بعد تسع سنوات عاد النجم الرياضي الساحلي ليتعامل مع مدرّب من أوروبا الشرقية ونعني بذلك الصربي الأصل والفرنسي الجنسية دراقان الذي جاء قدومه إلى سوسة وسط حالة من عدم الإرتياح لإختياره لدى نسبة كبيرة من أحباء فريق جوهرة الساحل باعتبار أن الرجل لا يملك ثقافة الألقاب والنجم الساحلي يلوح في تقدير من لم يرحبوا بقدوم دراقان أكبر من هذا المدرب ويذكر أن آخر تجربة للنجم مع مدرب سليل مدرسة أوروبا الشرقية تعود إلى موسم 2004 2005 مع البوسني الفرنسي محمد بزداريفيتش الذي بلغ معه النجم الدور النهائي لكأس رابطة الأبطال الذي خسره أمام الأهلي المصري مع جيل من اللاعبين هم من صنعوا في الموسم الموالي ملحمة الألقاب المتتالية من بطولة تونس إلى كأس الكنفدرالية الافريقية إلى رابطة أبطال القارة والكأس الإفريقية الممتازة وصولا إلى مونديال الأندية باليابان ... ويذكر أن بزداريفيتش الذي جاء للنجم من إيستر الفرنسي وهو فريق من وسط الترتيب كثيرا ما يلوح مرتاحا لنتيجة التعادل في أولمبي سوسة وهو ما فسره البعض وقتها بأن تلك هي طموحات الرجل التي لا تتعدى نصف الترتيب والحال أن فريقا بحجم النجم يساوي عنده التعادل في سوسة الهزيمة. فشل القادمين من المعسكر الشرقي في إطلالة على تاريخ النجم الرياضي الساحلي مع المدربين الوافدين من أوروبا الشرقية انطلاقا من فترة الثمانينات لم نعثر على أيّ انجاز أو لقب لمدّرب من هذه السلالة .. ففي سنة 1984 انتدب النجم المدرب اليوغسلافي، دراقان الذي توّج مع الشبيبة القيروانية ببطولة 1977 ولكنه فشل في إحراز اللقب الذي نافس عليه النجم حتى الجولات الأخيرة ليظفر بالأسد وقتها النادي البنزرتي. وفي موسم 88/ 89 جاء البلغاري نيكوديموف وحقق معه وقتها النجم نتائج طيبة وألحق عديد الشبان بالفريق الأول على غرار فريد شوشان والباجي هلال وثامر الطرابلسي وغيرهم ولكن اللقب غاب عن النجم. وفي بداية التسعينات جاء فريق جوهرة الساحل بالمدرب الروسي «شتيلين» بعد تجربته مع الإتحاد المنستيري ولكنه لم يعمّر طويلا شأنه شأن مواطنه كوتشيارفسكي. وفي موسم 93 / 94 انتدب النجم الساحلي المدرب البولوني بلاتاك مباشرة بعد تتويجه بكأس تونس مع الأولمبي الباجي ولكن مصيره كان شبيها بمن سبقوه من أبناء المعسكر الشرقي مثلما فشل اليوغسلافي تودوروف الذي خسر معه النجم الساحلي نهائي كأس تونس ضد نادي حمام الأنف إبان تدشين ملعب رادس يوم 3 جويلية 2001 ليغادر سوسة غير مأسوف عليه تاركا موقعه للمدرب الذي هزمه في الدور النهائي ونعني عمار السويح. «درونوفاك» الاستثناء تجربة النجم الرياضي الساحلي مع مدّربين من أوروبا الشرقية كانت بمنطق النتائج والتتويجات فاشلة وغير موفقة لكن الاستثناء يبقى المدرب اليوغسلافي الأسطورة درونوفاك الذي حقق معه فريق جوهرة الساحل انجازات تاريخية لم تمح من الذاكرة أبرزها على الاطلاق ملحمة موسم 62 / 63 التي توّج فيها النجم الساحلي بثنائي البطولة والكأس دون هزيمة وأكثر من ذلك أن درونوفاك الذي جاء إلى سوسة في بداية ستينات القرن الماضي عمل وفق منهجيّة أسس بها لمستقبل النجم واستطاع أن يجمع بين التكوين السليم والمعمّق والنتائج الإيجابية التي مازالت إلى اليوم حديث الناس. هل يكسّر «دراقان» الثاني القاعدة؟ دراقان الثاني في تاريخ النجم الذي انطلق في عمله مؤخرا أمامه اتجاهان لا ثالث لهما فإمّا أن يحذو حذو مواطنه درونوفاك ويكتب اسمه في التاريخ بالألقاب وهوعلى مرمى ثلاثة أشهر من تتويج قاريّ مرتقب وإمّا أن يقتفي أثر من فشلوا قبله من أصيلي أوروبا الشرقية في تحقيق نتائج تتحدث عنهم بعد مغادرتهم للنجم الساحلي.