توقفت السلسلة الإيجابية للترجي الرياضي أمس في قابس وبالتحديد في الملعب الذي لم يعرف فيه أبناء باب سويقة النجاح في السنوات الأخيرة ليخسروا بالتالي نقطتين ثمينتين في الترتيب العام وفي مشوارهم القادم الذي يتطلعون خلاله إلى منافسة الإفريقي والنجم والصفاقسي على لقب البطولة... لقد كان هذا التحوّل إلى عاصمة الحنّة في حقيقة الأمرمحفوفا بالمخاطر حيث كان التخوّف كبيرا في أوساط الترجيين من السقوط مرة أخرى بالملعب البلدي بقابس على غرار الموسم الفارط الذي اكتفى فيه الأحمر والأصفر بالتعادل على نفس النتيجة التي آلت إليها مواجهة أمس الأول... كان هذا التخوّف في محله وتكبد فريق باب سويقة عثرة مؤثرة جدا حاول المدرب خالد بن يحيى على امتداد الأسبوع المنقضي تفاديها من خلال حسن إعداد هذا اللقاء وضبط البرنامج التحضيري المناسب للنجاح وتجديد الثقة في نفس اللاعبين الذين فازوا على النادي الصفاقسي لكن ذلك لم يكن كافيا حيث فشل الترجيون في مواصلة انتصاراتهم وتكبدوا تعادلا في طعم الهزيمة باعتبار النقاط الهامة التي تفصلهم عن صاحب الطليعة والتي ارتفعت إلى ثماني نقاط بعد الجولة الأخيرة هذا إضافة إلى العودة إلى المركز الرابع في الترتيب العام وهو ما سيصعب المهمة أكثر فأكثر سواء في باقي لقاءات مرحلة الذهاب والتي يواجه فيها فريق باب سويقة الجار وصاحب الصدارة النادي الإفريقي وكذلك قوافل قفصة الذي يسجل تحسنا كبيرا في الأداء في هذه الفترة أو في الشطر الثاني من هذا الموسم والذي سيكون خلاله الأحمر والصفر ممنوعا من العثرات حتى لا يتعمق الفارق أكثر فأكثر مع نوادي الطليعة وحتى يتطلع إلى تقليصه واللحاق بثلاثي الصدارة. ضربات الجزاء: « حرام عليه حلال على منافسيه» للمرة الثانية على التوالي يقبل الترجي الرياضي هدفا من ضربة جزاء تختلف الآراء على صحتها أعلن عليها الحكم خالد القيزاني الذي تغاضى عن أخرى أكثر وضوحا لفائدة يانيك نجانغ ليكون قرار صاحب الزي الأسود هذه المرة مصيريا على عكس قرار الجوادي في الجولة السابقة وحكم على فريق باب سويقة بالإكتفاء بالتعادل حارما إيّاه بالتالي من فوز كان سيدعم حظوظه في العودة للمنافسة على اللقب أكثر فأكثر... نحن ننزّه حكامنا ونعتبر قراراتهم عفوية تندرج ضمن القراءات التي يمكن أن تكون صحيحة أو خاطئة غير أن التغافل عن الإعلان عن ضربة جزاء واضحة جدا كالتي شاهدناه أمس الأول لصالح مهاجم الترجي الرياضي يدخل بصفة آلية الشك والريبة في النفوس ويطرح تساؤلات كبيرة عن الدور الذي يلعبه الحكام في تحديد مصير اللقاءات وبالتالي اللقب ككل ناهيك وأن منافسي الترجي الرياضي غنموا هدايا في هذا المجال وهذه حقيقة يفرض علينا الواجب الإفصاح عنها حتى نعطي لكل ذي حق حقه ونكون أمناء في تحليلنا وأحكامنا ... لقد تعرّض الترجي الرياضي إلى مظلمة تحكيمية أمس الأول في قابس لأن الحكم خالد القيزاني هضم حق أبناء خالد بن يحيى وأثر على نتيجة اللقاء والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الصدد هو هل أن ضربات الجزاء حرام على فريق باب سويقة وحلال على منافسيه؟ هذا قوس كان من واجبنا فتحه قبل المرور والتطرق إلى أداء أبناء خالد بن يحيى في هذا اللقاء والذي لم يكن صراحة في المستوى المطلوب الذي يضمن لهم تحقيق نتيجة إيجابية في تحوّل صعب جدا لم ينجحوا في اجتيازه بسلام في الموسم الفارط. مردود دفاعي «كارثي» هذا ما يجب أن نقوله على أداء الخط الخلفي للترجي الرياضي أو بالأحرى على المنظومة الدفاعية ككل للفريق لأن هذا الدور لا يقتصر على المدافعين فقط بل يشمل كل اللاعبين وعلى رأسهم المهاجمين الذين يمثلون أول المدافعين عند فقدان الكرة ... لقد كانت الهفوات من هذه الناحية متعددة ومختلفة من كل اللاعبين بدون استثناء وعلى جميع المستويات كذلك من محاصرة وتغطية وحوارات ثنائية وتمركز وخاصة العودة السريعة عند خسارة الكرة... لذا ونظرا لكل هذه السلبيات فقد كان طبيعيا جدا أن يخلق الملعب القابسي خلال الشوط الأول فقط ما لا يقل عن ثلاث فرص سانحة للتهديف وأن يضغط على دفاع الترجي الرياضي بالشكل الذي رأيناه ولولا العقم الهجومي الذي رافق مهاجمي «الستيدة» بإهدارهم كرات سهلة وأهداف محققة ولولا كذلك مهارة الحارس معز بن شريفية الذي أنقذ مرة أخرى فريقه من هزيمة محققة لانتهت الفترة الأولى من هذا اللقاء على تقدم المحليين بثلاثة أهداف لواحد أو اثنين إذا اعتبرنا الفرصة التي أضاعها العكايشي في بداية المقابلة... ذلك الإنحلال الذي سجلناه في الأداء الدفاعي للترجي الرياضي طوال الشوط الأول يعد خطيرا جدا وتسبب في توقف سلسلة الإنتصارات من جهة وسيكون من جهة أخرى سببا مباشرا في العديد من العثرات التي سيتكبدها الفريق مستقبلا إذا لم يتم إصلاح المشكل ووضع حدّ لمثل تلك الهفوات المرتكبة بمختلف أنواعها والتي تعد فادحة جدا لا تليق باسم النادي ولا بطموحاته، فلا يمكن لفريق كبير يتطلع إلى التتويج بالبطولة المحلية وكذلك بل وخاصة برابطة الأبطال الإفريقية أن ينجح في تحقيق وبلوغ أهدافه بمنظومة دفاعية كالتي شاهدناها في قابس وايضا في مقابلات سابقة أخرى وبهفوات قاتلة غير مقبولة بالمرة في هذا المستوى وفي فريق كبير مثل الترجي الرياضي. ما كل مرّة تسلم الجرّة لقد أكدنا سابقا وفي مناسبات عديدة كذلك أن المدرب خالد بن يحيى طوّر العديد من الأشياء في الترجي الرياضي وأن العمل الذي يقوم به في التمارين بدأ يعطي أكله وأنه بصدد كسب الرهان بمجموعة متوسطة لا غير وأؤكد هنا على كلمة متوسطة ، كما أن هذا التعادل الذي يعدّ في طعم الهزيمة في قابس لا يغيّر بالمرة من فكرتي وقناعاتي في خصوص الإضافة التي قدمها ولا يزال يقدمها هذا الفني للأحمر والأصفر لكن هذا لا يعني أن كل الأمور على أحسن ما يرام لأن المنظومة الدفاعية ككل فيها الكثير من العيوب والسلبيات التي تصل إلى حد الكوارث فعلا بالنسبة لفريق في قيمة الترجي الرياضي وهذا ما يفرض على المدرب خالد بن يحيى إعادة التفكير في عدة اختيارات ومراجعة عدة حسابات في أسرع وقت ممكن وخاصة فرض التعليمات التي يجب أن تصل إلى حد الإملاءات على بعض اللاعبين لاحترام أدوارهم ومهامهم فوق الميدان والإنضباط في القيام بها لأن الترجي الرياضي يدفع اليوم ثمن مثل هذه الإخلالات وغياب الجدية على مردود بعض لاعبيه ، ولئن سلمت الجرة في عدة مقابلات في البطولة الوطنية بسبب غياب المهاجمين القناصين في أنديتنا وفشلهم في استغلال فرص سهلة على غرار الشوط الأول من مباراة قابس فإن هذا الإنحلال ستكون نتيجته مغايرة في رابطة الأبطال ولن يتفادى الفريق الهزائم بهذه الهفوات، ولأن الأحمر والأصفر ينظر دائما إلى الأعلي وإلى ذلك اللقب القاري الغالي فإن النجاح مستحيل على ذلك المستوى بمثل تلك الهفوات والهنات المسجلة والتي لا تليق صراحة بالترجي الرياضي ...