كان من المفروض أن تركز الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي أشغالها لهذا الأسبوع وفي جلساتها الأربع المبرمجة ليومي الإربعاء والخميس 29 و30 جوان على ثلاث نقاط هي : مشروع العهد الجمهوري ومشروعي المرسومين المتعلقين بتنظيم الأحزاب والجمعيات إلا ان ذلك لم يتم فقد طغت المستجدات والأحداث المسجلة على الساحة الوطنية على أشغال الهيئة حيث تركز كل الوقت تقريبا على مناقشة تفشي ظاهرة العنف على خلفية ما شهدته تونس العاصمة السبت والاثنين الماضيين على إثر مهاجمة البعض لقاعة سينما "أفريكا آرت" حيث كان يعرض شريط سينمائي ، ثم الاعتداء بالعنف على عدد من المحامين أمام قصر العدالة بتونس مطلع الأسبوع الجاري كامتداد لحادثة السبت . ولم تكد الأوضاع تهدأ بعد استنكارها من طرف الأحزاب والمنظمات ومكونات المجتمع المدني حتى ثارت زوبعة جديدة فجرتها هذه المرة إحدى الإذاعات بعد ظهر أمس الأربعاء خلال مناظرة على المباشر بين الشيخ عبد الفتاح مورو والمفكر محمد الطالبي . هذا الحدث وغيره استأثر صباح اليوم باهتمام أعضاء الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة الذين استنكروا بشدة الانفلات الإعلامي والتعدي على حرية المستمع والمواطن لتونس عموما ، وطالبوا بإصدار بيان منددا بهذا الاعتداء السافر المتجدد على الأخلاق وهذا الانحراف الجديد إلى جانب التجاوزات الخطيرة في عديد الجهات . وقد صادق على البيان 86 عضوا وعارضه 6 أعضاء مع إحتفاظ عضو واحد بصوته .