الآن وقد خمد السّجال حول الشريعة.. الآن وقد اتضحت الرؤية حول موعد الانتخابات القادمة... الآن وقد حظي الباجي بحماية أمنية بعد أن دافعت وزارة الشؤون الدينية عن الواعظ الذي نادى «بقتل السبسي» ها هي بؤر التوتر تنفجر من جديد.. تعيينات الولاّة وعلى أساس الانتماء الحزبي والعائلي اثنان في واحد واعتصامات في وزارة حقوق الإنسان قام بها الجرحى معنويّا وماديا.. ومواجهات دامية بين عرشين في لالة القصر... وتواصل الصراع في بيوت الله.. وتحفظات اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف عن قانون المالية التكميلي... أتساءل كيف ستتعامل «النهضة» مع كل هذه الواجهات المفتوحة... حيث تتلاقى الرياح الأربعة... جبهات التنمية وتعديل الأسعار من أجل قفة المواطن تنضاف إلى التحدّيات الأخرى... كيف ستتعامل مع المتشدّدين المنفلتين بعد الحسم في مسألة الشريعة.. هل سيواصلون المهادنة والاعتماد على الحوار أم يجنحون إلى تطبيق القانون بحزم.. هل سيتم التقليص في نسة التضخّم المالي أم في نسبة المستشارين المتضخمة في القصبة وفي قرطاج.. هل سيمتد تغيير المسؤولين على حساب الولاء لا الكفاءة... هل ستقلّص من أنشطة خارجية لها أجندة مصلحيّة للانكباب على الأجندة الداخلية... «أهداف الثورة» ... كنا نتحدث عن الكرامة وصرنا نتحدّث عن سعر «الفلفل والمعدنوس» كنا نتحدث عن الحرية وصرنا نتحدث عن الكافر والمسلم... كنا نحلم بفرحة الحياة وصرنا نتحدّث عن البقاء أحياء... ماديا ومعنويا.. كنا نحلم.. كلنا في وضع الدربة.. ولكن قلب السياسي في رأسه وعليه التمييز بين ما يحب وبين ما يجب... كلنا توانسة لا غالب ولا مغلوب... حتى جماعة «صفر فاصل» لهم مكانة تحت هذه السماء ولولا الصفر لما كانت هناك المائة والألف والمليار... إنه أكبر اختراع في تاريخ الحساب... ومخترعه على حدّ علمي عربي ومسلم...