سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لطفي العيوني منسق الجناح التونسي في القرية الدولية لمهرجان "كان" :خدمنا تونس ولم نكن أعوانا لبن علي ...لسنا في حرب مع الشبان و"لاخوف بعد اليوم" أعاد تونس إلى واجهة السينما العالمية ...
مهرجان كان- التونسية – محمد بوغلاب يعتبر لطفي العيوني من رواد السينما التونسية بعد الإستقلال فقد كان مدير تصوير الفيلم التونسي الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان"حكاية بسيطة كهذه"لعبد اللطيف بن عمار... ثم تفرغ للإنتاج ليقدم عددا من الأفلام للطيب الوحيشي وخالد غربال وأنيس الأسود وسنيا الشامخي ... والعيوني يشرف على تنسيق المشاركة التونسية في مهرجان كان منذ سنة 2007 بصفته نائب رئيس الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام ...التونسية إلتقته لتقييم الحضور التونسي هذا العام ... - كيف تقيم المشاركة التونسية في مهرجان "كان" هذا العام؟ أهم ما تحقق هو عودة تونس إلى الواجهة في أهم تجمع عالمي بعد الألعاب الأولمبية وذلك من خلال عدة تظاهرات لعل من أبرزها الجلسة التي جمعتنا بإدارة المركز الوطني السينمائي الفرنسي الذي إلتزم خلال هذا الإجتماع الذي حضرته الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام وجمعية السينمائيين مكتب 2011 وعدد من السينمائيين من مختلف الأجيال بمساعدتنا على بعث المركز الوطني للسينما الذي كان وزير الثقافة نفسه أعلن عن بعثه خلال الندوة الصحافية التي عقدها قبيل مهرجان كان - لماذا الإقتداء بالنموذج الفرنسي ؟ لماذا لا نستأنس بالتجربة المغربية القريبة منا ؟ التجربة الفرنسية نموذج مشهود له عالميا، ولذلك خيرنا التعامل مع الأصل دون أن يعني ذلك أننا أسرى تجربة دون غيرها وقد وعد الطرف الفرنسي بإرسال خبراء إلى تونس نهاية شهر جوان لملاقاة المسؤولين عن القطاع في وزارة الثقافة والجمعيات المهنية من أجل وضع حجر أساس مركز وطني سينمائي تونسي، كما طلبنا من الجانب الفرنسي التدخل من أجل وضع خطة دعم إستثنائية لإنتاج أفلام روائية تونسية خلال هذا العام . - هل وعدكم الطرف الفرنسي بهذا الدعم؟ المركز الوطني السينمائي ليس هو صاحب القرار بمفرده ولذلك لدينا إلتزام بالتنسيق مع مختلف الأطراف الفرنسية لمساندة السينما التونسية في هذه المرحلة الإنتقالية التي تمر بها بلادنا وقد كان تدخل زميلي عبد اللطيف بن عمار دقيقا حين قال" أتمنى أن تكون فرنسا إتعظت مما حدث في الجزائر فلا تتركوا السينمائيين التونسيين يواجهون مصيرهم بمفردهم ..." - سي لطفي نحن دولة ذات سيادة فلماذا نلجأ للفرنسيين لإنقاذ السينما التونسية ؟ أنا معك وسيادة تونس فوق كل إعتبار كما أن إستقلالية السينما التونسية مسألة جوهرية ولكن الوضع الإقتصادي الهش الذي تمر به بلادنا يجعل الثقافة في ما يبدو في مرتبة ثانوية مقارنة بإلتزامات إستعجالية للحكومة المؤقتة من ترسيم للعملة الوقتيين وإدماج عملة المناولة وتشغيل حاملي الشهادات والتنمية الجهوية ... علينا كمنظمات وجمعيات مهنية أن نبحث عن أطراف فاعلة لمساندتنا في هذه المرحلة الصعبة ...لسنا وحدنا في العالم وعلينا ان نتعامل بثقة في أنفسنا . - ما الذي تغير في المشاركة التونسية في "كان" هذا العام؟ هناك إهتمام بتونس أكثر من السنوات الماضية من وسائل الإعلام الدولية كما لاحظت إقبالا أكبر من المنتجين الأجانب للتحدث معنا والنظر في الإمكانات المتاحة للتصوير في تونس بعد الثورة ... الرغبة موجودة ولكن هاجس الأمن يقلق الجميع رغم ما نبذله لإقناعهم بأن تونس بخير . - ألست معي في أن الإهتمام بتونس كان بفضل الثورة لا لقيمة سينمائنا ؟ إن صح ذلك فالثورة ثورتنا ومن حقنا أن نستفيد منها أو ركوبها كما يقال هذه الأيام ، لا تنس إختيار فيلم"لاخوف بعد اليوم"لمراد بن الشيخ والحبيب عطية في قسم "عروض خاصة" وهو ما أعاد الإعتبار للسينما التونسية التي غابت عن الإختيارات الرسمية للمهرجان منذ سنة 2001 تاريخ مشاركة"فاطمة" لخالد غربال ومن إنتاجي في قسم نصف شهر المخرجين.
- حضور المخرجين الشبان كان لافتا للإنتباه فضلا عن برمجة أكثر من ثلاثين فيلما قصيرا لهم في سوق الفيلم فهل غيرتم إستراتيجية التعامل مع المخرجين الشبان أو هو تكتيك مرحلي ؟ لم نغير إستراتيجيتنا بل نسعى لتطويرها وتحسينها ، ما قمنا به هو دعم المكتب الجديد لجمعية السينمائيين وتشجيع سينما الشباب لأن الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام لم تكن يوما ناديا مغلقا على الكبار دون الصغار ولذلك كان حضور هؤلاء الشباب معنا في ظروف لائقة من حيث السكن والمعيشة وهو ما لا أظنه يتوفر في بعثات أخرى ... لا تنس اننا قبل عامين عرضنا عددا من الأفلام القصيرة في الجناح التونسي وأمام وفرة الأشرطة القصيرة مع بروز جيل جديد من المخرجين بادرنا بتنظيم عروض لأفلامهم بسوق الفيلم ، وما قمنا به هو إختيار نؤمن به وليس تكتيكا لأننا لسنا في حرب بالعكس فهؤلاء الشبان أبناؤنا وتلاميذنا . - ما ردك على من إتهم السينمائيين التونسيين بالموالاة لنظام بن علي ؟ أسهل شيء اليوم أن تتهم الآخرين ... أقول لمن وجه لنا هذه الاتهامات إن تونس ليست بن علي وهذا الرجل حكم تونس وحكمنا جميعا تقريبا أكثر من عقدين فهل يعني ذلك أن تونس كلها كانت موالية لبن علي وأن الفساد عم البلاد ؟ لا بد من التفريق بين من خدم الوطن ومن خدم مصالح النظام ... ومن السينمائيين كما من غيرهم من زكى بن علي وسانده وناشده ولمع نظامه في تصريحاته وبياناته وأفلامه ولكن أغلب السينمائيين كانوا في صف المواطن دفاعا عن الحرية والعدالة ...فمن الظلم أن يقال هذا الكلام ومن العيب أن تنخرط الصحافة في ترديد هذه التهم - يقول البعض إنك إستفدت من إشرافك على الجناح التونسي بمهرجان "كان"؟ أطمئن هؤلاء أني بقيت لمدة ثمانية سنوات(من 1990 إلى 1998) دون أي دعم ولو بمليم واحد من وزارة الثقافة أما عن الأفلام الطويلة فتحصلت على دعم لفيلم "فاطمة"سنة 1998 ومشروع لخالد البرصاوي عن الحصان العربي تعطل إنجازه بسبب تكلفته العالية ولمن يهمه النبش ورائي اقول إني اعمل في السينما التونسية منذ 1966 وأنتجت أفلاما أولى للشبان ودرست الكثيرين منهم وأذكر لك من بين الأفلام التي أنتجتها "عرايس السكر" و"صابة فلوس" لأنيس الأسود و"الكتاب" و"عصافر المدينة" لإقبال شقشم و"وراء البلايك" لسنية الشامخي و SOS لكريم بلحاج و"الطياب" لأنور الحوار وهو أول فيلم يتم إنجازه بعد الثورة - تنعقد قريبا إنتخابات الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام فهل تفكر في الترشح لرئاستها؟ ترؤس الغرفة يقتضي توافق أعضاء الغرفة حول شخص ما وإن حدث هذا التوافق على شخصي فذلك شرف لي وثقة من زملائي أما إن كان وجودي مثار خلاف فأفضل الإنسحاب ... - هل يخدم ترؤس درة بوشوشة صندوق الجنوب للسينما التونسية ؟ حظوظنا في دعم هذا الصندوق تضاءلت أكثر من ذي قبل لأن كل العالم أصبح جنوبيا بمقاييس هذا الصندوق الذي تموله الدولة الفرنسية ودرة ليست هي صاحبة القرار وإن كانت مؤثرة ... - قرار الدعم هل هو قرار سياسي أو قرار فني ؟ كل دعم يخضع للمنطقين معا ، بل إن المهرجانات نفسها تخضع لحسابات السياسة في إختيار الأفلام ... هذه حقيقة علينا أن نعترف بها .