صورة مثيرة ومتوهّجة - تكتنز حقّا تفاعل أطفالنا التلاميذ مع رغبة المجتمع المدني في تشكيل مشروع تربوي جديد به خصائص الطفل التونسي قولا وفعلا وهو يتحسّس تموقعه في العالم - تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي وأتى عليها الأصدقاء عبر الفايسبوك بشتّى التعاليق وتعلّقت بمجموعة من تلاميذ عديد المعاهد الثانوية وقد ارتدوا الزيّ المدرسي ولاحت عليهم علامات الانضباط والحزم والجديّة وكانت للأمانة صورة معبّرة في مضمونها التربوي بعد أن ساء مظهر تلاميذنا وخاصة في الاعداديات والمعاهد الثانوية حيث تخلّوا نهائيا عن الميدعة الزرقاء التي كانت زيّا رسميّا لتلاميذ عصرنا الذهبي وكانت تهبهم الاحترام والتقدير من قبل المارّة والعابرين والسيّارات ولأجلهم تتوقّف حركة المرور.. وجواز سفرهم ليس إلا ميدعة المدرسة التي لا ينزعها إلا عند النوم كزيّ رجل الأمن والجندي وعون القمارق. اليوم ترى أطفالنا وشبابنا يفتخرون بالسراويل «الطايحة» تعرّي عوراتهم في صور بشعة ومقزّزة.. وقمصان المشاهير من نواد كروية ولاعبين وفنانين محولين فضاء أقسامهم إلى ما يشبه مدارج الملاعب ليخسروا بها هيبتهم ومدى احترام الآخر وخاصة الاطارين الإداري والتربوي بعد أن فشلت التوجيهات والارشادات والنصائح في ظلّ وجه جديد لطفل اليوم الذي تمرّد عن عاداتنا وتقاليدنا وخاصة التي تعلقت بالزيّ المدرسي وزادت حماية الأبوين له وعدم اعترافه بالتراتيب المدرسية في ظلّ سقوط هيبة المدرسة التونسية. صورة معبّرة تصفّحها الأصدقاء عبر شاشات الحواسيب هي بكل المواصفات إرسالية مضمونة الوصول إلى جيلهم من تلاميذ كل المؤسسات التربويّة حتى يسايروا مشروعهم التربوي ويعلنون مصالحتهم مع الزيّ المدرسي في صورة ميدعات تفاعلت مع الموضة والألوان المتناسقة والخياطة العصرية وكأنّ أصحاب المبادرة فكّروا في ضرب عصفورين بحجر واحد وهو تكريس التراتيب المدرسيّة في أهمّ مبادئها وهي المتعلقة بهندام التلميذ داخل القسم وفي نفس الوقت مسايرة اللباس العصري صلب المجتمع المدني.