نظمت أمس الهيئة المديرة لأيام قرطاج الموسيقية لقاء إعلاميا مع الفنان مارسال خليفة بقصر المؤتمرات بالعاصمة ممّا مكنه من القيام بجولة بالصالون الدولي لصناعة الآلات الموسيقية الذي تنظمه هذه الدورة الثانية لأيام قرطاج الموسيقية. وقد عبر مارسال خليفة عن إعجابه بهذا الصالون الذي مثَّل فرصة لإكتشاف آلات موسيقية نادرة منوّها بعزف بعض الموهوبين على آلة الناي الذي إستمع إليه قبل إنطلاق الندوة الصحفية التي حضرها جميع أعضاء لجنة التحكيم والفنان عادل بندقة والفنان شريف علوي. واستهل مارسال لقاءه بقراءة نص نثري عبر فيه عن حبه لتونس وإيمانه بدوره كفنان في محاربة قوى الظلام. وأضاف مارسال أن علاقته بتونس ليست جديدة وأن إنطلاقته وشهرته كانت منذ بداية الثمانينات عندما إنطلق الحبيب بلعيد في بث أغانيه وكانت فرصة جمعته بالفنان سمير العيادي وتم الإتفاق معه على إحياء حفل كبير في مهرجان قرطاج لتصبح الحفلة جولة في ربوع تونس حقق فيها نجاحا جماهيريا كبيرا ملاحظا أن الشباب التونسي كان يلاحقه في كل مكان مما جعل الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة يتساءل عما يجري ليتم إعلامه بأن فنانا لبنانيا يحبه الشباب يغني للحرية فقرر توسيمه بوسام الإستحقاق الثقافي. وفي هذا الإطارقال مارسال إنه ليس ضد تلقي الأوسمة من الرؤساء لأنها تعبر عن تقدير للفنان. وفي سياق متصل حول نجاحه المتواصل منذ سنوات أفاد بأنه كمارسال خليفة لم يتوقع أن يصل إلى هذه المكانة بعدما غادر ذات يوم لبنان الجريح وهو مازال خريجا من معهد الموسيقى لا أمل له سوى السفر خارج بلده فكانت وجهته باريس أين ساعده العديد من الأشخاص وبدأ تسجيل أغاني أرسلها إلى الإذاعة في لبنان ليتم تمريرها وعندما عاد بعد مدة وجد أنه شخص مشهور ومعروف وكانت انطلاقته الموسيقية. وأكد مارسال أنه ليس للموسيقى خريطة فيزيائية قائلا «لدي إحساس أن الموسيقى تتحكم في الكون فالحياة بالنسبة لي هي قربي من الموسيقى وأنا أنام وأصحو على الموسيقى». وحول ميوله إلى العزلة في حياته أجاب بان العزلة هي التي تجعله يعمل وملاحظا أنه لا يحب التواجد وسط مجموعات وأنه دائم التوجه نحو قريته البعيدة ليعمل ويكتب ويلحن ويقرأ. وأكد مارسال خليفة أن تجربته العام الماضي مع الأوركسترا السمفوني التونسي كانت هامة وناجحة برمجت في الجم و بنزرتوقرطاج وأنه كان يتمنى ان تكون بعدد أكبر رغم أنه لم ينف أنه لو توفر له أكبر عدد من البروفات و الطاقة البشرية لكان العمل قد عرف نجاحا ولكنه أضاف أن هذه التجربة كانت جميلة ولا تقل أهمية عن تقديمه لعروضه في أوبرا سيدني أو مسقط بعمان وانه مستعد لإعادة التجربة عندما تتوفر الفرصة مؤكدا أن الأعمال التي يقع التجهيز لها قبل مدة طويلة هي التي تعرف النجاح وأنه يحب أن تنجح أعماله التي قال أحد الحضور بأنها أعمال صامتة فوافقه مارسال الرأي بإعتباره يحب الصمت ويحب الإستماع .وعن تجربته الجديدة في طنجة أفاد مارسال خليفة بأن بلدية طنجة بالمغرب وجهت له الدعوة لحضور تدشين معهد تم تشييده ويريدون إطلاق إسمه عليه فكان خجله الشديد وسعادته في آن واحد بإعتبار أن بلده وحتى قريته مسقط رأسه لم يفكروا في ذلك ولكنه تحدث عن الإضافة التي ستحدث مع هذا المعهد حيث ترغب السلط المعنية هناك في ترسيخ نموذج لعمله وإشتغاله على الموسيقى حتى يتم النسج على منواله ويتحول إلى «براديغم» إبداعي وقد عبر عن قبوله لهذه المهمة رغم ما ستكلفه من وقت وجهد وتغيب عن أعماله ولكنه مصر على إنجاح هذه التجربة الجديدة. وفي سياق آخر طالبه الفنان شريف علوي بتقديم عمل للأطفال يكون محوره البيئة ومحاولة توجيهه نحو محيط سليم نظيف بأشعار تكتب خصيصا للأطفال فرحب بهذا المقترح إذ قال «صحيح الأطفال تحب أعمالي وتحضر حفلاتي مؤكدا أنه رغم صعوبة الإشتغال للأطفال فإنه يفكر جديا في إنجاز ذلك ملاحظا أن أهم الأعمال هي تلك التي تربي جيلا جديدا وأن الموسيقى تبقى أحلى ما يمكن تقديمه للأطفال لمحاربة قوى الظلام وما يريدونه من زرع للخوف وتبديد للطمأنينة».