من المنتظر أن تنظر إحدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس يوم 27 مارس الجاري في جريمة قتل تورط فيها كهل عمد الى ازهاق روح زوجته بعد ان انهال عليها بسلسلة من الطعنات إثر بلوغه علما بنشاطها المشبوه وقد ادين ابتدائيا بالسجن بقية العمر فاستأنفت النيابة العمومية والمتهم الحكم. وقد كان منطلق هذه الجريمة التي جدت في جويلية 2013 شكوك انتابت الجاني جراء ملاحظته تغيّرا في تصرفات زوجته لم يألفها من قبل اذ اصبحت غير معتنية بأسرتها وتغادر المنزل بسبب أو دونه مما خلق سلسلة من المشاكل بين الطرفين. وكان الزوج يتغاضى عن ذلك من أجل أبنائه الى أن كان الخبر الصاعق الذي لم يقدر على تحمله اذ انه بينما كان جالسا بالمقهى قدم نحوه احد اصدقائه واعلمه ان زوجته تتردد على منزل مشبوه يؤمه كل راغب في اللذة فجن جنونه وعاد الى المنزل سريعا وحال حلوله بالمكان استفسرها عن المعلومات التي تجمعت لديه غير أنّها عوض ان تقدم له تفسيرات طلبت منه الطلاق وتجاهلت كلامه فأعاد على مسامعها نفس السؤال غير أنها أعلمته أنها لن تقدم له أي تفسير وانها حرة وليس له الحق في محاسبتها فثارت ثائرته وعمد الى خنقها ثم استل شفرة حلاقة ووجه بها لها سلسلة من الطعنات برقبتها إلى أن أيقن أنها فارقت الحياة ثم تولى مباشرة إعلام السلط الأمنية التي حلّت على عين المكان وأجريت المعاينات الميدانية على الجثة من طرف ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس واذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة بدقة وانطلقت التحريات في الجريمة. وباستنطاق المظنون فيه اعترف بما نسب اليه وافاد انه عندما علم ان زوجته تتردد على منزل دعارة لم يحتمل الصدمة لانه لم يعهد هذا الانحراف في تصرفاتها وأخلاقها مشيرا إلى أنه حتى عندما لاحظ تغيرا في تصرفاتها لم يتصور ان يبلغ بها الامر الى هذا الحد الذي جعل سمعته محل أقاويل تلوكها الألسن في كل مكان. وأضاف أنه في يوم الواقعة عندما واجهها لم تنكر الأمر بل طلبت منه الطلاق وتعمدت استفزازه في حين أنه انتظر منها طلب الصفح لذلك لم يتحمل طريقتها المستفزة وعمد الى قتلها مؤكدا أنه انتابه غضب شديد لم يقدر على السيطرة عليه فكانت النهاية مأساوية. وبعد ختم الابحاث احيل المتهم على القضاء. وبالتحرير عليه من طرف القاضي اعاد اقواله السابقة وطلب من هيئة المحكمة التخفيف عنه قدر الإمكان ومراعاة حالته النفسية الصعبة عندما علم بتصرّفات زوجته المشبوهة. أما دفاع المتهم فقد ايد اقوال موكله وطلب من هيئة المحكمة ان تعتد بالدوافع المؤدية للجريمة والمتمثلة في دفاع المتهم عن عرضه واحساسه بالمهانة والخزي من التصرف الذي اقدمت عليه الهالكة والذي سيلاحقه وابناءه للابد فضلا عن انه في البداية لم يعمد الى استعمال العنف نحوها وأنه خاطبها بلين لكن عدم مبالاتها وطلبها الطلاق زادا في توتير الاجواء. المحكمة بعد سماع اقوال جميع الاطراف قضت بسجن المتهم بقية العمر فاستأنف الحكم الصادر ضده وسيمثل قريبا امام المحكمة .