فيما تستمر فصول ثورة الشباب في تونس، تقدم مجموعة "فاميليا" التونسية للإنتاج المسرحي مسرحية "امنيزيا" أو سقوط ديكتاتور في إحدى ضواحي باريس، وهي مسرحية تحذيرية ختمتها بعد سنوات من المضايقات برفع شارة الانتصار. يروي هذا العمل المسرحي سقوط مسؤول سياسي في نظام استبدادي. يسمع الرجل خبر إقالته في التلفزيون. وانطلاقا من ذلك يعمل كاتبا المسرحية،" فاضل الجعايبي" و"جليلة بكار"، على "تفكيك آلية السلطة" وإظهار كيف يتعرض الظالم للظلم، بحسب "الجعايبي" ورأى عدد ممن حضروا العرض في "افري"، إحدى ضواحي باريس، أن هذا العمل يشكل صدى حقيقيا للواقع وكانت مجموعة" فاميليا "شاركت في التظاهرات التي جرت في تونس ضد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، لا سيما التظاهرة التي جرت في الحادي عشر من جانفي والتي تعرض الفنانون المشاركون فيها للقمع الشديد وروى "الجعايبي" "أبلغتنا وزارة الثقافة اعتذار الرئيس (بن علي) عما جرى معنا". وبعد خروج بن علي من تونس في الرابع عشر من جانفي، عرض على "جليلة بكار" المشاركة في الحكومة الانتقالية التي شكلت فورا لإدارة البلاد، لكنها رفضت قائلة أن مكانها "في الشارع"، وفقا "للجعايبي" ويقول هذا الفنان التونسي ان العمل على المسرحية بدأ في شهر افريل من العام 2010، لكنه يقر أنها أتت أقل من الواقع. ويوضح: "أشعر بالأسف الكبير لأن الشعب كان غائبا عن انقلابي في هذه المسرحية ".وكان فريق المسرحية تقدم بطلب لعرضها في تونس أيام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، غير أن وزارة الثقافة آنذاك جعلته ينتظر شهرا قبل منحه الموافقة. وعن ذلك يقول "الجعايبي" "طلبوا منا حذف بعض الأشياء في النص، لكننا كنا حازمين جدا في المقابل، فلم نحذف سوى أمور صغيرة تافهة "وهي ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا "التضارب" بينهم وبين الرقابة، ففي مسرحية سابقة أيضا طلبت منهم الوزارة حذف 286 مقطعا، لكن إزاء إصرارهم على التمسك بالنص وعدم الحذف عادت الوزارة ومنحت موافقتها. ويضيف" الجعايبي" "جرى الاعتماد على رقابتنا الذاتية (...) فالسماح بوجود هذا المسرح الملتزم كان ضروريا للحكومة لتقول أن لديها مسرحا حرا وديمقراطيا" .ومع أن سلطات النظام التونسي السابق سمحت لهذه المجموعة بتقديم عروضها في تونس إلا أن مشاكل كثيرة كانت تواجهها في المناطق، كما أنها لم تدع بتاتا إلى المشاركة في برامج إذاعية أو تلفزيونية للترويج لأعمالها وعروضها. مع انتهاء عرض المسرحية في" افري" في ضاحية باريس، حيى الممثلون والمخرجون الجمهور برفع شارات النصر.