بعيدا عن ثنايا مسيرته الفنّية التي امتدت لسنوات طويلة ومازالت مستمرة الى حد الآن جاب خلالها العالم طولا وعرضا وروج الموروث الفني والبدوي التونسي بشكل جعله يُلقّب بملك الفن البدوي في الاوساط الفنية أصدر المطرب الشعبي البدوي عبد اللطيف الغزي هذه الايام عملا فنيا بدويا جديدا وصفه بالكبير مؤكدا أنه سيُحدث مفاجأة في الوسط الفني, باعتباره من التراث وفق تعبيره وفيه أغان بدوية ذات قصص واقعية من الحياة. هذا العمل يتمثل في شريط بثماني اغاني. وقال الغزّي انه لاحظ تراجعا كبيرا في الاغاني البدوية خاصة على مستوى الكلمة واللحن وحتى على مستوى المظهر العام للفنان الذي قال انه أصبح يتفنن في الظهور بلباس غريب وهو يؤدي الاغنية, وسرواله «طايح ومقطّع». مضيفا ان المستمع اليوم اصبح يستمع الى «دمار شامل» للاغنية البدوية وتلوث كامل للمحتوى الذي يضم فيه كلمات فرنسية وكذلك حرف القاف وليس القاف (ثلاث نقط فوق القاف) والتي تعبر عن البداوة, بعد ان كان يستمتع بإسماعيل الحطّاب وما ادراك. مضيفا : «انا لست ضد التطوير ومع التوظيف السليم دون المساس من الاصل». الغزي اشار ايضا الى انه ابتعد عن أضواء الإعلام منذ 2005 نتيجة ظروف قمعية واستبدادية من النظام السابق لا فائدة في الرجوع اليها, مؤكدا أنه عائد بقوة وأن أشباه الفنانين يتهافتون على البلاتوهات التلفزية دون أجر وأن من شأن ذلك ان يجعل هذا القطاع يتراجع. واكد من جهة اخرى ان هناك فنانين ممتازين لكنهم لم يظهروا في القنوات التلفزية. وتطرّق عبد اللطيف الغزي بأسف في حديثه معنا الى موضوع الفنانة الشعبية الراحلة فاطمة بوساحة وقال إن وفاتها تعتبر خسارة للفن الشعبي وللناس البسطاء والمحتاجين الذين اسعدتهم دون مقابل. مضيفا بانها تعبت كثيرا وناضلت في حياتها ومن أجل فنّها وأنها مازالت محبوبة لبساطتها. واكد الغزي ان بوساحة تستحق التكريم خاصة من طرف وزارة الثقافة موجها دعوة الى الفنانين الذين اقترضوا منها أموالا بإعادة الأموال الى زوجها وأهلها.