*محمد بوغلاب علمت "التونسية" أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وجه الدعوة لنظيره الباجي قائد السبسي لزيارة الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال اتصال هاتفي جمعهما يوم أمس الإثنين، وقد هنأ أوباما قائد السبسي بفوزه في أول إنتخابات رئاسية ديمقراطية مشيداً بما قام به التونسيون خلال العملية الانتقالية الديموقراطية "التاريخية"،غير أن البيت الأبيض أشار إلى أنه لم يتم حتى الآن تحديد موعد زيارة الرئيس التونسي الجديد. وينتظر أن تشهد العلاقات الثنائية بين البلدين نسقا أسرع بخروج المرزوقي من قصر قرطاج الذي لم يكن "مخاطبا جيدا" في نظر الإدارة الأمريكية حتى أن نائب الرئيس بايدن ترك المرزوقي ينتظر قرابة الساعة قبل إستقباله دون أن يحرك رئيسنا ساكنا عدا رد فعله الغاضب على مرافقيه من مستشاري القصر . وكان واضحا أن الإدارة الأمريكية كانت تفضل التعامل مع مهدي جمعة ورجال حكومته وفي مقدمتهم وزير الخارجية الدكتور المنجي الحامدي الذي تمكن في أول ظهور إعلامي له في ندوة صحافية مشتركة مع نظيره الأمريكي جون كيري من اقتلاع الإعجاب لإتقانه اللافت للأنجليزية وديبلوماسيته العالية حتى أن الوزير كيري علق أمام الصحافيين مداعبا نظيره التونسي " السيد وزير الخارجية قال لي عندما أعلمته قبل قليل ودون برمجة مسبقة باللقاء الصحفي بأنه لم يجهز نفسه ، وها أنتم ترون النتيجة، فما بالكم لو أعد نفسه" وكان واضحا أن إدارة الرئيس أوباما ساندت الثورة التونسية سياسيا وماليا ولم تتردد في الدعم العسكري لبلادنا في حربها ضد الإرهاب . وتعود العلاقات التونسيةالأمريكية إلى أكثر من مائتي سنة فقد أبرمت في 26 مارس 1799 أوّل اتّفاقية للصّداقة والتّبادل التّجاري بين تونسوالولايات المتّحدة، ويمكن اليوم الإطّلاع على النّسخة الأصليّة لهذه الاتفاقية بمكتبة السّفارة الأميركيّة بتونس وتبعا لهذه الإتفاقية وقع بعث أوّل قنصليّة أميركيّة بتونس يوم 20 جانفي 1800 لتلتحق بعدد من البعثات الدّيبلوماسيّة الأخرى التي وجدت مقرّا لها على أطراف ساحة العملة بالعاصمة. وخلال شهر سبتمبر 1805، استقبل الرّئيس الأميركي توماس جافرسون مبعوثا خاصّا من تونس، تلاه سنة 1865 إثر نهاية الحرب الأهلية تعيين سفير تونسي لدى الولايات المتّحدة كان محمّلا برسالة صداقة إلى الشّعب الأميركي. من جهة أخرى تعد الولايات المتّحدة أول دولة عظمى إعترفت بإستقلال تونس يوم 17 ماي 1956 وقامت بنقل سفارتها إلى شارع الحرّية.