صورة رائعة في مضمونها.. بكل ما فيها من قداسة وسحر لأنها تكتنز معاني الإيمان والصّبر والاقتناع بقدر اللّه تعالى.. تناقلها أصدقاء «الفايسبوك» وأشّروا تحتها بشتى العناوين من قبل أجيال الأمس وجيل اليوم.. من أحفاد وأبناء رسموا في عطر وعبق مسيرة مربّ فذّ من عيار الزمرد والياقوت.. «الحاج محمد السرياطي» رجل مرّ من الميادين الرياضية والمدنية والشبابيّة بملاحظة الامتياز اذ ظلّ دوما يلقن الأجيال معنى الانضباط والحزم والبذل والعطاء.. وأن الأخلاق السامية هي أساس الحياة.. وأنه لا نجاح ولا تقدّم دون تعب ونضال.. وعلى هذه النصائح الثمينة سار تلاميذه الذين اندمجوا في مدرسته الكروية بقريته «حاجب العيون» فاحترمه الكبير والصغير ولقّبوه ب«سيدي» طالما هو معلّم برتبة أب لا يفرّق بين أحد إلا بما جاءت به أخلاقه وحديثه وقد يبالغ «سيدي» في عديد المواقف.. إذ قبل أن يستمع إليك ينظر إلى ذقنك ثم إلى هندامك.. وقد ينصحك بحلاقة ذقنك وترتيب هندامك لأنه يرى المواطنة سلوكا ومظهرا وإلا انعدمت فيك.. ثم يربّت على كتفك ويهبك نصائحه الثمينة بلغة أكثرها فرنسية وقليلها عربية يختمها بحكمة أو قولة أو موعظة فتتعطّر حتما بمتعة الحديث.. صورة عنوانها تكريم أب في ذكرى وفاة ابنه الذي تسلّم منه المشعل منذ عقدين ليقود المسيرة.. مسيرة جيل يحلم بالكثير تربّى في مدرسة «سيدي» المعطاء بكل ما فيها من تواضع وحبّ للخير والسلام.. مشهد ارتسم فيه وفاء أناس مخلصين لمربيهم فهيمن الصمت على كلّ زوايا الفضاء وبكى الحاضرون بينما تكلّم «سيدي » على طريقته وبخبرة العقود الطويلة مبرزا إيمانه بالقضاء والقدر خيره وشرّه.. وأن المسيرة يجب أن تتواصل لنستقبل الجيل الآتي انطلاقا من الموطن وانتهاء عند الوطن.. الممتدّ والرحب.. تكلّم «سيدي» كما عهدناه يصدح بدرر من النصائح ودعا الأطفال والشباب الى المداومة والعطاء مستعينين برفعة الأخلاق والقول الحسن.. كرّم الجميع «سيدي» كأحسن ما يكون ولما أضاءت صورة المرحوم ابنه البار.. بكى الحاضرون بينما هام «سيدي» في صمته الساحر.