نظرت احدى الدوائر الجناحية بمحكمة الاستئناف بالمنستير في قضية تورطت فيها فتاة وجهت لها تهمة التحيل والادلاء بهوية مزيفة اذ عمدت الى سلب المتضرر المقيم بالمهجر أمواله وأوهمته انها استغلت الاموال في شراء منزل وتأثيثه فيما استولت عليها لخاصة نفسها واختفت عن الانظار. وقد قضي ابتدائيا بإدانتها فاستأنفت الحكم وقررت محكمة الاستئناف تأجيل النظر في القضية الى بداية شهر فيفري . بداية الأبحاث في هذه القضية كانت على اثر شكاية تقدم بها شخص مقيم بالمهجر إلى مركز الامن بالمنستير في شهر مارس 2015 افاد ضمنها انه تعرف على المشتكى بها صدفة وتوطدت العلاقة بينهما الى حد انه بدا في التفكير في الاقتران بها الا انه يبدو انها لم تكن تبادله نفس المشاعر بل انها كانت تستعمل هذه العلاقة لابتزازه حيث سلبته مبلغا ماليا قدر بعشرة آلاف أورو بعد أن أوهمته بأنها ستقتني منزلا وستقوم بتأثيثه للزواج فلبى مطلبها ثم طلبت منه اموالا اخرى وكان يمكنّها من كل طلباتها إلى ان بلغت قيمة الاموال التي استولت عليها 130 الف دينارا وبدات المشتكى بها تبدي نحوه تصرفات غريبة اذ تتعمد عدم الرد على مكالماته او حتى الاتصال به عبر السكايب ثم انقطعت اخبارها نهائيا فقرر العودة سريعا الى تونس لاستجلاء الامر لأنه ظن أن مكروها أصابها فتوجه الى مقر سكناها فاعلمه الاجوار انها غيرت السكنى منذ اكثر من شهرين فحاول الاتصال بها هاتفيا مجددا الا ان هاتفها الجوال كان مغلقا. حينها ايقن انه كان ضحية فتاة تلاعبت بعواطفه ثم سلبته أمواله واختفت عن الانظار. وقد ادلى بهوية الفتاة والتي بعرضها على الناظم الآلي تبين انها لفتاة متوفية منذ سنوات وعلى ضوء هذه المعطيات تم تكثيف التحريات وكانت تلك الهوية المزيفة هي الخيط الذي أوصل أعوان الأمن الى التعرف على المظنون فيها فتم ترويج برقية تفتيش في شأنها والقي عليها القبض. وباستنطاقها انكرت في البداية الا انه بمزيد تضييق الخناق عليها اعترفت بما نسب اليها وافادت انها استعملت اسم وبطاقة تعريف ابنة عمها المتوفاة حتى تدرأ التهمة عنها واضافت انها لم تخطط للجريمة اطلاقا وانها عندما تعرفت على الشاكي ظنت ان العلاقة به ستكون عابرة اي مجرد صداقة وأنها لم تكن تتصور انه متيم بحبها مضيفة أنها سعت إلى مبادلته نفس المشاعر الا انها عجزت عن ذلك بحكم انها تربطها علاقة عاطفية بقريب لها وأنها فوجئت عندما عرض عليها فكرة الاقتران بها ولم تتمكن من رفض العرض و أنه طلب منها ان تقتني منزلا وتوفر كل مستلزماته ومكنها من 100 الف دينار ثم مكنها من 30 الف دينار اخرى وقالت إنها كانت تنوي تنفيذ ما طلب منها الا انها تراجعت في اخر لحظة وقررت الاستحواذ على الاموال لخاصة نفسها لتضمن حياة كريمة لنفسها فاقتنت منزلا وقامت بتسجيله باسمها ثم اختفت عن الانظار وقد اعربت المتهمة عن ندمها واستعدادها لإرجاع الاموال لصاحبها لكن على دفوعات. وبعد ختم الابحاث احيلت المتهمة على انظار احدى الدوائر الجناحية بالمحكمة الابتدائية بالمنستير من اجل الاستظهار بهوية مزيفة والتحيل وقد ادينت بسنة ونصف من اجل التحيل وستة اشهر من اجل الادلاء بهوية مزيفة فاستأنفت المتهمة الحكم الصادر ضدها ومثلت امام انظار محكمة الاستئناف التي قررت تأجيل النظر في القضية.