اتهم ائتلاف القوى اليسارية والقومية التونسية حكومة حمادي الجبالي الأمين العام لحركة «النهضة» الإسلامية ب«العجز» عن معالجة الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما اتهمها ب«الالتفاف على أهداف الثورة» من خلال «تنفيذ أجندات أجنبية مشبوهة بزعامة قطر ورموز الصهيونية الأمريكية". وحذر الائتلاف المعروف في تونس باسم «الجبهة الشعبية 14 جانفي» في بيان نشر أول أمس من «تدهور الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي وعجز الحكومة بقيادة النهضة عن إيصال رسائل مطمئنة للشارع السياسي والاجتماعي". وشدد على أن «تضارب القرارات بين مؤسستي الرئاسة والحكومة أعطى الانطباع بأننا إزاء حكومة متعددة الرؤوس» مشيرا إلى أن هذا يكشف أن التحالف الثلاثي الذي تقوده النهضة «لم يكن على أسس مبدئية وإنما هو التقاء من أجل تقاسم المصالح واعتبار السلطة غنيمة يجب توزيعها". واتهم الائتلاف، الذي يضم عددا من الأحزاب من أهمها حزب العمال الشيوعي التونسي الذي يتزعمه حمة الهمامي، الحكومة «بالتنصل من وعودها والالتفاف على أهداف الثورة". كما اتهمها أيضا ب«إثارة صراعات هامشية تقسّم المجتمع لإلهاء الشعب عن قضاياه الحقيقية". وقال البيان إن عدم امتلاك الحكومة لبرنامج اقتصادي وطني يستجيب لانتظارات التونسيين جعلها تواصل نفس السياسة الاقتصادية للنظام السابق وذلك من خلال «الاعتماد على المديونية مما يزيد في سيطرة القوى الاستعمارية على تونس قرارا واقتصادا وكذلك من خلال «المراهنة على الهبات المهينة» للقرار الوطني. وأشار الائتلاف إلى أن «الوضع الاجتماعي قد ازداد تدهورا» من خلال «تفاقم ظاهرة البطالة وعودة ظاهرة التشغيل والتوظيف بالمحسوبية والولاء» و«تدهور المقدرة الشرائية للطبقات الشعبية وحتى الوسطى و«انتشار مظاهر الفقر والبؤس والتسول والجريمة". وأكد بيان الائتلاف أن فترة حكومة حمادي الجبالي «اتسمت بتهميش الفعل الثقافي المستنير وإقصاء المفكرين والمفكرات والمبدعين والمبدعات ومحاصرتهم» ملاحظا أن ذلك «تزامن مع استيراد ما يسمى بالدعاة "لبث الفتنة والرؤى الرجعية". وبخصوص السياسة الخارجية لتونس أوضح الائتلاف أنها «اتسمت بالتخبط والدخول في سياسة المحاور المنحازة لقوى الاستعمار واصطفت مع القوى الرجعية» مؤكدا أن الحكومة «أصبحت أداة لتنفيذ أجندات أجنبية مشبوهة» وذلك من خلال «احتضانها لمؤتمر أصدقاء سوريا وطرد سفيرها» و«الانخراط في مشاريع الأنظمة المطبعة على حساب الشعب الفلسطيني بزعامة قطر ورموز الصهيونية الأمريكية".