بعد الحرب الدامية على قطاع غزة تجد الدول الغربية نفسها في موقف حرج بين ادعائها المحافظة على حقوق الإنسان ومساندتها للثورات العربية وبين تصرفاتها المريبة إزاء القضية الفلسطينية. فإذا ما تعلق الأمر بحاكم عربي فإنها تسلط مباشرة سوط غضبها نحوه دون أدنى تردد ولحملته المسؤولية عن جرائم لا تقل فظاعة عن مجازر غزة عام 2009 التي التزمت المجموعة الدولية حيالها الصمت والبهتان خوفا من أن تفتر علاقتها مع الكيان الصهيوني. والنتيجة ترك الماء يغرق السفينة بمن عليها دون تحريك أي ساكن. وحتى التقرير الذي أصدرته مؤخرا منظمة الأممالمتحدة القاضي بإدانة اسرائيل إزاء قتلها متظاهرين على حدودها مع لبنان فإنه كغيره من التقارير لا نفع له ولا ضرر خاصة وأن مشاريع القرارات تسقط كلها في الماء بمجرد عدم موافقة الولاياتالمتحدةالأمريكية المتأكدة آليا خاصة وأن أوباما أكد أن علاقة أمريكا والدولة العبرية هي علاقة وطيدة والخاسر من هذه العلاقة هم العرب أو بالأحرى الفلسطينيون وهناك تخوف واضح من عدم حصول فلسطين على شيء حتى بعد توجهها الى الأممالمتحدة لعرض قضيتها وكسب الاعتراف الدولي بها. فاللوبي الصهيوني قادر دائما على قلب الموازين لصالح اسرائيل في ظل غياب لوبي عربي حقيقي قادر حتى على التأثير في عملية مرور سفينة الحرية 2 إلى قطاع غزة خاصة بعد توقفها في ميناء أثينا ومنعها من العبور دون حصول أي ضغط عربي يذكر. فالجامعة العربية كالشاهد الذي لم ير شيئا، فهي تقف ساكنة أمام الجرائم التي يقوم بها الحكام العرب إزاء شعوبهم وتلتزم الصمت أيضا إزاء ما تفعله اسرائيل بالفلسطينيين. لذلك عليها أن تراجع هيكلتها وتحافظ على حرية الشعوب العربية من تسلط حكامهم ومن الضغط الدولي المسلط عليهم. ليبقى السؤال المطروح ماذا سيحصل في سبتمبر القادم؟هل ستكسب فلسطين الاعتراف بها كدولة مستقلة؟ كل المؤشرات تشير إلى أن هذا لن يحصل إلا إذا تحركت البلدان العربية ووقفت تحت راية واحدة فالثورات العربية رفعت كلها شعارات تشير إلى إسقاط النظام وإنهاء الفساد ولم ترفع شعارات تطالب بوحدة الصف العربي وهو حلم خامر العرب ومازال إلى حد الآن لم يتحقق.