ضمن سلسلة اللقاءات والمنابر الثقافية والأدبية التي تنتظم على هامش الدورة الثانية لصالون سوسة الدولي للكتاب قدم الأستاذ عبد الواحد المكني الكتاب الذي أثير حوله كثيرا من الجدل «كيف يصبح التونسيون تونسيين?» للمؤرخ الدكتور الهادي التيمومي ووصفه بمؤلف ما يسمى بالبحث عن الهوية حيث أصبح التونسي اليوم يبحث بأشكال مختلفة عن هويته المفقودة مبرزا أن عملية البحث هذه تتواتر بين العقل والعاطفة والمعرفة ومشيرا في ذات السياق الى ما يسمى بتشنج الهويات الذي يعبر ضمنيا عما نعيشه اليوم من عنف وتطرف. وأكد المكني انه تتويجا لأعماله السابقة أراد الهادي التيمومي من خلال هذه المقاربة الفكرية الأكاديمية أن يجيب عن سؤال «من هو التونسيّ؟» وأنه اكتشف في سياق بحثه أن هناك «مسار تتونس» في بلادنا يجمع اللهجة والدين في آن ضمن المذهب المالكي تحديدا ومن خلال العلم وعدة أشياء أخرى إلا أن التاريخ في تونس بالنسبة له لم يبدأ مع الأغالبة أو مع المسلمين بل بدأ ألف سنة قبل ذلك وفيها الإرث القرطاجني والإرث الروماني وأربعة قرون مسيحية مبرزا في هذا الإطار تفرد التيمومي في حديثه عن الهوية التونسية باشتغاله على اليومي والتاريخ الصغير بتفاصيله ومفاصله من خلال المصطلحات مثلا .. وأشار المكني إلى أن مؤلف الكتاب يرى أن التونسيين اليوم هم الذين يؤمنون بالاِعتدال في كل شيء ويؤمنون بأنّ السياسة هي فنّ الممكن اضافة الى ضرورة المحافظة على هيبة الدولة، أما تعجيز الدولة وتبريكها بالإضرابات فهذا ليس مقبولا خاصة مع المرحلة الصعبة والوضع الإقليمي المقلق الذي تنخرط فيه تونس، لذلك يجب أن نكون متسامحين مع بعضنا وما يجمعنا دائما هو حب تونس ..» و قد اعتمد ضيف الصالون خلال تقديمه الكتاب الى اعتماد لغة مبسطة تمكن المتلقي من الغوص أكثر في مفهوم الهوية التونسية وسبر أغوارها والتعمّق في مكوّناتها وتفاصيلها والبحث في ما يجمع التونسيين لا ما يفرقهم وما أكثر ما يجمعهم وفق قوله .