سياسة المراحل التي انتهجها الزعيم أثبتت نجاعتها الشعب خرج بصفة تلقائية في 7 نوفمبر 87 التونسية (تونس) وصف الدكتور حامد القروي رئيس الحركة الدستورية الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بالرجل العظيم وصاحب الرؤية الصائبة والثاقبة. حامد القروي كانت له علاقة خاصة ووطيدة بالزعيم بورقيبة تعود الى بداية خمسينات القرن الماضي عندما كان طالبا في باريس من أهم محطاتها توليه بتكليف من الزعيم محمد المصمودي ممثل الحزب الاشتراكي الدستوري في باريس نقل رسالة خطية عن الزعيم المغربي عيسى عبد الكريم الى بورقيبة في بيته الواقع آنذاك في منطقة «رحبة الغنم» التي عرفت لاحقا بمعقل الزعيم. كما تولى القروي بوصفه رئيسا لجامعة طلبة تونس في فرنسا زيارة بورقيبة في منفاه بجزيرة «Groid» حيث جمعتهما محادثات قصيرة منفصلة لمدة ثلاثة أيام قبل أن يلتقيه مجددا أثناء اقامته القسرية في ضواحي باريس قبيل الإفراج عن بورقيبة وانطلاق مسار المفاوضات التي توجت بالاستقلال الداخلي . ميناء مرسيليا وتابع حامد القروي أنه نظم أول اجتماع للزعيم بورقيبة جمعه في باريس بطلبة شمال افريقيا في فرنسا اثر الإفراج عنه من قبل سلطات الاستعمار الفرنسي آنذاك ثم تردد عليه عدة مرات أثناء مفاوضات الاستقلال الداخلي قبل أن يودّعه مع لفيف من طلبة تونسبفرنسا في محطة القطار في باريس بداية الرحلة الى ميناء مرسيليا حيث امتطى الزعيم بورقيبة الباخرة ليعود رأسا الى تونس بوثيقة الاستقلال الداخلي في «يوم النصر» غرة جوان 1955. ولاحظ حامد القروي أن جامعة الحزب الاشتراكي الدستوري كانت آنذاك من الداعمين لسياسة المراحل التي انتهجها الزعيم والتي أفضت الى تحصيل الاستقلال التام بضعة أشهر بعد الاستقلال الداخلي. وشدد القروي على أن تونس استفادت من الرؤى الصائبة لبورقيبة ومن ذلك مساندته للحلفاء أثناء مجريات الحرب الكونية الثانية وهو ما أنقذ الحزب الاشتراكي الدستوري من التصفية وبورقيبة من الإعدام. مرحلة حاسمة وأكد القروي أنه بعيد الاستقلال كان يتردد على بورقيبة كلما زار مسقط رأسه مدينة المنستير قبل أن يقرر الزعيم تعيينه عام 1986 وزيرا للشباب والرياضة قائلا في هذا الصدد «لقد تم تعييني بقرار شخصي من الزعيم بورقيبة رغم أني كنت أفضل آنذاك أن أواصل ممارسة مهنة الطب ولم تكن لي رغبة في الوزارة». وتابع في ذات الشأن أن الزعيم بورقيبة أصر في 17 أكتوبر 1987 على تعيينه مديرا للحزب الاشتراكي الدستوري وذلك قبيل تغيير 7 نوفمير من ذات العام. وقال القروي عن تلك المرحلة إن الجميع كانوا مقتنعين أن الزعيم لم يعد قادرا على تسيير البلاد كما أن الحاشية المحيطة به لم تكن في المستوى مشيرا إلى أن أسماء بارزة في المعارضة آنذاك اعتبرت ما أقدم عليه الرئيس بن علي عملية إنقاذ وطني. بدون تأطير ولاحظ أن الشعب ساند التغيير بصفة تلقائية وخرج إلى الشوارع في كل ولايات البلاد بدون تأطير للتعبير عن مساندته للتغيير الحاصل في البلاد قبل أن يؤكد ذلك بالاقتراع في انتخابات 1989. وذكر القروي أنه لاحظ يومها وهو في طريقه الى مكتبه في دار الحزب بشارع 9 أفريل أن تواجد رجال الأمن كان أقل من المعتاد. كما أسدى تعليماته للجان التنسيق المكاتب الجهوية للحزب بتأطير المسيرات الشعبية عندما علم بخروج الناس بصفة تلقائية إلى الشوارع.