المطار هو المرآة التي تعكس واقع البلد وتعطي للسائح الفكرة الأولى عن الوجهة التي اختار أن يزورها ، ولذلك لا بد أن يكون كل شيء داخل وخارج المحطات الجوية على أحسن ما يرام ... هذا ما يجب أن تكون عليه المطارات في كل البلدان وخاصة السياحية منها لأنها تندرج ضمن المساعي الرامية إلى جلب السياح... اليوم في تونس وفي ظل الوضع الحالي الذي لم يشجع السائحين الأوروبيين على القدوم إلى بلادنا في الصائفة المقبلة ما سيؤثر بصفة كبيرة على الحركة الجوية وبالتالي على الدورة الإقتصادية يجب على الجميع مضاعفة الاهتمام بالنظام في المطارات لا أن " نسيّب الماء على البطيخ " ... فمن الضروري أن يجد السواح القلائل الذين يصلون إلى بلادنا هذه الأيام المعاملات الحسنة وخاصة المنظمة في جميع الجوانب والقطاعات المتصلة بالمطار حتى نستخدهم في حملاتنا الدعائية لجلب أكبر عدد ممكن من السواح لكن يبدو أن البعض لم يفهم مثل هذه التصرفات الضرورية وأضحى سببا مباشرا في تدهور الخدمات بالمطار بشكل محيّر فعلا ، فأصحاب سيارات الأجرة وفي غياب غريب للمراقبة أضحوا يتفننون في القيام بتجاوزات لا تليق بمطار تونسقرطاج بتاتا ، فوضى عارمة ، " عرك ومعروك " لخطف الحرفاء ، تشاجر هنا وصياح هناك والحريف تائه و " باهت " في العجب العجاب... لقد أصبح بهو مطار تونسقرطاج " يملى ويفرغ " بأصحاب سيارات الأجرة الذين تركوا الأماكن المخصصة لهم ودخلوا إلى المحطة الجوية لافتكاك الحريف من داخلها حتى أن بعض القادمين إلى تونس حتى من أبناء وطننا انتابهم الرعب من هذه التصرفات وخيّل لهم في عدة مواقف أن الأمر يتعلق بعمليات براكاج داخل المطار، نعم عمليات براكاج نظرا للطريقة والأسلوب اللذين يستعملهما أصحاب سيارات الأجرة عند الإتصال بالحريف وهو أمام البنك بصدد تغيير العملة أو بأحد المقاهي . " التكسيستية " يصولون ويجولون داخل المطار كما يشاؤون بحثا عن الحريف غير عابئين بنظام المحطة والصورة التي يجب علينا جميعا أن نظهرها للسواح تركوا الأماكن القانونية المخصصة لهم وتركوا سياراتهم بالمحطة فارغة والأغرب من كل ذلك هو غياب كامل للمراقبة الشيء الذي جعل بهو المطار سوق ودلال. وهنا نتساءل أين أمن المطار وهل من وقفة رداعة أمام هذه التجاوزات الخطيرة التي فاتت كل الحدود وكل الخطوط الحمراء؟