أيام بعد العملية الارهابية الغادرة في سيدي بوزيد التي ذهب ضحيتها خمسة شهداء من رجال الجيش أحيى الشعب التونسي يوم أمس الذكرى 77 لعيد الشهداء (09 افريل 1938) في تظاهرة بالعاصمة تميزت بالفتور والبرود. وقد غابت أمس بالشارع الرمز، شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة كل مظاهر الاحتفال بذكرى عيد الشهداء حيث اختفت الاحزاب الكبرى والشخصيات الوطنية عن تنظيم تظاهرات بالمناسبة لتترك المجال الى جمعيات وبعض الاحزاب لتنظيم مسيرة لمناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني. وفي هذا الإطار نظم الائتلاف التونسي لمقاومة الصهيونية وتجريم التطبيع مسيرة شارك فيها عشرات المناضلين اليساريين وعدد من الشباب الطلابي والتلمذي وجابت كامل شارع الحبيب بورقيبة وسط تعزيزات امنية مكثفة. ورفع المشاركون يتقدمهم الائتلاف، الذي يضم 15 حزبا وجمعية، العديد من الشعارات واللافتات المناهضة للتطبيع باعتباره جريمة وخيانة للثورة هاتفين بعدم التسامح مع كل من يسعى الى ربط علاقات مع الكيان الصهيوني ومطالبة مجلس نواب الشعب بسن قانون يجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني. ومن ضمن الشعارات التي تم رفعها في المسيرة «الشعب يريد تجريم التطبيع» و «الشعب حر والتطبيع لن يمر» و«التطبيع خيانة والثورة أمانة» وعدة شعارات ولافتات اخرى الى جانب حمل اعلام تونس وفلسطين وتمزيق علم اسرائيل. كما عبّر المشاركون في المسيرة التي شهدت ايضا حضور عدد من الشباب الطلابي والتلمذي عن رفضهم كل أشكال التفاوض مع من اعتبروهم إرهابيين وارتكبوا جرائم حرب في حق الشعب الفلسطيني الأعزل. وقال أحمد الكحلاوي رئيس جمعية دعم المقاومة ومناهضة التطبيع والصهيونية ان يوم 09 افريل 1938 يثير ذكريات كثير من الألم والشعور بالعزة والكرامة وإن شارع الحبيب بورقيبة شهد يومها مظاهرة ضخمة قادها المناضل العروبي علي البلهوان وان الشعاريومها كان «برلمان حر ومستقل». وأضاف الكحلاوي ان يوم التاسع من افريل من سنة 1948 يحيل الى ذكرى اخرى هامة تتمثل في احداث دير ياسين بفلسطين يوم اقتحم الارهابيون الصهاينة وجمعوا المتساكنين وأبادوهم جميعا، مؤكدا ان الكيان الصهيوني لم يتوقف عن ارتكاب الجرائم وانه يتزعم الارهاب بوجهه الصهيوني وبوجهه الارهابي التكفيري. وذكر انه بعد ان تم النجاح في وقت في الاوقات من تمرير فصل بدستور غرة جوان 2013 واقناع المجلس الوطني التأسيسي بتجريم التطبيع ضمن الفصل 27 تم الغاء هذا الفصل. وجدد الكحلاوي مطلبه من خلال دعوة مجلس نواب الشعب الى ضرورة تجريم التطبيع وتجريم اقامة أية علاقة مع الكيان الصهيوني ولفت الى ان عددا من النواب أبدوا استعدادهم للدفاع عن هذا المطلب مشيرا الى انه لن يكف عن المطالبة الى حين الحصول على الهدف المرسوم مشيرا الى امكانية تنظيم خطوات تصعيدية اخرى في صورة عدم الاستجابة الى هذا المطلب الذي اعتبره مطلبا شعبيا . ويشار الى ان حوارات ساخنة حصلت بين بعض المواطنين الرافضين لمسيرة تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني معتبرين انه كان من الاجدى احياء ذكرى الشهداء بدلا من تنظيم مسيرة التجريم مع الكيان الصهيوني.