مدارس ابتدائية في دائرة الخطر التونسية (تونس) تتسع مجالات الحديث عن مرض إلتهاب الكبد الفيروسي من سنة إلى أخرى حد الخلط بين أصنافه الثلاثة «أ» و«ب» و«س» من جهة والخلط بين أسباب الإصابة به وبين سبل الوقاية منه وبين أعراضه من جهة أخرى. ورغم أن الوقاية من هذا المرض ممكنة وتختلف اساليبها من صنف إلى آخر، إلا أن إلتهاب الكبد الفيروسي أصبح من الأوبئة التي تثير مخاوف التونسيين لاعتبارات أهمها إستهداف هذا المرض لأطفالنا والذي قد يصل إلى حد الهلاك على غرار ما حدث مؤخرا لطفلة ال6 سنوات أصيلة منطقة السعيدة من معتمدية الرقاب التابعة لولاية سيدي بوزيد بسبب إصابتها بالإلتهاب الكبدي صنف «أ». إلتهاب الكبد الفيروسي هو أحد الأمراض المعدية التي تسببها الفيروسات وتحدث ضررا لخلايا الكبد، قد يكون مؤقتاً او دائماً. ونادرا ما يسبب الالتهاب الكبدي الوفاة. غير ان الإصابة المزمنة تحتاج عناية طبية كي لا تنتهي بتشمع الكبد. كما ان هذا النوع من الإصابات قد يؤدي بشكل درامي إلى الإصابة بسرطان الكبد. ومن أبرز أعراض هذا المرض الإحساس ب«الفشلة» الملحوظة أي الإعياء الحاد وكذلك الأوجاع في الرأس وإرتفاع حرارة الجسم وآلام بالمفاصل والعضلات إلى درجة أن يذهب في اعتقاد المصاب أنه تعرض لنزلة برد... زحف هذا المرض وخطورته بالنسبة لأطفالنا بات مدعاة للوقوف على أسباب إنتشاره وإمكانية الحد منه. الوضع البيئي في قفص الاتّهام ! أكدت مديرة الصحة الأساسية رافلة تاج أن الأطفال هم أكثر عرضة للإصابة بالإلتهاب الكبدي صنف «أ» الذي يتنقل عن طريق العدوى بالمصافحة المباشرة والفم، مرجعة عوامل إنتشار هذا المرض إلى تأزم الظروف المعيشية وعدم توفر شروط الصحة الجسمانية الأساسية وغياب شبكة تصريف المياه المستعملة. كما أوضحت أن مرض إلتهاب الكبد يضرب بالخصوص الجهات الداخلية والأرياف التي تفتقر لبعض المرافق الأساسية. كما تعاني من إرتفاع نسب الفقر وهو ما يوفر المناخ الملائم للعديد من الأمراض والأوبئة. وبينت أن تونس تسجل سنويا مابين 600 و800 إصابة بمرض الالتهاب الكبدي وذلك حسب الإحصائيات المعلن عنها، مبينة أن الحالات الحادة تستهدف خصوصا الأطفال بسبب ضعف جهاز المناعة. مدارس ابتدائية في خطر ! ومن جهته قال محمد الرابحي مدير إدارة حفظ الصحة وحماية المحيط إن الإلتهاب الكبدي صنف «أ» هو مرض لا يكتسب خطورة في الحالات العادية ونادرا ما يسبب الوفاة، مؤكدا على ضرورة تكاتف الجهود لمقاومة هذا المرض الذي يهدد طفولتنا. ودعا، في هذا الإطار، مختلف الإدارات الجهوية إلى توفير شروط حفظ الصحة خاصة في المدارس الإبتدائية للمناطق الريفية التي تعاني من مشكل التزود بالمياه وتدهور المرافق الصحية والبيئية، مؤكدا أن سبل الوقاية من إنتشار الإلتهاب الكبدي تتمثل أساسا في عملية غسل اليدين ونظافتهما باعتبار أن اليدين هما الوسيلة الأساسبة لنقل هذا الفيروس، مذكرا في هذا الإطار أن تونس خصصت يوما وطنيا لغسل اليدين تحتفل به خلال شهر أكتوبر من كل سنة. وقد كان أول إحتفال بهذا اليوم الوطني التحسيسي سنة 2014. وفي ذات الصدد، أفاد الرابحي أنه تم تكوين لجنة فنية مضيقة للقيام بأبحاث ميدانية تهم كافة المدارس الإبتدائية والمعاهد الأساسية المتواجدة في الأرياف إلى جانب إنجاز مسح شامل للوقوف على مدى توفر شروط حفظ الصحة في كل المجالات والقيام بالإصلاحات الضرورية. كما أضاف أنه سيتم إعداد برنامج يتعلق بتجهيز المدارس الإبتدائية ومدها بالماء الصالح للشراب وذلك بالتعاون مع وزارتي الفلاحة والتربية. كما دعا الرابحي الحكومة الجديدة الى تسليط الضوء على الواقع المرير للجهات الداخلية المحرومة التي باتت بؤرا للأوبئة والأمراض.