التونسية (جندوبة) تمكن أربعة أشخاص من النجاة بأعجوبة بعد أن قضّوا كامل الليلة الفاصلة بين الأحد والاثنين والتي شهدت تساقط كميات هامة من الثلوج و تدني كبير في درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر بالعراء داخل مناطق جبلية كثيفة الغابات وصعبة التضاريس وحادة المنحدرات تعرف باسم قلتة الملاح وهي منطقة تكثر بها الذئاب والخنازير الوحشية لوقوعها بالقرب من المصب النهائي للفضلات التابع لبلدية عين دراهم والتي ترتاده كل ليلة جحافل من هذه الحيوانات البرية والكلاب السائبة بحث عن الطعام الأربعة أشخاص تاهوا داخل هذه المنطقة الصعبة عندما كانوا بصدد اكتشافها وتحديد المسالك بها قصد استقدام رحلات سياحية إليها نظرا لما تمتاز به من جمال طبيعي أخاذ وغدير من المياه الضحلة زادها جمالا ورونقا هؤلاء الأشخاص الأربعة هم أعضاء لأحد الجمعيات التوسية قدموا من العاصمة على متن سيارة ركنوها وسط مدينة عين دراهم ودخلوا الغابة المذكورة عن طريق منطقة عين فلوس ومنطقة الشحيدة وعندما عجزوا عن وجود طريق العودة اتصلوا بمركز الحرس الوطني بعين دراهم الذي اعلم بدوره معتمد المنطقة وعمدة المدينة وانطلقوا في البحث عنهم بداية من عشية يوم الأحد لكنهم لم يتمكنوا من إيجادهم نظرا للظروف المناخية القاسية و الظلام الدامس وصعوبة التضاريس وعدم توفر مسلك يوصل إليهم ما اجبرهم على قضاء كامل الليلة بهذه المناطق الجبلية محتمين بأشجار الفرنان وما زاد الأمور تعقيدا وخطورة نفاذ شحن بطريات هواتفهم الجوالة بصفة كاملة فانتظروا عند بزوغ ضياء الفجر وعند ذالك تمكنوا من تحديد المدرسة الابتدائية بمنطقة سيدي محمد والتحقوا بها مشيا على الأقدام وهنا وجدوا مساعدة كبيرة من المواطنين فاستأجروا لهم سيارة نقل ريفي أوصلتهم إلى مدينة عين دراهم وبذالك نجوا من هلاك مؤكد وتجدر الإشارة هنا أن على الجمعيات الراغبة في اكتشاف هذه المناطق الجبلية أن تستعين بدليل من أبناء الجهة حتى يتمكنوا من القيام بذالك في أحسن الظروف والابتعاد عن الأخطار والمتاهات