف إيجاد حلول للمشاكل الأمنية والإرهابية التي تعاني منها هذه البلدان دون أن ننسى القضية الفلسطينية طبعا التي تظل قضيتنا الأم.
هل ترون أن الوقت حان لإعادة العلاقات مع سوريا؟
لا يوجد مبرر لقطع العلاقات مع سوريا « ما ثماش علاش», لا سيما أنه لدينا جالية هناك ونحن مسؤولون عما يقع في سوريا ولا يلائمنا أن يحدث في تونس مثل ما حدث في هذا البلد, كما أنه لدينا آلاف التونسيين في سوريا ولذلك لا بد من توفر اليقظة الأمنية والسياسية والتنموية, في كلمة لا بد من توفر اليقظة المستقبلية, إلى متى يقع الصمت و«الفركحة» في مثل هذه المسائل؟
كذلك من الضروري النظر في المسألة السورية في إطار الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي حتى يكون القرار جماعيا ويتم النظر في كل القضايا التي تشغل المنطقة.
يحذر خبراء عسكريون و أمنيون من مخاطر إرهابية محدقة ببلادنا من جماعات متطرفة ك«داعش» وغيرها, فهل أن هذه المخاطر جدية كما يؤكد البعض؟
حتى لا يحدث هذا السيناريو لا بد من تشكيل لحمة سياسية بين دول المغرب العربي والدول الإفريقية, لا يجب أن تتحرك تونس بمفردها للقضاء على الإرهاب, لا بد من توحيد الجهود لأن الوضع في العالم يتطلب الوحدة والعمل المشترك والسؤال المطروح الآن « وين ماشين»؟.
الإرهاب مازال باش يضربنا أم لا؟ هذا رهين المشهد الانتخابي والحياة اليومية للتونسيين, ومباشرة العمل الانتخابي ليس بكثرة الأحزاب بل بالاعتناء بالقضايا المستقبلية الخطيرة وأهمها الملف الأمني.
يقول مطلعون أن الجزائر هي حامية ظهر تونس من الإرهاب, ما مدى صحة هذا الرأي؟
أجل ...لوجود الجزائر بين ظهرانينا وعلاقتها بتونس دور كبير في حماية حدودنا وحمايتنا جميعا ولذلك لا مناص من التعاون والتنسيق الأمني معها وكذلك مع كل دول شمال افريقيا.
أية تداعيات ترونها للأزمة الليبية على تونس؟
تفاءلنا مؤخرا بتنظيم ندوة دولية لمساعدة ليبيا للخروج من أزمتها ولكن هذا الأمر لم يحدث. يجب أن نكون في أهبة للدفاع عن أنفسنا وكذلك على ليبيا ولا بد من العودة إلى حضن المغرب الكبير لأن الجماعات المسلحة في هذا البلد قد تهدد الأمن القومي مثلما حدث في الشعانبي وجندوبة وغيرها.
تونس بمفردها لا تستطيع مجابهة الإرهاب ومن الضروري معالجة القضية الأمنية معالجة جماعية بين جميع دول المنطقة.
هل تحسّن أداء المنظومة الأمنية في مكافحة الإرهاب في ظل الحكومة الحالية؟
أجلّ ... تحسنت الأوضاع و لاباس وهناك نتائج ملحوظة في التصدي للإرهاب. ولكن أعتقد أن المسألة أعمق من ذلك, أعتقد أن الشعوذة الموجودة وراء الظاهرة تسعى إلى القضاء على شمال إفريقيا وهذا الأمر يجب الاهتمام به في فلك الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي.
ما تقييمكم للديبلوماسية الاقتصادية المتمثلة في الزيارات المكوكية إلى الخارج؟
الأولوية هي افريقيا والمغرب العربي ... طبعا لا يجب الانسلاخ عن أوروبا والحوض المتوسطي, أيضا نحن «ماناش هاربين» من أوروبا وعلاقتنا بالدول الأوروبية تاريخية ولكن يظل محيطنا عربيا افريقيا.
مهدي جمعة يريد طمأنة الدول الأجنبية على الوضع الأمني بتونس في الوقت الحالي وبناء على ذلك ستتعامل معنا هذه الدول, ولهذا فتوجه رئيس الحكومة إلى البلدان الأجنبية «حلال محلل» ومن الطبيعي أن يبحث عن الدعم كما أن الدعم مرتبط بتوفر الأمن.
هناك من يرى أن تونس تحترف «التسوّل الاقتصادي»؟
إذا كانت زيارات مهدي جمعة إلى أوروبا وأمريكا فقط يمكن أن يقول الناس هذا الكلام ولكن بوضع تونس في محيطها الطبيعي أي محيطها العربي و الافريقي سيفند هذه الادعاءات وهذا الأمر قد يكرس خطة سياسية جديدة قد يعتمدها الحاكمون بعد الانتخابات حتى لا يشتمّ التونسيون أن الهبات مصبوغة برائحة الاستعمار.
وماذا عن أداء الحكومة الحالية؟
الاعتناء بالتنمية ضعيف و لم يتسع في الجهات الداخلية. ونحن سبق أن قدمنا دراسات في الغرض للحكومة وللمجلس التأسيسي ونرجو أن يقع تفعيلها.
وهل صحيح أن البلاد تعاني من أزمة اقتصادية حالكة وتوشك على الإفلاس؟
لا أظن أن هناك أزمة بل يوجد سوء في الأحوال العامة بالبلاد. وهذا الوضع لم يحدث أبدا في تونس على مر التاريخ, فلم يحدث أن تتداينا من قبل مثل ما حدث في هذه الفترة.
باقتراب تاريخ الموعد الانتخابي نلحظ عزوفا لدى جانب هام من التونسيين عن المشاركة, ما السبب؟
قد يكون ذلك نتيجة لسلوك المترشحين أو كثرة الأحزاب التي نفّرت المواطنين مما نتج عنه بروز ما يسمى ب«الكلل السياسي» والعياذ بالله, يا ليت الأحزاب تهتم بالمسائل الكبرى قبل الانتخابات, يا ليتها.
وهل هذا العزوف هو ما أدى إلى فوز «النهضة» في الانتخابات الفارطة؟
«النهضة» يمكن أن تكون ويمكن ألّا تكون, و بها أو دونها لتونس أساس ديني دون أدنى شك. لكن من الصعب إقصاء «النهضة» فهناك بعض الأحزاب تركز وجودها على محاولة إقصاء «النهضة». نحن نؤكد على عدم إقصاء «النهضة» أو غيرها من الأحزاب فالأهم هو حرية الرأي وبناء دولة عصرية وهذا ستتم غربلته وفق التجمع الكبير في المحيط العربي و الافريقي لتونس.
وهل تتوقعون فوزا جديدا ل «النهضة»؟
«النهضة» بيّنت أنها تتطور مع الواقع التونسي.
«التجمع» يعود بقوة حسب ملاحظين, فهل يستقيم هذا الأمر؟
«التجمع» موجود في الحكم وفي الحياة السياسية والسؤال المطروح هنا « إذا كنت لا تحبذ وجود «النهضة» ووجود من كان يحكم سابقا فأين تضع نفسك إذن؟
«وين تحط روحك؟» لنترك الجميع يتواجد بالمشهد السياسي ولنترك الحكم لهم أو عليهم للشعب.
وهل صحيح أن الاتحاد العام التونسي للشغل هو من أنقذ «النهضة» إثر إغتيال الشهيد محمد البراهمي؟
«هدرة فارغة و جبدان بلاء وغير صحيح». الأطراف التي لا تحب تونس هي من تردد هذا الكلام, هم يريدونها أن تشتعل بين الاتحاد و«النهضة».
وبالنسبة لتركيز هيئة الحقيقة والكرامة, هل ترون أن هذه الهيئة ستمكن من تفعيل العدالة الانتقالية؟
أريد أن أقول إن وجود هذه الهيئة لا يمنع التشاور مع بعض الأطراف التي هي قادرة على التغيير دون خلفيات أو نوايا مسبقة أو على أساس معركة انتخابية. الأولوية القصوى هي إرساء السلم بالبلاد وربط الوضع الداخلي بمحيطه الافريقي والعربي.
هل دولة بورقيبة وقيم الجمهورية في خطر؟
لا شيء في خطر, هناك من يستعمل هذه «الهداري» بهدف النجاح في الانتخابات المقبلة وهي آلية تنازع وطمع وطموح. على كل ... هذا تجاذب ظرفي سينتهي آجلا أم عاجلا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.