(تونس) مشهد يومي يعيش على إيقاعه ركاب المترو الخفيف بين محطات «برشلونة»و«المروج»و«منوبة»و«الدندان» و«حي الانطلاقة» و«حي ابن خلدون» وغيرها من المحطات التي يسلكها المترو الخفيف بين العاصمة وضواحيها حيث يتشعبط الأطفال بذيل العربة الأخيرة من المترو وعلى ظهورهم محافظهم لأنهم ذاهبون أو عائدون من مدارسهم...وفي أذهانهم لعب وترفيه واستعراض عضلات أمام المسافرين الواقفين في محطات الانتظار... إلى جانب أنها سفرة مجانا حسب تأويل عقولهم الصغيرة... هكذا يبدو لهم الأمر هزلا ولهوا ..ولكن ما نسمعه في كل مرة من حوادث قاتلة وأخرى صادمة أدّت إلى بتر أياد وأقدام مع ما أصاب العائلات من فزع ورعب وخوف بسبب تهاون الآباء عن مراقبة أبنائهم وخروج الأم إلى العمل مع نوعية من أطفال اليوم الذين يميلون إلى الهرج والمرح والصخب وركوب الخطر دون التفكير في نتائجه الوخيمة خاصة أن فترة المراهقة تلعب دورها سلبا إذا ما وجد الطفل نفسه دون مراقبة لصيقة في ظل مغريات الشارع...يجاري فيها غيره ويعانده بل يحاول أن يأتي العجب العجاب إذ يقوم بالتنقل بين عربات المترو أو بالقفز بينها أو أن يتشجع ليقوم بحركات بهلوانية تحت حيرة ودهشة المارة دون أن يتدخل أحدهم..لأنه لو فعل...سيسمع حتما ردّا عنيفا وجوابا قبيحا في ظل أن الناس صاروا اليوم يطبقون حكمة «اخطى رأسي...واضرب»... وان المدرسة تخلت عن دورها الأخلاقي بعد أن صار الأب يخاف على ابنه من نسيم الربيع ولا يقبل أي ردّة فعل تجاهه حتى ولو كانت من باب الرّدع والنّصح والتوجيه والارشاد...والدليل ها نحن نراه يوميا مع «أطفال المترو» الذين يعرضون أنفسهم يوميا إلى الموت...والأولياء يقولون...«اللطف على أبنائنا...من الحسد والعين... وعين الحسود فيها عود». ونحن نرد...« من أنذر فقد أعذر».