تزامنا مع زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الرياض للمشاركة في قمة زعماء دول مجلس التعاون الخليجي، الهادفة لردع الصدع الذي شاب العلاقات الديبلوماسية بين البلدين مؤخرا، والذي بلغ مستوى غير مسبوق منذ 70 عاما، تأتي تصريحات الأمير السعودي تركي الفيصل الأخيرة لتزيد من حدة التوتر القائم في العلاقات بين البلدين. فقد أكد الأمير تركي الفيصل، الذي شغل سابقا منصب سفير السعودية لدى واشنطن، في حوار صحفي أن القمة الخليجية ستعيد تقييم العلاقات مع الولاياتالمتحدة، وستبحث مدى إمكانية التعويل والاعتماد على هذا «الحليف». وأشار الفيصل إلى أن «الأيام الخوالي» مع الولاياتالمتحدة انتهت بلا رجعة، مبينا أنه حان الوقت لمراجعة المصالح المشتركة بين البلدين. ومن المعروف أن خطاب الأمير تركي الفيصل، الذي لا يتقلد حاليا أي منصب رسمي، يعكس مواقف كبار الأمراء السعوديين، طبقا لموظفي كبار في البلاط الملكي السعودي الذين يعتقدون بأن لآرائه تأثيرا في دوائر السياسة الخارجية بالرياض. تجدرة الإشارة إلى أن العلاقات بين الحليفين السعودي والأمريكي شهدت عقبات منذ العام 2011 ، مع اندلاع الانتفاضات العربية، وحملت الرياض في حينها واشنطن «خطأ» عدم بذلها مجهودا أكبر لمنع الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، ليزداد التوتر حدة لا سيما بعدما توصلت إدارة أوباما إلى اتفاق مع طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني. وقد بلغت الأزمة بين السعودية والولاياتالمتحدة أعلى درجاتها مؤخرا مع تهديد الرياض ببيع أصول بمليارات الدولارات في أمريكا، على خلفية تقديم أعضاء في الكونغرس الأمريكي مشروع قانون حول هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ، قد يسمح في حالة إقراره لعائلات ضحايا تلك الهجمات بمقاضاة السعودية والحصول على تعويضات منها.