اخيرا انفرجت الوضعية الشائكة بشركة مخابر قالفارما للادوية اثمر اعادة فتح ابوابها للعمل بداية من الاربعاء 25 جانفي 2012 بعد حوالي 7 اشهر من التوقف القسري عن العمل داخل قالفارما بسبب اعتصام شنه عدد من العمال هناك منذ 1 جويلية 2011 بغية تحقيق جملة من المطالب منها ابرام عقد خاص بالمؤسسة يضمن الحقوق الادبية والمادية وكل ما يتعلق بالتصنيف المهني والتدرج في السلم المهني وارجاع كافة المطرودين على خلفية انخراطهم في الاتحاد العام التونسي للشغل وترسيم المتعاقدين وصرف منحة انتاج 2010 ووضع حد لما يعتبرونه تجاوزات صاحب المؤسسة وانتهاك كرامة الاعوان والتمييز بينهم وتمسك الطرف النقابي بالمطالب وخصوصا منها اعادة 21 عاملا تمسك صاحب المؤسسة بطردهم انفراج الوضع والاعلان عن استئناف العمل حصل بفضل تضافر مجهودات عديد الاطراف بالجهة ومنها السلط الجهوية الاتحاد العام التونسي للشغل حيث تم الوصول الى حلول عملية تضمنت استئناف العمل لكل العمال دون استثناء على ان يدخل حوالي 40 عونا منهم بعد شهرين من الان الى راحة فنية لمدة تناهز 8 اسابيع تفرضها طبيعة العمل وصيانة التجهيزات التي كانت متوقفة عن العمل والانتاج لمدة طويلة تجاوز هذه الوضعية العويصة التي افرزت انقساما داخل العمال انفسهم بين طرف تمسك بالاعتصام وايقاف الانتاج الى حين تحقيق المطالب وطرف ثان طالب بحقه في العمل وقد وصل الامر الى القضاء حيث قضت المحكمة الابتدائية بصفاقس حكما استعجاليا يقضي باحترام الحق الشرعي في العمل ورفع الحواجز وإخلاء المحل والسماح بالدخول والخروج للمؤسسة ولكن تمسك المعتصمون في مقر الشركة برفض القرار ما لم تتحقق مطالبهم وتحركت ادارة قالفارما على اكثر من صعيد للتحسيس بمخاطر تواصل الاعتصام بداخلها من ذلك انجاز العديد من الوقفات الاحتجاجية امام مقر الولاية واجراء ندوة صحفية حضرها عدد من الاطارات والاعوان الراغبين في العمل وكان ذلك يوم الخميس 17 نوفمبر 2011 لتسليط الاضواء على اخر المستجدات المتعلقة بوضعية الشركة التي تشهد اعتصاما بداخلها منذ 1 جويلية 2011 وللتعبير عن رغبة العمال في ضمان حقهم في العمل وهم الذين لم يتمكنوا من ذلك بسبب اعتصام بعض زملائهم داخل الشركة وقالوا حينها انهم لم يتمكنوا من استئناف النشاط رغم حصول الشركة على حكم استعجالي من المحكمة يقضي باخلاء المقر من المعتصمين وانه قرار بقي حبرا على ورق ولم يتم تنفيذه واعتبر هؤلاء العمال وكوادر الشركة ان الاعتصام غير شرعي وانه تم بتحريض من اتحاد الشغل والفرع الجامعي للصحة كما انه اعتصام الحق بالشركة خسائر جسيمة تجاوزت 12 مليون دينار اضافة الى خسارة الشركة اسواقها الخارجية كليبيا وموريطانيا وخسارة قدرتها التنافسية الى جانب الخسائر التي لحقت بادوات وآلات العمل جراء تعطل النشاط والانتاج وغياب الصيانة تجدر الاشارة الى ان شركة قالفارما للادوية هي واحدة من اكبر المؤسسات في اختصاصها بالبلاد ومن هنا فان النجاح في فض الاشكال العالق والاعلان عن استئناف نشاطها بداية من 25 جانفي 2012 لقي الاستبشار الكبير وخصوصا في صفوف العمال الراغبين في العودة الى االعمل والحاجة اكيدة الان الى تضافر جهود ادارة الشركة وعمالها سواء من كانوا معتصمين او من كانوا ينادون بحقهم في العمل لكي يضعوا اليد في اليد في مناخ اجتماعي سليم يذيب جليد العلاقة ويسمح باستعاد الانتاج بسالف نسقه الذي اعطى الشلاركة مكانة كبيرة من اجل ان تتدارك ما فات وتعود لتنهض على قدميها وتعود الى اكتساب اسواقها التي افتقدتها داخليا وخارجيا وهي التي تنشط في قطاع حيوي وتزود المستشفيات وصناديق الضمان الاجتماعي والصيدليات بمختلف أنواع الادوية التي توصف للأمراض المزمنة كالقلب والكوليسترول وضغط الدم ولبقية الأمراض الحادة والعادية