التونسية (تونس) تذّمر عدد من المواطنين من بعض التجاوزات التي تقع أمام مصالح الفحص الفني ببن عروس حيث يستغل بعض السماسرة والدخلاء طوابير الإنتظار لجمع المال ولتمرير أصحاب السيارات ممن عيل صبرهم ولا يرغبون في البقاء مطولا في الطّابور تحت أشعة الشمس الحارقة بمقابل مالي يتراوح بين 10 و20 و30 دينارا كل حسب إمكانياته. والملفت للإنتباه أن هذه «المهنة» أصبحت تدّر مالا وفيرا على أصحابها حيث يصل دخل هؤلاء السماسرة إلى حدود 400 دينار في اليوم وذلك وفق شهادات بعض المواطنين ممن اتصلوا ب«التونسية» على أمل أن تتدخل السلطات المعنية وتحديدا وزارة النقل وتضع حدّا لهذه الظاهرة. وعلى الرغم من انّ هذه التجاوزات لا تلزم العاملين بمصالح الفحص الفني حيث أنهم بمنأى عما يحصل خارج مصالحهم فإنّ وزارة النقل مطالبة بايجاد حلول تمنع مثل هذه الظواهر والتجاوزات . وأكدّ هؤلاء أنّ مستغلّي أصحاب السيارات أصبحوا ينتشرون بعديد مصالح الفحص الفني لاصطياد الحرفاء وتحقيق مداخيل تدرّ عليهم أرباحا لا يحلمون بها. وأشاروا إلى أن طول الطّابور الذي يكون موجودا يوميا من الساعة السابعة صباحا إلى حدود الواحدة بعد الزوال بات مثيرا للشكوك والتساؤلات وأنه من غير المستبعد أن تكون هناك «عصابات وسماسرة» وراء تواجد بعض السيارات التي تتخذ مكانا هنا وهناك ، وقد تكون مهمّة أصحابها الوحيدة خلق نوع من الضغط على الوافدين من أصحاب السيارات ليصطدموا بطول الطابور ويكون المواطن أمام اختيار الإنتظار تحت أشعة الشمس الحارقة طبعا لمن لا يقبل دفع «رشوى» ... أو العبور بسرعة ليجد نفسه أمام الباب مباشرة مقابل دفع مبلغ مالي يختلف حسب إمكانياته. وكشف أحد المواطنين ل«التونسية» أنه بعد ساعتين ونصف من الانتظار فوجئ بغلق باب مصلحة الفحص الفني ببن عروس على الساعة الواحدة إلا ربع، ليقول له البوّاب «ارجع غدوة» وكشف أنه عاد في الغد على الساعة السادسة صباحا وفوجئ مرة أخرى بوجود طابور طويل يمتد على ثلاثة أنهج وانه بعد البقاء ساعة في الطابور قدم أشخاص وعرضوا عليه الدخول بسرعة وعدم الإنتظار مقابل عشرين دينارا وذلك ليتمكن من تخطي السيارات التي أمامه، وأشار إلى أنه وفي ظرف نصف ساعة من الزمن عرض عليه أربعة أشخاص «خدمة» (ندخلك في أول الصف مقابل 20 د) رغم الرفض المتكرر من قبله. وأضاف أن هناك شخصا كان يرتدي « مريول أزرق» يطوف على الطابور مرارا وتكرارا مع أصدقاء له ويعرضون خدماتهم، ثم يجلبون السيارة تلو السيارة ويضعونها في بداية الطابور وذلك أمام مرأى الحاضرين وقال إنه في صورة تذمر أحد أصحاب السيارات من هذه الممارسات، فإن السمسار يخبرك مباشرة انه بصدد جني رزقه نعم يجني رزقه بكل وقاحة، أو يهددك بالضرب وكسر السيارة ان هددت بفضح الأمر. وتساءل محدثنا هل يجب أن يتغيب الموظف نصف يوم عن العمل لفحص سيارته ؟ ثم لماذا لا يتم إيجاد حلول تتمثل في توزيع قصاصات او تنظيم عملية الإنتظار لكي يتم القضاء على مثل هذه التجاوزات؟