دون تفكير وبكل إصرار عبّرت ضيفتي عن حلمها وهي تبتسم في عفويّة :«أنا أحلم بالكثير أحلم بالعمل الديبلوماسي لأني أعشق السفر واكتشاف الحضارات والتواصل باللغة الأنقليزية». «دروب بوعلي» تحصلت أخيرا على الإجازة في اختصاص «الانقليزية والعلاقات الدولية» من المعهد العالي للعلوم الانسانسية بتونس بعد أن تحصلت على شهادة الباكالوريا دورة جوان 2011 وهي «باكالوريا الثورة» كما تسمّيها بكل افتخار وابتهاج. «مازلت أذكر نجاحي في الدورة الرئيسية بعد سنة عسيرة ومعقّدة بسبب اندلاع ثورة الياسمين وأيضا بسبب وفاة جدّي حيث تأثرت نفسانيا وتألمت لرحيله.. ولكن إصراري حسم النتيجة النهائية خاصة أني رغبت في تكريم أبويّ بنجاحي لقاء تضحيتهما من أجلنا» تعود ضيفتي «دروب بوعلي» لتسرد مسيرتها الجامعية وقد مرت سريعا لا تلوي على شيء :« بين منزلنا في شبّاو- وكلّيتي ليس إلاّ التنقل المضني على متن الحافلات الصفراء وسيارات النقل الجماعي إذ من أجل الدروس كل شيء يهون .. لم أتوقف بل تجندت للعمل والمثابرة وصرت أقضي كامل اليوم بالكلية بين الدروس والمحاضرات والابحار عبر الانترنات في ما يهم بحوثي وامتحاناتي .. وأذكر أن علاقتي بأساتذتي كانت جدّ طيبة لأني أعتبرهم بمكانة المربّي باعتبار أن رسالتهم تربوية وسامية». فتحت مع ضيفتي قوسا طال وتنوّع حول طلبة وتلاميذ اليوم وخاصة علاقتهم بمعلميهم وأساتذتهم وتقبلت رأيها خاصة أنها أكدت على احترامها وحبّها لكل من علّمها حرفا:« رسالة مضمونة الوصول أتوجّه بها إلى جيل اليوم من الأطفال فيها أدعوهم إلى تقديس رسالة مربّيهم والتعامل معهم باحترام وتبجيل والعمل بنصائحهم وتوجيهاتهم». سار الحوار على نسق سريع بين اللغة العربية واللغة الانقليزية حول الحياة الطلابيّة ومستوى الشهائد العلميّة في يومنا هذا وختمت حديثها بأنها حتما ستعود إلى مقاعد الدراسة لنيل الماجستير والدكتورا قبل الخروج إلى العمل لمجابهة معترك الحياة.