على اثر التجمع العام الذي عقدته نقابة مهن الفنون التشكيلية بمركز الفنون الحية بالبلفدير بتاريخ يوم السبت 26 نوفمبر الماضي تحت عنوان " لا لتحريم الصورة لا لمطاردة الفنانين " فان المكتب النقابي يسجل تبنيه التام للتوصيات المنبثقة و يدعو نقابات الفنون و الجمعيات المستقلة إلى مناقشتها و النظر في إمكانية تبنيها و تتمثل هذه التوصيات في مطالبة الحكومة الحالية و كل الأحزاب الممثلة داخل المجلس التأسيسي إلى اتخاذ مواقف علنية وواضحة تجاه التهديدات و الاعتداءات المسجلة ضد الفنانين و أساتذة الفنون و اعتبار الاستهداف الحاصل ضد الفنون مقدّمة لخنق الحريات الفردية و خطوة نحو ضرب بناء مجتمع ديمقراطي و تعددي قائم على المواطنة و الحريات والتأكيد على اعتبار معاداة الفنون خطا أحمر لا يهم الفنانين و أساتذة الفنون و كل المنتمين للقطاع فقط بل و كذلك كل القوى الديمقراطية المدافعة عن الحريات المدنية من جهة اخرى دعا المكتب النقابي الأحزاب إلى التخلص من عقلية اختصار الفنون كواجهة تعبوية و مشهدية كما كان يفعل النظام المخلوع واعتبار الفنون جزءا أساسيا في رهان بناء مجتمع الحريات و المواطنة بما يتبع ذلك من رؤية إصلاحية تقطع مع المنظومة السابقة وفق تشريعات جديدة و هيكلة متطورة تطرحها النقابات و الجمعيات المستقلة و تحتاج إلى دعم الأحزاب المؤمنة حقا بالانتقال الديمقراطي و الذي لا يمكن أن يكون إلا خاضعا لرؤية شمولية . كما حث وسائل الأعلام على تحمل مسؤولياتها التاريخية و عدم غض الطرف عن مثل هذه القضية الحيوية و غيرها من القضايا المتعلقة بدور الفنون في بناء مجتمع الحريات و المواطنة و ذلك بالتغييب المتعمد لنقابات الفنانين و للجمعيات المستقلة و الاستمرار في الإعلام الثقافي الذي كرسته المنظومة القديمة.ودعا الفنانين إلى التضامن و تعميق وحدة صفهم و وحدة قضيتهم عبر نقاباتهم وجمعياتهم المستقلة إضافة إلى ضرورة التعجيل ببعث هيكل في شكل رابطة تجمع نقابات الفنون و الجمعيات المستقلة والمبدعين و المثقفين لتكون ذات مهام تعنى بالسياسات الثقافية و تدافع عن حرية التعبير والفكر و ترصد ما يحصل من تجاوزات.والمطالبة بتضمين الحقوق الثقافية في الدستور الجديد و هي بالخصوص حرية الفكر و الإبداع و الابتكار و ضمان حماية المبدعين و المفكرين واعتبار الثقافة و الفنون مصلحة عامة مثلها مثل التعليم والصحة وأخيرا حماية الملكية الأدبية و الفكرية و الحفاظ على الموروث الثقافي و الحضاري المادي واللامادي.